«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انْصَرَفَ مِن صلاتهِ اسْتَغْفَرَ ثلاثًا، وقال: «اللهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومنكَ السَّلامُ، تباركْتَ ذا الجلَالِ والإكرَامِ».
قال الوليدُ: فقلتُ للأوزاعِيِّ: كيفَ الاستغفارُ؟ قال: تقولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أستغفِرُ اللهَ».
رواه مسلم برقم: (591)، من حديث ثوبان -رضي الله عنه-.
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«انصرف»:
الانصراف: التَّحوُّل عن الشَّيء وتركه.معجم لغة الفقهاء(ص: ٩٣)
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«انصرف»: أي: انتهى من الصلاة. دليل الفالحين(6/ 420).
«تباركت»:
تفاعلت، من البركة، وهي الكثرة والنَّماء، ومعناه: تعاظمت؛ إِذ كثرث صفات جلالك وكمالك. المفهم، القرطبي (2/ 211).
وقال الزجاج -رحمه الله-:
تَبَارَكَ: معناه: تفاعل من البَرَكَةِ، كذلك يقول أهلُ اللغة، ومعنى البركة: الكثرة في كُلِّ ذي خيرٍ. معاني القرآن وإعرابه(4/ 57).
«ذا الجلال»:
أي: ذا العَظَمة والسُّلطان، وهو على حذف حرف النِّداء، تقديره: يا ذا الجلال. المفهم، القرطبي (2/ 211).
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
الجلال: العظمة، وقيل: أراد عظِّموه، ومن أسماء الله تعالى «الجليل» وهو الموصوف بنعوت الجلال، والحاوي جميعها، هو الجليل المطلق، وهو راجع إلى كمال الصِّفات. النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (1/ 287-288).
«الإكرام»:
أي: الإحسان، وإفاضة النِّعم. المفهم، القرطبي (2/ 211).
شرح الحديث
قوله: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف مِن صلاته استغفر ثلاثًا»:
قال النووي -رحمه الله-:
قوله: «إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا» المراد بالانصراف السَّلام. شرح النووي على مسلم (5/ 89).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«كان إذا انصرف من صلاته» أي: سلَّم منها «استغفر» الله «ثلاثًا». التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 241).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«إذا انصرف» أي: فرغ «من صلاته استغفر ثلاثًا» أي: قال: أستغفر الله، ثلاث مرات... ولعل استغفاره لرؤية تقصيره في طاعة ربِّه؛ فإن حسنات الأبرار سيّئات المقربين؛ ولذا قالت رابعة: «استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير». مرقاة المفاتيح (2/ 761).
وقال السندي -رحمه الله-:
استغفر -صلى الله عليه وسلم- تحقيرًا لعمله، وتعظيمًا لجناب ربِّه، وكذلك ينبغي أن يكون حال العابد، فينبغي أن يلاحظ عظمة جلال ربِّه، وحقارة نفسه وعمله لديه، فيزداد تضرُّعًا واستغفارًا كلّما يزداد عملاً، وقد مدح الله عباده، فقال: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الذاريات:17-18. حاشية السندي على سنن النسائي (3/ 69).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«إذا انصرف من الصلاة» انصرافًا معنويًّا بالتَّحلُّل منها بالتَّسليم «استغفر» الله «ثلاثًا» إيماءً إلى أنه ينبغي عدم النَّظر لِمَا يأتي به العبد من الطَّاعة، فذلك أقرب للقبول، والتِّكرار للمبالغة في رؤية النَّقص فيما جاء به. دليل الفالحين(7/ 211-212).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
قوله: «إذا انصرف» وفي رواية: «إذا سلَّم»، وفي رواية أبي داود: «إذا أراد أنْ ينصرف».
وقوله: «استغفر ثلاثًا»، قيل للأوزاعي: «ما كيفية الاستغفار؟ قال: أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه».لمعات التنقيح(3/ 92).
