الإثنين 24 رمضان 1446 هـ | 24-03-2025 م

A a

«مرَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بشجرةٍ يابسةِ الوَرَقِ، فضربها بعصاهُ فتناثرَ الورقُ، فقال: إنَّ الحمدَ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، ولا إله إلا الله، واللهُ أكبر، لَتُسَاقِطُ من ذُنوبِ العبدِ كما تَسَاقَطُ ورقُ هذه الشجرةِ».


رواه الترمذي برقم: (3533)، من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
صحيح الجامع برقم: (1601)، صحيح الترغيب والترهيب برقم: (1570).


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«فَتَنَاثَرَتْ»:
النّثر: رميك الشّيء متفرِّقًا. المخصص، لابن سيده(4/ 101).


شرح الحديث


قوله: «مرَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بشجَرةٍ يابسةِ الوَرَقِ، فضربَها بعصاهُ فتناثرَ الورقُ».
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«مرّ على شجرة يابسة الورق فضربها» أي: أغصان الشجرة، «بعصاه، فتناثر الورق» أي: تساقط.مرقاة المصابيح(4/١٦٠٧)
وقال المباركفوري -رحمه الله-:
قوله: «فضربَها» أي: أغصان الشجرة، «فتناثر الورق» أي: تساقط. تحفة الأحوذي (9/ 361).

قوله: «فقال: إنَّ الحمدَ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، ولا إله إلا الله، واللهُ أكبر».
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«فقال: إن الحمد لله» بالرفع على الحكاية أو على الابتدائية، وفي نسخة بالنصب وهو ضعيف، «وسبحان الله» ونصبه على المصدرية، «ولا إله إلا الله، والله أكبر»، قال الطيبي: هذه الكلمات كلها بالنصب على اسم «إن»، وخبرها «تُساقِطُ». مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1607).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
التسبيح تقديسٌ لذاته عما لا يليق بجلاله وتنزيهٌ لصفاته عن النقائص، والتحميد مشتملٌ على معنى الفضل والإفضال المؤذنَين بالصفات الذاتية والإضافية بعد السلبية، والتهليل: توحيد الذات ونفي الضدّ والندّ، وتنبيه على التبرؤ عن الحول والقوة إلا به، والتكبير: اعتراف بالقصور في الأفعال والأقوال. فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (9/ 486).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«إن سبحان الله» أي: قول: سبحان الله بإخلاص وحضور ذهن وهكذا في الباقي «والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ‌تنفض»، أي: تسقط «الخطايا» عن قائلها «كما ‌تنفض» تسقط «الشجرة ورقها» عند إقبال الشتاء تحقيقًا لمحو جميع الخطايا وسيجيء ما يُعلم به أن المراد بهذا وما أشبهه الصغائر لا الكبائر. فيض القدير (2/ 452).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«إن» قول العبد «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» هي: الباقيات الصالحات، «تنفض» بالفاء والضاد المعجمة، «الخطايا» أي: تهزُّها حتى تساقطها، «الخطايا» عام لكل خطيئة. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 618).

قوله: «لَتُسَاقِطُ من ذُنوبِ العبدِ؛ كما تَسَاقَطُ ورقُ هذه الشجرةِ».
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«ذنوب العبد» أي: المتكلِّم بها، والمغالبة للمبالغة، «كما يتساقط» قال الطيبي: أي: تُساقِطُ فَتَساقطَ كما يتساقَطُ «ورقُ هذه الشجرة».
وأغرب ابن حجر حيث قال: الأصح أن (ما) زائدةٌ، و(الكاف) بمعنى مثل، حالٌ من الذنوب، والتقدير: حالَ كونِ تساقُطِ الذنوبِ مِثلَ تساقُطِ ورَقِ هذه الشجرة، وهذا أولى مما سلكه الشارح كما لا يخفى، ووجه غرابته أنه بعينه في التقدير. مرقاة المفاتيح (4/ 1607).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
قوله: «تُساقط» -بضم التاء-، وقوله: «كما يتساقط» إن جُعل صفة مصدر محذوف لم تبقَ المطابقة بين المصدرين، ولو جُعل حالًا من الذنوب استقام، ويكون تقديره: تساقط الذنوب مشبهًا تساقطها بتساقط الورق. الكاشف عن حقائق السنن (6/ 1833).
وقال الدهلوي -رحمه الله-:
وأقول: لما كان المقصود هنا بيان حال هذه الكلمات وفضلها، وثمة -أعني في أوراق الشجرة- ‌بيان ‌سقوطها لا إسقاط العصا إياها، قال كما قال، فافهم. لمعات التنقيح (5/ 141).
وقال عبد الرحمن المباركفوري -رحمه الله-:
«من ذنوب العبد» أي: المتكلم بهذه الكلمات، «كما تَساقطُ أوراق الشجرة هذه» بصيغة الماضي المعلوم ومن باب التَّفاعل، والمعنى: إنّ هذه الكلمات تُساقطُ ذنوبَ العبد فتَتَساقطُ كما تساقطُ ورقُ هذه الشجرة. تحفة الأحوذي (9/ 361).
وقال الفيومي -رحمه الله-:
المراد بذلك الصغائر، وأما الكبائر فلا تغفر إلا بالتوبة، كما تقدم في نظائره. فتح القريب المجيب (7/ 392).
وقال عبيد الله المباركفوري -رحمه الله-:
«ورق هذه الشجرة» يعني: أن هذه الكلمات تُساقط ذنوب العبد فتتساقط كما يتساقطُ ورقُ هذه الشجرة؛ فقوله: «كما يتساقط» حال من الذنوب، والتقدير: تساقطُ الذنوبِ مُشبّهًا تساقُطها بتساقطِ الورق. مرعاة المفاتيح (7/ 481).


ابلاغ عن خطا