السبت 20 شوّال 1446 هـ | 19-04-2025 م

A a

«مَن أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ فهو حَبْرٌ».


رواه أحمد برقم: (24443) ورقم: (24531) واللفظ له، والحاكم في المستدرك برقم: (2070)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم: (2191)، من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
ولفظ الحاكم: «مَن أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِن القرآنِ فهو خيْرٌ».
صحيح الجامع برقم: (5979)، سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (2305).


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«السَّبْعَ الأُوَلَ»:
أي: السُّور السَّبع التي في أول القرآن. حاشية السندي على مسند أحمد (5/487).

«حَبْرٌ»:
بفتحٍ أو كسرٍ، فسكون، أي: عالِمٌ. حاشية السندي على مسند أحمد(5/487).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
الحَبْر: بفتح المهملة وبكسرها أيضًا، وسكون الموحدة حكاه الجوهري، ورجَّح الكسر، وجزم الفراء بأنَّه بالكسر، وقال: سُمي باسم الحِبْرِ الذي يُكتب به، وقال أبو عبيد الهروي: هو العالِمُ بتحبير الكلام وتحسينه، وهو بالفتح في رواية جميع المحدثين، وأنكر أبو الهيثم الكسر، وقال الراغب: سُمي العالِم حبرًا؛ لما يبقى من أثر علومه. فتح الباري (12/ 17).


شرح الحديث


قوله: «مَن أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ»:
قال إسحاق بن راهويه -رحمه الله-:
يعني: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس. مسند إسحاق بن راهويه (2/ 332).
وقال السهارنفوري -رحمه الله-:
من أول البقرة إلى آخر الأعراف، ثم براءة، وقيل: يونس. بذل المجهود (6/ 169).
وقال المناوي -رحمه الله-:
أي: السور ‌السبع ‌الأُول من القرآن. التيسير (2/ 390).
وقال المناوي -رحمه الله- أيضًا:
مَن حفظها، واتخذ قراءتها وردًا. التيسير (2/ 390).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«من ‌أخذ ‌السَّبْعَ» أي: السُّور السبع أوائل القرآن، البقرة، والذي بعدها آخرها التوبة، على أنَّ حسبها هي والأنفال سورة واحدة. التنوير (10/ 56-57).
وقال السخاوي -رحمه الله-:
قال يحيى بن الحارث الذماري: وإنَّ يونُس تسمَى السابعة، وليست بعد الأنفال، ولا براءة من السبْع الطُّوَل. جمال القراء (ص: 127).
وقال ابن قتيبة -رحمه الله-:
السَّبْعُ الطِّوَالُ: آخرها براءة، كانوا يرون الأنفال وبراءة سورة واحدة؛ لأنهما جميعًا نزلتا في مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولذلك لم يفصلوا بينهما. غريب القرآن (ص: 35).
وقال الساعاتي -رحمه الله-:
جاء في رواية «السبع الطوال» بدل «الأُوَل»، وأوَّلها: سورة البقرة، وآخرها سورة براءة، بجعل الأنفال وبراءة واحدة.
والمراد: بأخذها: حفظها، والعمل بما فيها. الفتح الرباني(18/ 7).
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-:
وهذا -إنْ صح- محمول على أنَّ المراد بذلك: مَن أخَذَها، وعَمِلَ بها. شرح تفسير ابن كثير (12/ 16 ).

قوله: «فهو حَبْرٌ»:
قال ابن سيده -رحمه الله-:
والحِبْرُ ‌والحَبْر: العالِم ذميًّا كان أو مسلمًا بعد أن يكون من أهل الكتاب. المحكم (3/ 315).
وقال ابن جرير -رحمه الله-:
الحَبْر: هو العالِم المحكِم للشيء، ومنه قيل لكعْبٍ: كعب الأَحبار، وكان الفراء يقول: أكثر ما سمعتُ العرب تقول في واحد الأحبار: حِبْر بكسر الحاء. جامع البيان (10/ 341).
وقال الساعاتي -رحمه الله-:
«فهو حَبْرٌ»...، أي: عالِم صالح. الفتح الرباني (18/ 7).
وقال عبد الحق القاضي -حفظه الله-:
ليس المقصود أنَّ مجرد الأخذ والحفظ يُصيِّره حَبْرًا؛ فإنَّ كثيرًا من الناس يحفظها ولا يفهمها، ولا يعمل بها، وإنَّما المقصود حفظها وفهمها، وتطبيقها، والله أعلم. تحقيق كتاب جمال القراء (1/ 247).

قوله في رواية الحاكم: «فهو خيْرٌ»:
قال إسحاق بن راهويه -رحمه الله-:
قال النضر (ابن شميل): لا يكون الخير، إنَّما هو الحَبْر. مسنده (2/ 288).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«فهو خَيْرٌ له» أي: مَن حفظها، واتخذ قراءتها وردًا، فذلك خيرٌ كثيرٌ، يعني: بذلك كثرة الثواب عند الله تعالى. فيض القدير (6/ 41).
وقال أحمد الغماري -رحمه الله- مُتعقِّبًا:
قلتُ: هو بالحاء المهملة، والباء الموحدة، أي: مَن حفظ السبع كان معدودًا من الأحبار العلماء، وهكذا بالحاء المهملة في مسند أحمد وغيره من الأصول الصحيحة المعتمدة، وحرَّفه الشارح (المناوي) بالخاء المعجمة، والياء التحتانية، وقال في الشرح: "أي: فذلك خير كبير، يعني به كثرة الثواب عند الله"، وزاد في الكبير كلمة «له» بسجل التصحيف، بل أدرجه في متن الحديث، فقال: «من أخذ السبع فهو خير له»...
تنبيه: اتفقت الأصول المطبوعة على تصحيف هذا الحديث، كما فعل الشارح بإبدال كلمة «حبر» بالحاء المهملة، والباء الموحدة بكلمة «خير» بالخاء المعجمة، والياء التحتانية، إلا مسند أحمد في موضعين منه، وإلا تفسير ابن كثير في أول سورة البقرة، فالحديث فيهما على الصواب. المداوي (6/68-69).


ابلاغ عن خطا