«أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه، وهو ساجدٌ، فأَكْثِرُوا الدعاءَ».
رواه مسلم برقم: (482)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
شرح مختصر الحديث
.
شرح الحديث
قوله: «أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه»:
قال ابن الملك -رحمه الله-:
«أقرب ما يكون العبد من ربه» مبتدأ حُذف خبره؛ لِسَدِّ الحال -وهو قوله: «وهو ساجد»- مسدَّه. شرح المصابيح (2/ 16).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«أقرب ما يكون العبد» أي: الإنسان. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 195).
وقال السندي -رحمه الله-:
قوله: «أقرب ما يكون العبد مِن ربه» الظاهر أن «ما» مصدرية، و(كان) تامة، والجار متعلق بالقُرب، وليست «مِن» تفضيلية، والمعنى شاهد لذلك، فلا يَرِدُ أن اسم التفضيل لا يُستعمل إلَّا بأحد أمور ثلاثة لا بأمرين كالإضافة ومِن، فكيف استعمل ها هنا بأمرين؟ فافهم. وخبر «أقرب» محذوف أي: حاصل له. فتح الودود في شرح سنن أبي داود (1/ 522).
وقال الأردبيلي -رحمه الله-:
قوله: «أقرب» حالات العبد من ربه أن يكون ساجدًا، ينزع إلى قوله: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} العلق: 19؛ وذلك لأن السجود غاية التواضع والاستكانة؛ لوضع أعز الأعضاء وهو الوجه على أذل الأشياء وهو التراب، وإذا قرب العبد من الله وقع دعاؤه موقع القبول؛ فلذلك قال: «فأكثروا الدعاء». الأزهار شرح مصابيح السنة مخطوط لوح (148).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«أقربُ ما يكون العبد من ربه ...» أَسْنَدَ القُرب إلى الوقت، وهو للعبد مجازًا. مرقاة المفاتيح(2/ 722).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«أقرب ما يكون العبد من ربه...» هذا يدُلّك أنه ليس بقرب مكاني، بل قرب رضا ومحبة؛ وذلك لأن هيئة الساجد أكمل هيئة في تواضعه لمولاه. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 8).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
ومعنى قرب العبد إلى ربه: قُربه إلى رحمة ربه بفعله ما هو يُرضيه، ومعنى قرب الله إلى عبده كما في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ق: 16، فالقرب في الآية الكريمة صفة ثابتة له تعالى نثبتها ونعتقدها ولا نُكَيِّفها ولا نُمَثِّلها، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11. الكوكب الوهاج (7/ 375).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
فإن قلتَ: أين المفضَّل عليه ومتعلق أَفْعَل التفضيل في الحديث؟
قلتُ: محذوف، وتقديره: إن للعبد حالتين في العبادة: حالة كونه ساجدًا لله تعالى، وحالة كونه متلبسًا بغير السجود، فهو في حالة السجود أقرب إلى ربه من نفسه في غير تلك الحالة، ويدلُّ عليه التصريح به فيما روي عن علي -رضي الله عنه-: «الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم» أي: الناس في فسادهم واقترافهم رذائل الأخلاق أشبَه بزمانهم من أنفسهم بآبائهم في الصورة والهيئة، وفي اقتنائهم مكارم الأخلاق. الكاشف عن حقائق السنن (3/ 1025).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
اعلم أنَّ من العلماء من قسَّم قُرْب الله تعالى إلى قسمين كالمعية، وقال: القُرْب الذي مقتضاه الإحاطة قُرْب عام، والقُرْب الذي مقتضاه الإجابة والإثابة قُرْب خاص.
ومنهم يقول: إنَّ القُرْب خاص فقط؛ مقتضٍ لإجابة الداعي، وإثابة العابد، ولا ينقسم.
ويستدل هؤلاء بقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة:186، وبقول النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد»، وأنه لا يمكن أن يكون الله تعالى قريبًا من الفجرة الكفرة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله تعالى-. شرح العقيدة الواسطية (2/ ٩٠).
وقال ابن تيمية -رحمه الله-:
فالله مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة. العقيدة الحموية الكبرى (ص: 77).