قال ابن سيد الناس -رحمه الله-:
استغفاره -عليه السلام- مع أنه مغفور له...، قال العلماء: وهو وفاء بحقِّ العبودية، وقيام بوظيفة الشُّكر، وحقِّ العبودية، كما قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا»، وليبيّن للمأمومين سُنَّته فعلًا، كما بيَّنها قولًا في الدُّعاء والضَّراعة؛ ليقتدى به -عليه السَّلام- في ذلك. النفح الشذي شرح جامع الترمذي (4/ 563).
وقال محمود السبكي -رحمه الله-:
قوله: «استغفر الله ثلاث مرات» ظاهره الإطلاق، فيصدق على أي صيغة من صيغ الاستغفار، وسُئل الأوزاعي عن ذلك فقال: «يقول: استغفر الله» فقد قال مسلم: ثنا داود بن رشيد قال: ثنا الوليد عن الأوزاعي عن أبي عمار اسمه شداد بن عبد الله عن أبي أسماء عن ثوبان قال: «كان رسول الله -صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا» وقال: «اللهمَّ أنت السَّلام، ومنك السَّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام». قال الوليد: فقلتُ للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله». المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (8/ 177-178).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
قال النووي: ينبغي أن يُقدَّم الاستغفار على سائر أنواع الذِّكر الوارد عَقيب السَّلام، ورُدَّ بأنه لم يأتِ في روايات الأحاديث.لمعات التنقيح(3/ 92).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
الاستغفار بعد السَّلام له مناسبةٌ عظيمة، وهي جَبْرُ التَّقصير والخلل في الصَّلاة، فنسأل الله المغفرةَ، ولهذا استُحبَّ للإنسان أن يختِمَ عملَه بالاستغفار.الشرح الممتع(3/٢٢١).
قوله: «وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام»:
قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
وقوله: «اللهمَّ أنت السَّلام ومنك السَّلام» السَّلام الأوَّلُ: اسم من أسماء الله تعالى، كما قال تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} الحشر:23 ، والسَّلام الثَّاني: السَّلامة، كما قال تعالى: {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} الواقعة:91، ومعنى ذلك: أن السَّلامة من المعاطب والمهالك إنما تحصل لمن سلَّمه الله تعالى، كما قال: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} يونس:107. المفهم(2/ 211).
وقال المظهري -رحمه الله-:
«أنت السَّلام» أي: أنت المنزَّه والسَّالم عن التَّغيُّر وصفات المخلوقات «ومنك» أي: ومنك يحصل للعباد النَّجاة من المكروهات. المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 174-175).
قال التوربشتي -رحمه الله-:
قوله: «أنت السَّلام» أي: أنت السَّلام من المعائب، والحوادث، والتَّغيُّر، والآفات «ومنك السَّلام» أي: منك يرجى، ويستوهب، ويستفاد. الميسر في شرح المصابيح (1/ ٢٦١).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«اللهمَّ أنت السَّلام» فطاعتنا لا تسلم من العيوب «ومنك السَّلام» بأن تقبلها وتجعلها سالمة، وتغفر تقصيرنا المعدَّ من الذُّنوب. مرقاة المفاتيح (2/ 761).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«اللهمَّ أنت السَّلام» أي: المختصُّ بالتَّنزُّه عن النَّقائص والعيوب لا غيرك «ومنك السَّلام» أي: غيرك في معرض النُّقصان والخوف، مفتقر إلى جنابك بأن تؤمِّنَه. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 241).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
يقول: «اللهمَّ أنت السَّلام» يعني: اللهمَّ إني أتوسَّل إليك بهذا الاسم الكريم من أسمائك أن تسلِّم لي صلاتي حتى تكون مُكفرة للسيّئات، ورفعة للدَّرجات. شرح رياض الصالحين (5/ 491).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«اللَّهمَّ أنت السَّلام» هو اسم من أسماء الله تعالى، أي: أنت السَّليم من المعايب والآفات، ومن كُلِّ نقص...
