«اقرؤوا القرآنَ ما ائْتَلَفَتْ قلوبُكم، فإذا اختلفْتُم فقوموا عنه».
رواه البخاري برقم: (5060) واللفظ له، ومسلم برقم: (2667)، من حديث جُنْدُب -رضي الله عنه-.
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«ائْتَلَفَتْ»:
أي: ما اجتمعت. مشارق الأنوار، للقاضي عياض (1/ 31).
وقال الفتني -رحمه الله-:
أي: توافقت. مجمع بحار الأنوار (1/ 75).
شرح الحديث
قوله: «اقرؤوا القرآنَ ما ائْتَلَفَتْ قلوبُكم»:
قال الأردبيلي -رحمه الله-:
الأمر في قوله: «اقرؤوا القرآن» للندب والاستحباب، وكذا في قوله: «فقوموا عنه»، وقيل: للوجوب في الآخر، وهو محتمل. الأزهار شرح مصابيح السنة مخطوط لوح (227).
قال المناوي -رحمه الله-:
«اقرؤوا القرآن» دُوموا على قراءته، «ما ائْتَلفت» ما اجتمعَت «عليه قلوبكم» أي: ما دامت قلوبكم تأْلَف القراءة. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 193).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
«اقرؤوا القرآنَ ما ائْتَلَفَتْ قلوبُكم» أي: ما دامت قلوبكم نشيطة حاضرة معكم، بأن لم تستغرقها خواطر تُحْرمها من تدبِّر القرآن، وما أشار إليه من اختلاف الأحوال؛ وذلك لأنكم حينئذٍ تقيمون حقوق القراءة، مستفيدون منها، متأهِّلون بها إلى الترقي إلى المقامات العالية. فتح الإله في شرح المشكاة (7/194).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم» أي: ما دامت قلوبُكم وخواطركم مجموعة لذوق قراءته، ذات نشاط وسُرور على تلاوته. مرقاة المفاتيح (4/ 1496).
وقال الكوراني -رحمه الله- معقبًا:
وقيل: الظاهر أنه أراد ما دام بين أصحاب القراءة ائتلاف، وهذا شيء لا فائدة فيه؛ إذ كل واحد يقرأ قراءة سمعها، وقد قال الشارع: «إن كلها كافٍ شافٍ». الكوثر الجاري (8/ 419).
وقال الكوراني -رحمه الله- أيضًا:
والمعنى: اقرؤوا القرآن ما دامت قلوبكم على نشاط وحضور؛ فإن قراءة مَن تفرَّقت أفكارُه كلا( ) قراءة، وهو المراد من الائتلاف، قد سلف نظيره في أبواب الصلاة من قوله: «ليصلِّ أحدكم نشاطه؛ فإن الله لا يملّ حتى تملُّوا». الكوثر الجاري (8/ 419).
وقال الكوراني -رحمه الله- أيضًا:
«اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم» أي: ما دمتم في نشاط وأريحية. الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (11/ 189).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم» ما دامت قلوبكم أَلِفَةً لقراءته، مُحِبَّةً لها، آنسة بها. التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 606).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«اقرؤوا القرآن ما ائتلفت» وأَقْبَلَت «عليه» أي: على القرآن «قلوبكم» وتدبرت فيه، أي: ما دامت قلوبكم تأْلَفُ وتستأنس بالقراءة وتتدبر فيها. الكوكب الوهاج (24/ 584).
وقال الدماميني -رحمه الله-:
«اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم» أي: ما اجتمعت، ولم تختلفوا فيه، قيل: ولعل هذا في حروف ومعانٍ لا يَسوغ فيها الاجتهاد. مصابيح الجامع (8/ 530).
وقال الكرماني -رحمه الله-:
الظاهر أن المراد: اقرؤوا ما دام بين أصحاب القراءات ائتلاف وإلا فقوموا عنه. الكواكب الدراري (19/ 52).