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان -حفظه الله-:
فكونه (تعالى) قريبًا مجيبًا، لا ينافي أنه فوق عرشه، عالٍ على جميع مخلوقاته، وقُرْبُه من صفاته، وهو قُرب حقيقي على ظاهره، يليق بعظمته، تعالى وتقدس. شرح العقيدة الواسطية (15/ 5).
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان -حفظه الله- أيضًا:
قُرْبُ الله تعالى ودنوه من بعض مخلوقاته لا يستلزم خلوَّه من فوق عرشه، بل يقرب إلى من يشاء من عباده، وهو فوق عرشه، لا يكون شيء من خلقه فوقه أبدًا. شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (2/ 575-576).
قوله: «وهو ساجدٌ»:
قال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «وهو ساجد» الواو في: «وهو ساجد» للحال؛ يعني: أقرب حالات العبد من ربه حال كونه ساجدًا، وإنما يكون العبد في السجود أقرب من ربه من سائر أحواله؛ لأن العبد بقدر ما يبعد عن نفسه يقرب من ربه، والسجود غاية التواضع وترك التكبر عن النفس؛ لأن النفس لا تأمر الرَّجُل بالمذلة والتواضع، بل تأمره بخلاف ذلك، فإذا سجد فقد خالَفَ نفسه وبَعُد عنها، فإذا بَعُد عنها قَرُبَ من ربه، وإذا قرب من ربه يكون دعاؤه مقبولًا؛ لأن الحبيب يحب حبيبه المطيع، ويقبل ما يقول ويسأل. المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 151).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«وهو ساجد» الجملة الحالية سادّة مسدّ الخبر المحذوف، فلذا وجب حذفه، والدليل على أنها ليست خبرًا: أن الجملة الواقعة خبرًا لا يدخلها الواو، وأخذ منه ردُّ القول بالجهة لله، تعالى عن ذلك. دليل الفالحين (7/ 225).
وقال السندي -رحمه الله-:
وجملة: «وهو ساجد» حال من ضمير حاصل، أو من ضمير له، والمعنى: أقرب أكوان العبد من ربه -تبارك وتعالى- حاصل له حين كونه ساجدًا، ولا يرد على الأول أن الحال لا بد أن يرتبط بصاحبه ولا ارتباط ها هنا؛ لأنَّ ضمير «هو ساجد» للعبد لا لـ«أقرب»؛ لأنَّا نقول: يكفي في الارتباط وجود الواو من غير حاجة إلى الضمير، مثل: جاء زيد والشمس طالعة. فتح الودود في شرح سنن أبي داود (1/ 523).
وقال العزيزي -رحمه الله-:
«وهو ساجد» لأن السجود أول عبادة أمر الله بها بعد خلق آدم، فكان المتقرِّب بها إلى الله تعالى أقرب منه إليه في غيرها. السراج المنير شرح الجامع الصغير (1/ 273).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
إنما كان السجود موطن قُرب؛ لأنه غاية ذل الآدمي، فلذلك تقرب من مولاه. كشف المشكل (3/ 557).
وقال ابن دقيق العيد -رحمه الله-:
قالوا: لأنه وضع أعز الأعضاء في الأرض، وهو غاية التذلل، فكان سببًا لزيادة القرب. شرح الإلمام (3/ 472).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«وهو ساجد» ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى؛ إذ فيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها، وهو وجهه من التراب الذي يُداسُ ويُمتهن. شرح سنن أبي داود (6/ 490).
وقال السيوطي -رحمه الله-:
«أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» قال العراقي في شرح الترمذي: ذُكر في حكمة ذلك أمور:
أحدها: أنّ العبد مأمور بإكثار الدعاء في السجود كما في تتمّة الحديث، والله تعالى قريب من السائلين كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة: 186.
الثاني: أنَّ حالة السجود حالة خضوع وذلٍّ وانكسار؛ لتعفير الساجد وجهه في التراب؛ ولهذا قال ابن مسعود: "ما حالٌ أحبّ إلى الله تعالى أن يجد العبد فيه من أن يجده عافرًا وجهه» رواه الطبراني في الكبير بسند حسن، ومثله لا يُقال مِن قِبَلِ الرأي.