وفي تعريف الجزأين إفادة الحصر، أي: أنت المختصُّ بالتَّنزُّه عن النقائص والعيوب، لا غيرك. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (15/ 345).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
والمناسبة في هذا ظاهرة، كأنك تقول: "اللَّهُمَّ أنت السَّلام، فسلِّمْ لي صلاتي مِن الرَّدِّ والنَّقْصِ، لأن الصَّلاةَ قد تُقبل، وقد لا تُقبل، قد تُلَفُّ ويُضرب بها وجْهُ صاحبها -والعياذ بالله-، وقد تُقبل، وما أربح الذين يَقبل الله صلاتهم! الشرح الممتع(3/٢٢٢).
قوله: «تباركت ذا الجلال والإكرام»:
قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
وقوله: «تباركت ذا الجلال والإكرام» تباركت: تفاعلت من البركة، وهي الكثرة والنَّماء، ومعناه: تعاظمت؛ إذ كثرت صفات جلالك وكمالك.
و«ذا الجلال» ذا العظمة والسُّلطان، وهو على حذف حرف النِّداء، تقديره: يا ذا الجلال، والإكرام: الإحسان وإفاضة النِّعم. المفهم(2/ 211).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«تباركت» تعظمت وتمجدت أو جئت بالبركة، «يا ذا الجلال والإكرام» لا تُستعمل هذه الكلمة في غير الله تعالى عما تتوهَّمه الأوهام، وتتصوَّره العقول والإفهام. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 241).
وقال عبد الرحمن المباركفوري -رحمه الله-:
«تباركت» من البركة وهي الكثرة والنَّماء، أي: تعاظمت إذا كثرت صفات جلالك وكمالك.
«ذا الجلال والإكرام» أي: يا ذا الجلال بحذف حرف النِّداء. والجلال: العظمة والإكرام الإحسان. وقال: «تباركت يا ذا الجلال والإكرام» أي: قال هنَّاد في روايته: «يا ذا الجلال والإكرام» بزيادة لفظ «يا».تحفة الأحوذي (2/ 166)
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
وقوله: «تباركت» تفاعلٌ من البركة للمبالغة، والمعنى: كثرت خيراتك، ولا يحمل في وصفه تعالى على معنى الزِّيادة؛ لأنه ينبئ عن النُّقصان، بل على البقاء والدَّوام والجلال والعظمة.
وقوله: «ذا الجلال والإكرام» أي: المستحِقُّ لأنْ يهاب سلطانه، ويُثْنى ويكرم بما يليق بعلوِّ شأنه. لمعات التنقيح(3/ 92).
وقال المظهري -رحمه الله-:
«يا ذا الجلال والإكرام» أي: يا من يستحِقُّ الجلال، وهو العظمة والإكرام والإحسان إلى عباده، وقيل: الجلال التَّنزُّه عما لا يليق به، والإكرام: العظمة. المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 174-175).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«تباركت» أي: تعاليت أن تُعبد حقَّ عبادتك، وأن تطاع حقَّ طاعتك «يا ذا الجلال» أي: صاحب الانتقام من الفُجَّار «والإكرام» أي: صاحب الإنعام على الأبرار. مرقاة المفاتيح (2/ 761).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
قال الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح: وأما ما يزاد بعد قوله: «ومنك السَّلام» من نحو: وإليك يرجع السَّلام، فحيِّنا ربَّنا بالسَّلام، وأدخلنا دارك دار السَّلام - فلا أصل له، بل مختلق بعض القُصَّاص. مرقاة المفاتيح (2/٧٦١).
قوله: «قال الوليد: فقلتُ للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: «أستغفر الله، أستغفر الله»:
قال المناوي -رحمه الله-:
قيل «للأوزاعي» وهو أحد رواة الحديث: «كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله». فيض القدير (5/ 110).
وقال عبيد لله المباركفوري -رحمه الله-:
وقيل: أقله: أستغفر الله، والأكمل زيادة: العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه. والاستغفار إشارة إلى أن العبد لا يقوم بحقِّ عبادة مولاه لِمَا يعرض له من الوسواس والخواطر، فشرع له الاستغفار تداركًا لذلك. مرعاة المفاتيح (3/ 317).
