الأحد 21 شوّال 1446 هـ | 20-04-2025 م

A a

«إذا زارَ أحدُكم أخاه فجلسَ عندَه فلا يقومن حتى يستأذنَه».


رواه الديلمي في مسند الفردوس برقم: (1200)، والضياء في المختارة برقم: (236)، من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وبنحوه رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين برقم: (360)، وهو أيضًا في ترتيب الأمالي الخميسية للشجري برقم: (2101).
ورواه الحربي في الجزء الثاني من الحربيات برقم: (46)، من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
صحيح الجامع برقم: (583) سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (182).


شرح مختصر الحديث


.


شرح الحديث


قوله: «إذا زارَ أحدُكم أخاه»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«‌إذا ‌زار» أي: قصد «‌أحدكم ‌أخاه» في الدِّين للزيارة؛ إكرامًا له، وإظهارًا لمودته، وشوقًا للقائه. فيض القدير (1/ 366).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«إذا زار أحدكم أخاه» في الله للإكرام له ونحوه. التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 77).

قوله: «فجلسَ عندَه»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«فجلس عنده» أي: في محلِّه، والفاء سببية أو تعقيبية، وفيها معنى الواو على وجه. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 102).

قوله: «فلا يقومن حتى يستأذنَه»:
قال المناوي -رحمه الله-:
يعني: لا يقوم لينصرف إلا بإذنه؛ لأنه أمير عليه، والأمر للندب. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 102).
وقال المناوي -رحمه الله-:
« فلا يقومن حتى يستأذنه» أي: لا يقوم لينصرف إلا بإذنه؛ لأنه أمير عليه كما في الخبر المارّ؛ ولئلا يفوته ما عساه يَشرع فيه من إكرامه بنحو ضيافة، والأمر للندب، وهذا من مكارم الأخلاق وحُسن الإخاء.
والزيارة عرفًا: قصد الْمَزور إكرامًا له وإيناسًا به، وآدابها بضعة عشر: أن لا يقابل الباب عند الاستئذان، وأن يدقَّه برفق وأدب، وأن لا يُبهم نفسه كأن يقول: أنا، وأن لا يحضر في وقت غير لائق كوقت الاستراحة مع الأهل والخلوة بهم، ويخفف الجلوس، ويغض البصر، ويُظهر الرِّقة، ويدعو بإخلاص، ويَقبل إكرام المزور، ويوسع للمريض في الأجل، ويُطمِّعه في الحياة، ولا يتكلم عنده بما يزعجه، ويشير إليه بالصبر، ويحذره من الجزع، ويطلب منه الدعاء، وما اعتيد من ختم مجلس الزيارة بقراءة الفاتحة فهو حسن، قال بعضهم: لكن لم يرد بخصوصه خبر ولا أثر، وورد في الأثر أن السلف كانوا يتفرقون عن قراءة سورة والعصر. فيض القدير (1/ 366).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«فلا يقومنّ» مِن محله «حتى يستأذنه» في القيام عنه؛ لأنه قد يحب بقاءه فلا يخالفه؛ ولأن صاحب المنزل الأمير كما يأتي، أن له الحق في الصلاة، والنهي للتنزيه. التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 77).
وقال العزيزي -رحمه الله-:
«فلا يقومنّ حتى يستأذنه» فيندب له أن يستأذنه في الانصراف من عنده؛ لأنه أمير عليه. السراج المنير شرح الجامع الصغير (1/ 126).
وقال الشيخ الألباني -رحمه الله-:
وفي الحديث تنبيه على أدبٍ رفيع، وهو أن الزائر لا ينبغي أن يقوم إلا بعد أن يستأذن المزور، وقد أخل بهذا التوجيه النبوي الكريم كثير من الناس في بعض البلاد العربية، فتجدهم يخرجون من المجلس دون استئذان، وليس هذا فقط، بل وبدون سلام أيضًا! وهذه مخالفة أخرى لأدب إسلامي آخر، أفاده الحديث الآتي: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلِّم، فإذا أراد أن يقوم فيسلِّم، فليست الأُولى بأحق من الآخرة». سلسلة الأحاديث الصحيحة(1/ 356).


ابلاغ عن خطا