وقال ابن قرقول -رحمه الله-:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: «اقرؤوا القرآن ما ائْتلفت عليه قُلوبكم» أي: ما اجتمعت ولم تختلفوا فيه، يقال: ائْتلف الشيء يأْتِلف ائتلافًا، فهو مؤتَلِفٌ إذا اجتمع، وأَلِفت وألفته: جمعْتُه، ومنه: {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} آل عمران: 103 أي: جمعها بعد الشَّتات. مطالع الأنوار (1/ 258).
قوله: «فإذا اختلفتم فقوموا عنه»:
قال ابن بطال -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم فقوموا عنه» أي: فإذا عَرض عارضُ شُبهة تُوجب المنازعة الداعية إلى الفُرقة «فقوموا عنه» أي: فاتركوا تلك الشُّبهة الداعية إلى الفُرْقة، وارجعوا إلى المحْكَم الموجِب للألفة، وقوموا للاختلاف وعما أدى إليه، وقاد إليه، لا أنه أمر بترك قراءة القرآن باختلاف القراءات التي أباحها لهم؛ لأنه (-صلى الله عليه وسلم-) قال لابن مسعود والرَّجُل الذي أنكر عليه مخالفته له في القراءة: «كلاكما محسن»، فدل أنه لم ينهه عما جعله فيه محسنًا، وإنما نهاه عن الاختلاف المؤدي إلى الهلاك بالفُرْقة في الدِّين. شرح صحيح البخاري (10/ 284- 285).
وقال المظهري -رحمه الله-:
فإذا حصل لكم ملالة وتفرُّق القلوب فاتركوه؛ فإنه أعظم من أن يَقرأه أحد من غير حضور القلب. المفاتيح في شرح المصابيح (3/ 97- 98).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم» أي: بأنْ حصل -ولو لبعضكم- فتورٌ أو تشتُّت قلب «فقوموا عنه» عن القراءة، أي: اتركوها، مِن قام عن الأمر إذا تركه، بخلاف قام به؛ فإنه جدَّ فيه، ودام عليه؛ وذلك لأنها حينئذٍ ربما أدَّت إلى الاستهتار بحقوق القرآن، بل وإلى التمادي في الغفلة والبهتان، وإنما قلتُ: ولو لبعضكم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما يَلْبِسُ علينا صلاتنا قوم يحضرون الصلاة لا يحسنون الطّهور»، فإذا أثَّر هذا في أولئك الكُمَّل، الذين وصلوا من الكمال إلى غاية لم يدرك غيرهم أدناها، فكيف بمن بعدهم، ممن غلبت عليهم الشهوات والأمراض، واستخدمتهم الإرادات الفاسدة والأغراض؟. فتح الإله في شرح المشكاة (7/194).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
قوله: «فإذا اختلفتم» أي: في فَهم معانيه «فقوموا عنه» أي: تفرقوا؛ لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر. فتح الباري (9/ 101).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم» أي: اختلفت قلوبكم ومللْتُم وتفرقت خواطركم وكسلْتُم، «فقوموا عنه» أي: فاتركوه. مرقاة المفاتيح (4/ 1496).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم» أي: تفرقت قلوبكم وسئمتم من القرآن، «فقوموا عنه» أي: اتركوا قراءته؛ فإنه أعظم من أن يقرأه أحد من غير حضور القلب، أو المراد: اقرؤوا ما دُمتم متفقين على تصحيح قراءته وأسرار معانيه، فإذا اختلفتم في ذلك فاتركوه؛ لأن الاختلاف يفضي إلى الجدال، والجدال إلى الجحود وتلبيس الحق بالباطل، أعاذنا الله من ذلك بفضله. شرح المصابيح (3/ 49).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم» أي: حصل لكم تفرق وملالة «فقوموا عنه» أي: اتركوا قراءته، قام بالأمر: إذا دام عليه، وقام عن الأمر: إذا تركه.
