«اقرؤوا هاتين الآيتين اللتين من آخرِ سورةِ البقرةِ؛ فإنَّ ربي أعطانيهما من تحتِ العَرْشِ».
رواه أحمد برقم: (17445)، واللفظ له، وأبو يعلى الموصلي برقم: (1735)، والطبراني في الكبير برقم: (779) ورقم: (780) ورقم: (781)، من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه-.
وفي رواية لأحمد برقم: (21343): «ولم يؤتهما نبيٌّ قبلي»، من حديث أبي ذر -رضي الله عنه-.
صحيح الجامع برقم: (1172)، سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (1482).
شرح مختصر الحديث
.
شرح الحديث
قوله: «اقرؤوا هاتين الآيتين اللتين من آخرِ سورةِ البقرةِ»:
قال الساعاتي -رحمه الله-:
المراد بالآيتين في هذا الحديث وما قبله من أحاديث الباب هما: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} البقرة: 285 إلى آخر السورة كما جاء ذلك صريحًا عند الطبراني من حديث عقبة بن عامر أيضًا موقوفًا عليه، قال: «تَرَدَّدُوا في الآيتين من آخر سورة البقرة {آمَنَ الرَّسُولُ} البقرة: 285 إلى خاتمتها؛ فإن الله اصطفى بها محمدًا -صلى الله عليه وسلم-». الفتح الرباني (18/ 99).
قوله: «فإنَّ ربي أعطانيهما من تحتِ العَرْشِ»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«من تحت العرش» أي: عرش الرحمن تقدَّسَ. فيض القدير (1/ 563).
وقال العزيزي -رحمه الله-:
«من تحت العرش» أي: من كنزٍ تحته. السراج المنير (1/ 239).
وقال ابن كثير -رحمه الله-:
والعرش: هو سَرِيرٌ ذُو قَوَائِمَ، تَحْمِلُهُ الملائكةُ، وهو كالْقُبَّةِ على العالَم وهو سَقْفُ المخلوقات. البداية والنهاية (1/ 12).
وقال البيهقي -رحمه الله-:
وأقاويل أهل التفسير على أنَّ العرش هو السرير، وأنه جسم مجسَّم، خلقه الله تعالى، وأمر ملائكته بحمله، وتعبَّدهم بتعظيمه والطواف به، كما خلق في الأرض بيتًا، وأمر بني آدم بالطواف به، واستقباله في الصلاة، وفي أكثر هذه الآيات دلالة على صحة ما ذهبوا إليه، وفي الأخبار والآثار الواردة في معناه دليل على صحة ذلك. الأسماء والصفات (2/ 272).
وقال السندي -رحمه الله-:
قوله: «من تحت العرش» أي: مقرّهما كنز هناك، والله تعالى أعلم . حاشيته على مسند أحمد 4/ 197).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«من تحت العرش» أي: من ذلك المكان الرفيع، والجَنَاب المنيع؛ تنويهًا بشأنها، وإعلامًا بأنها ما أُنزلت على بشر قبله، وكأن ذلك لما فيها من الفضيلة العامة للأمَّة من حظر الأمر عنها، وتلقيها بالدعوات التي في آخرها، ويأتي حديث حذيفة: «أُعطيتُ هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يُعطها نبيٌّ قبلي». التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 482).
وقال التوربشتي -رحمه الله-:
ليس معنى "أُعطِي" أنها أنزلت عليه، بل المعنى أنه استًجيب له فيما لُقِّن في الآيتين من قوله سبحانه { غُفْرانَكَ رَبَّنا } إلى قوله {أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ} البقرة: 185 ـ 186 ولمن يقوم بحقها من السائلين.الميسر في شرح مصابيح السنة(4/١٢٧٧)
قال الطيبي -رحمه الله-:
في كلامه إشعار بأن الإعطاء بعد الإنزال؛ لأن المُراد منه الاستجابة، والاستجابة مسبوقة بالطلب، والسُّورة مدنية والمعراج في مكة. ويمكن أن يُقال: إنّ هذا من قبيل: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} والنزول بالمدينة من قبيل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}. الكاشف عن حقائق السنن(12/٣٧٥٢)
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
تفاصيل كيفية الإعطاء من ذلك المكان غيبٌ، يجب الإيمان به. التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 483).
وللاستفادة من الرواية الأخرى ينظر (هنا)