الثالث: أنَّ السجود أوّل عبادة أَمَرَ الله بها بعد خلق آدم، فكان المتقرّب بها إلى الله تعالى أقرب منه إليه في غيره.
الرابع: أنَّ فيه مخالفة لإبليس في أوّل ذنب عُصي اللهُ به من التكبُّر عن السجود. مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود(1/ 332-333).
وقال الكشميري -رحمه الله-:
«وهو ساجد» فالسجدة أعلى أركان الصلاة فيُستحب تكثيرها. العرف الشذي شرح سنن الترمذي (1/ 367).
قوله: «فأكثروا الدعاءَ»:
قال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
قوله: «فأكثروا الدعاء» متعلقه محذوف، أي: فيه، أي: السجود. البحر المحيط الثجاج (11/ 182).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
«فأكثروا الدعاء» فيه؛ فإنَّ ذلك القُرْب الأعظم يحصل كل مسؤول، ويُوصل إلى كل مأمول. فتح الإله في شرح المشكاة (4/33).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«فأكثروا» من «الدعاء» في السجود؛ لأنه حالة قُرب، وحالة القُرب مقبول دعاؤها؛ لأن الحبيب يحب عبده الذي يطيعه ويتواضع له ويقبل منه ما يقوله وما يسأله. شرح سنن أبي داود (4/ 691).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«فأكثروا الدعاء» في السجود؛ لأنها حالة غاية التذلُّل وكمال القرب، فهي مظنة الإجابة. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 195).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«فأكثروا الدعاء» أي فيه؛ لأنه من مواطن الإِجابة، وظاهر أنه أولًا يقدم الذِّكْر الوارد فيه، وأفضله: «سبحان ربي الأعلى وبحمده»، وأقل السُّنة مرة والكمال ثلاث، وأكمل ما يكون إحدى عشرة، ويزيد عليه قوله: «اللهم لك سجدتُ... » إلخ. دليل الفالحين (7/ 225).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«فأكثروا الدعاء» فإنه مع القرب مجاب. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 8).
وقال الشوكاني -رحمه الله-:
قوله: «فأكثروا الدعاء» أي: في السجود؛ لأنه حالة قرب، وحالة القرب مقبول دعاؤها؛ لأن السيد يحِبُّ عبدَه الذي يطيعه ويتواضع له ويقبل منه ما يقوله وما يسأله. نيل الأوطار (3/ 90).
وقال الفيومي -رحمه الله-:
قوله: «فأكثروا الدعاء» ولا فرق بجواز الدعاء بين أن يكون مما يتعلق بالآخرة أو الدنيا، خلافًا لأبي حنيفة فقد روي عنه بطلان صلاة بدعاء يتعلق بالدنيا، كما لو سأل امرأة حسناء ونحو ذلك، جاء في الحديث «وأما السجود فأكثروا من الدعاء فيه؛ فقَمِنٌ أن يستجاب لكم»، يقال: قَمِـَنٌ بفتح الميم وكسرها، ويجوز في اللغة: قَمِيْنٌ بزيادة ياء، ومعناه: حقيق وخليق وجدير. فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (3/ 272).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
«فأكثروا من الدعاء» ...حتى لو كنتَ تدعو الله في أمور الدنيا وأنت ساجد فهو خير؛ لأن الدعاء نفسه عبادة، لو قلتَ: اللهم كثر مالي، اللهم هيئ لي سكنًا جميلًا، اللهم هيئ لي سيارة مريحة وما أشبه ذلك فلا بأس به، ولو كان في الفريضة، اللهم اغفر لي ولوالدي؛ لأن الدعاء عبادة، فأي شيء تدعو به الله فإنه عبادة، أي شيء حتى جاء في الحديث: «لِيَسْأَلَ أحدكم ربه حتى شِرَاك نعله»، شِرَاكُ النعل شيء زهيد، ولكن تسأل الله كل شيء؛ لأن كل شيء تسأله الله فهو عبادة لك، ثم اعلم أنك إذا سألت الله فإنك رابح في كل حال؛ لأنه إما أن يعطيك ما تسأل، أو يصرف عنك من السوء ما هو أعظم، أو يدخر ذلك لك عنده يوم القيامة أجرًا، فمَن دعا الله تعالى فإنه لا يخيب، فأكْثِرْ من الدعاء، أكثر من دعاء الله. شرح رياض الصالحين (6/ 51- 52).