هذا ولكن ينبغي أن يعتاد الرجل ويجدّ ويروِّض النفس حتى ينشط في قراءته ولا يملّ؛ فإن أهل الدَّعَة والكسل يملّون سريعًا بعدم اعتيادهم وارتياضهم، فكم مِن كسلان يملّ في قراءة جزء منه، وآخر ينشط في قراءة عشرة أجزاء ولا يملّ، واللَّه الموفق. لمعات التنقيح (4/ 584).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم فيه» بأن صارت قلوبكم في فكرة شيء سوى قراءتكم، وصارت القراءة باللسان مع غيبة الجَنان (القلب)، «فقوموا عنه» اتركوا قراءته حتى ترجع قلوبكم. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 193).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«فإذا اختلفتم فيه» بأن صارت قلوبكم في فكر شيء يخرجكم عن تدبر معانيه، «فقوموا عنه» فللقلوب إدبار وإقبال، ويحتمل أن المراد: اقرؤوه مجتمِعِين ما دمتم غير متفرقين في معانيه أو حروف قراءته متجادلين، فإذا اختلفتم وتجادلتم فقوموا عنه. التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 606).
وقال زكريا الأنصاري -رحمه الله-:
كنا نرى أن معنى قوله: «وإذا اختلفتم فقوموا عنه» أي: مللتم عن قراءته، ثم تبيَّن من الروايات أن مراد الائتلاف والاختلاف هو ظهور النزاع في مجلس القراءة وعدمه، أي: اقرؤوا القرآن ما دامت القلوب مؤتلفة بعضها ببعض، فإذا ظهر بين المجلس اختلاف وانشقاق فتعوذوا بالله، وقوموا. فيض الباري على صحيح البخاري (5/ 496).
وقال ابن قرقول -رحمه الله-:
ومعنى الحديث: النهي عن الاختلاف في القرآن، قيل: لعله في حروفه؛ لما يؤُول الاختلاف فيها بالمختلفين من ردِّ بعضهم ما يقرؤه بعض، وجحده له، مع أنه قرآن كله نزل على حروف سبعة، وقد كان ذلك وظهر في زمان الصحابة، أو لعله أراد الاختلاف في تأويله بالرأي والاجتهاد فيما لا يسوغ في الاجتهاد؛ حتى يؤُول ذلك بهم إلى الافتراق في العقائد، واختلاف المذاهب، كما كان ذلك عند ظهور المعتزلة والمرجئة والإباضية، وغيرهم من طوائف المبتدعة، ويحتمل عندي أن يكون هذا في زمانه؛ لكونه بين أظهرهم، وبحيث يمكنهم الرجوع إليه فيما أشكل عليهم منه. مطالع الأنوار(1/ 258).
قال ابن حجر-رحمه الله-:
قال عياض: يُحتمل أن يكون النهي خاصًا بزمنه -صلى الله عليه وسلم-، لئلا يكون ذلك سببًا لنزول ما يَسُوؤُهُمْ ، كما في قوله تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} المائدة: 101.
ويحتمل أنْ يكون المعنى: اقرؤوا والزموا الائتلاف على ما دلَّ عليه وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف أو عرضت شبهة تقتضي المُنازعة الداعية إلى الافتراق، فاتركوا القراءة، وتمسكوا بالمُحكم المُوجب للأُلفة، وأعرضوا عن المُتشابه المؤدي إلى الفرقة. وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم».
ويُحتمل أنه ينهى عن القراءة إذا وقع الاختلاف في كيفية الأداء، بأن يتفرقوا عند الاختلاف ويستمر كل منهم على قراءته.فتح الباري(9/101)
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
كان اختلاف الصحابة يقع في القراءات واللغات، فأُمروا بالقيام عند الاختلاف؛ لئلا يجحد أَحدهم ما يقرأ الآخر فيكون جاحدًا لما أنزله الله -عز وجل-. كشف المشكل (2/ 47).
وقال النووي -رحمه الله-:
الأمر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز، أو اختلاف يوقِع فيما لا يجوز، كاختلاف في نفس القرآن، أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد، أو اختلاف يوقع في شك، أو شُبهة أو فتنة وخُصومة، أو شِجار ونحو ذلك.
وأما الاختلاف في استنباط فروع الدِّين منه، ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة، وإظهار الحق، واختلافهم في ذلك، فليس منهيًّا عنه، بل هو مأمور به، وفضيلة ظاهرة، وقد أجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن، والله أعلم. شرح مسلم (16/218- 219).