وقال محمود السبكي -رحمه الله-:
وفي الحديث دلالة على مشروعية الاستغفار ثلاث مرات بعد الصَّلاة، والثَّناء على الله بهذا الذكر: «اللهم أنت السَّلام...» إلخ عقب السَّلام، وقبل الانصراف من موضع الصَّلاة، وحكمة الاستغفار عقب الصَّلاة الإشارة إلى أنه ينبغي للعبد أن لا يغترَّ بما أُتي به من الطَّاعة، ويتَّهِم نفسه بالتَّقصير وعدم القيام بتمام ما كُلِّف به، وتكراره للمبالغة في اعتقاد النَّقص في عمله؛ وذلك أقرب للقبول. المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (8/ 177-178).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
في فوائده:
1 - «منها»: بيان استحباب الاستغفار ثلاث مرات بعد التَّسليم من الصَّلاة.
2 - «ومنها»: بيان ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من التَّواضع وإظهار العبودية لله تعالى، فيستغفر ربَّه، وإن كان قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه، وما تأخَّر.
3 - «ومنها»: بيان أن العبد لا ينبغي له الاتِّكال على الطَّاعة، بل يعتقد فيها النَّقص، وعدم أدائه حقِّ الله فيها، فيُجبر ذلك بالاستغفار، فالاستغفار ليس من الذُّنوب والمعاصي فقط، بل الطَّاعة تحتاج إليه أيضًا، لِمَا يقع فيها من السَّهو والغفلة، وعدم القيام بها حقَّ القيام، وقد أخرج الترمذي، وابن ماجه بإسناد صحيح، عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} المؤمنون:60، قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر، ويسرقون؟ قال: لا، يا بنت الصِّدِّيق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلُّون، ويتصدَّقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} المؤمنون:61.
4 - «ومنها»: بيان وصف الله تعالى بأنه السَّالم من كُلِّ نقص، وعيب، وبأن السَّلامة لعباده منه -عزَّ وجلَّ-، لا من غيره، وأنه مُتَّصِف بالعظمة ذاتًا وصفة، وبإكرام أوليائه، الذين قال في حقِّهم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يونس:62-63. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (13/ 156-157).
وقال الشيخ عبد الله البسام -رحمه الله-:
ما يؤخذ من الحديث:
1 - تقدَّم بيان الأذكار وترتيبها بعد الصَّلوات الخمس المفروضات، وهذا الحديث يؤخذ منه الدَّلالة على أنَّ المصلِّي -بعد الفراغ من الصَّلاة- يقول: «أستغفر الله ثلاث مرات».
ثم يقول: «اللَّهمَّ أنت السَّلام، ومنك السَّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام».
2 - المراد بالانصراف منها هنا السَّلام.
3 - الاستغفار هو طلب المغفرة، وطلبها لا يكون إلا من شعور بالتَّقصير، فالاستغفار إشارة منه إلى أنَّه لم يقم بحقِّ عبادة ربِّه، لِمَا يعرض له من الوساوس والخواطر والمنقِّصات، فشُرِعَ له الاستغفار تكميلًا لهذا النَّقص، واعترافًا بالعجز والتَّقصير.
4 - فيه إثبات اسم السَّلام لله تعالى وصفته، فهو السَّالم من كُلِّ نقص وعيب، وهو واهب السَّلامة لعباده من شرور الدُّنيا والآخرة.
5 - أما الجلال والإكرام فهما من صفات الغنى المطلق، والفضل التَّام، الثابتة والمستحَقَّة لله تعالى، وهو جلَّ ذكره وفضله يكرم عباده المتَّقين، ويُنعِم على عباده المخلصين.
وذو الجلال والإكرام اسمان عظيمان، وصفتان كريمتان، قال -صلى الله عليه وسلم-: «ألِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام»، ومرَّ -صلى الله عليه وسلم- برجل يصلِّي ويقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: «استُجيب لَك».
6 - يستحبُّ في حقِّ الإمام أن يبقى بعد السَّلام متَّجِهًا إلى القبلة حتى يفرغ من هذا الذِّكر الذي في هذا الحديث. توضيح الأحكام من بلوغ المرام (2/ 301-302).