وقال ابن هبيرة -رحمه الله-:
في هذا الحديث من الفقه: ما يدل على استحباب الدعاء في السجود.
وفيه: ما يدل على أن قرب العبد من ربه إنما هو عند انتهائه في التواضع إلى غاية وسعه؛ فإن حالة سجود العبد هي غاية ما يناله وسعه من الخضوع بين يدي ربه. الإفصاح (8/ 72).
وقال النووي -رحمه الله-:
وفيه: الحث على الدعاء في السجود.
وفيه: دليل لمن يقول: إن السجود أفضل من القيام وسائر أركان الصلاة، وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب: أحدها: أن تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل، حكاه الترمذي والبغوي عن جماعة، وممن قال بتفضيل تطويل السجود: ابن عمر -رضي الله عنهما-، والمذهب الثاني: مذهب الشافعي -رضي الله عنه- وجماعة: أن تطويل القيام أفضل؛ لحديث جابر في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصلاة طول القنوت» والمراد بالقنوت: القيام؛ ولأن ذِكْرَ القيام القراءة، وذكر السجود التسبيح، والقراءة أفضل؛ لأن المنقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يطول القيام أكثر من تطويل السجود، والمذهب الثالث: أنهما سواء، وتوقف أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- في المسألة ولم يقضِ فيها بشيء، وقال إسحاق بن راهويه: أما في النهار فتكثير الركوع والسجود أفضل، وأما في الليل فتطويل القيام، إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه فتكثير الركوع والسجود أفضل؛ لأنه يقرأ جزأه ويربح كثرة الركوع والسجود، وقال الترمذي: إنما قال إسحاق هذا؛ لأنهم وصفوا صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل بطول القيام، ولم يوصف من تطويله بالنهار ما وصف بالليل، والله أعلم. شرح مسلم (4/ 200- 201).
وقال العيني -رحمه الله-:
واستدل بعض العلماء بهذا الحديث أن السجود أفضل من القيام، ومذهب أبي حنيفة أن طول القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود، قال الشافعي: لقوله - عليه السلام-: «أفضل الصلاة طول القنوت» رواه مسلم، ومعناه: القيام. شرح سنن أبي داود (4/ 83).
وقال الفيومي -رحمه الله-:
وفيه: الحث على الدعاء في السجود، خلافًا لأبي حنيفة حيث كرهه في الفرض، وسبب الحث عليه في السجود: أنه مقام تضرُّع وذلة وانكسار بين يدي الله -عز وجل-، والله -سبحانه وتعالى- أقرب ما يكون إلى عبده عند ذله وانكسار قلبه، كما في الأثر الإسرائيلي: "يا رب، أين أجدك؟ قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي"؛ ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى، وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن فكانت الإجابة فيه مرجوة. فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (3/ 271).
وقال الشوكاني -رحمه الله-:
والحديث يدل على مشروعية الاستكثار من السجود ومن الدعاء فيه.
وفيه: دليل لمن قال: السجود أفضل من القيام. نيل الأوطار (3/ 90).
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
يستحب إكثار الدعاء في السجود؛ لأنه حالة خضوعٍ وذُلٍّ وانكسارٍ، فناسب فيه الدعاء. الإفهام في شرح عمدة الأحكام (ص:198).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
في فوائده (أي: الحديث):
1- منها: بيان فضل السجود؛ لأنه أقرب أحوال العبد من الله -عز وجل-.
2- ومنها: الإشارة إلى أن أفضل أحوال العبد التواضع؛ إذ به القُرب من الله -عز وجل-.
3- ومنها: الأمر بالإكثار من الدعاء في حال السجود؛ لكون العبد فيه أقرب من ربه -عز وجل-، فيكون جديرًا بالإجابة...
4- ومنها: أن فيه حجة لمن يقول: إن كثرة السجود أفضل من طول القيام، وسائر الأركان، وفيه خلاف، والراجح أن طول القيام أفضل؛ لقوة حُجَّته. البحر المحيط الثجاج (11/ 182).