وقال الزمخشري -رحمه الله-:
ولا يجوز توجيهه (أي: الحديث) على النهي عن المناظرة والمباحثة؛ فإن في ذلك سدًّا لباب الاجتهاد، وإطفاءً لنور العلم، وصدًّا عما تواطأت العقول والآثار الصحيحة على ارتضائه والحث عليه، ولم يزل الموثوق بهم من علماء الأُمة يستنبطون معاني التنزيل، ويستثيرون دفائنه، ويغوصون على لطائفه وهو الحَمَّال ذو الوجوه، فيعود ذلك تسجيلًا له ببُعْد الغَوْرِ، واستحكام دليل الإعجاز، ومن ثَمَّ تكاثرت الأقاويل، واتسم كلٌّ من المجتهدين بمذهب في التأويل يُعزى إليه. الفائق في غريب الحديث (3/ 357).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
فيه الحض على الألفة والتحذير من الفُرقة في الدِّين، فكأنه قال: اقرؤوا القرآن والزموا الائتلاف على ما دلَّ عليه وقادَ إليه. شرح صحيح البخاري (10/ 284- 285).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
وفي هذا الحديث...: الحض على الجماعة والألفة، والتحذير من الفُرقة والاختلاف، والنهي عن المراء (الجدال) في القرآن بغير حق، ومِن شرِّ ذلك: أن تظهر دلالة الآية على شيء يُخالف الرأي فيتوسل بالنظر وتدقيقه إلى تأويلها وحملها على ذلك الرأي، ويقع اللجَاج في ذلك والمناضلة عليه. فتح الباري (9/ 102).
وقال الشيخ حمزة محمد قاسم -رحمه الله-:
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي:
أولًا: تحري قراءة القرآن عند توفر النشاط والرغبة النفسية في تلاوته؛ لأن القراءة مع حضور القلب لها أثرها العميق في نفس القارئ ووجدانه.
ثانيًا: أنه إذا وقع الاختلاف في معنى من معاني القرآن أو قراءة من قراءَاته، واشتد حتى أوشك أن يؤدِّي إلى النزاع والشقاق، وجب الإِمساك عنه، وضبط النفس قدر الإِمكان. منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (5/ 89).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
في فوائده (أي: الحديث):
1- منها: استحباب قراءة القرآن وقت النشاط، وحضور القلب؛ لأنه بذلك يوجَد التدبر الذي أُنزل من أجله القرآن، كما قال الله -عز وجل-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} ص: 29.
2- ومنها: الأمر بالقيام عن قراءة القرآن، وتركه إذا اختلفت القلوب، ولم يوجد لها حضور.
3- ومنها: النهي عن اختلاف المسلمين في القرآن؛ لأن ذلك يؤدِّي إلى التفرق والتناحر والتباغض والتشاجر، وفيه الهلاك الشامل، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الماضي بقوله: «إنما أهلك مَن كان قبلكم اختلافهم في الكتاب». البحر المحيط الثجاج (41/ 589).
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-:
في هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان إذا كان في مناظرة وخَشِي مِن تغيُّر القلوب، فالواجب عليه أن يقوم؛ حتى لا تتغير القلوب.
وفيه: تحذير لهذه الأمَّة من الاختلاف في كتابها؛ لئلا تهلك كما هلك مَن قبلها من الأُمم، ومما يوضح ذلك: أنهم لما اختلفوا في القراءات على عهد أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- انزعج حذيفة (بن اليمان) -رضي الله عنه-، وهو يُغَازي أَرْمِيْنِيَةَ وأَذْرَبِيْجَان، وجاء إلى أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه-، وقال: أَدْرِكْ هذه الأمَّة، قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أنْ أرسلي إلينا بالصُّحُف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردَّ عثمان الصُّحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أُفُقٍ بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سِواه من القرآن -في كل صحيفة أو مصحف- أن يحرق. توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (7/ 469).