الخميس 27 رمضان 1446 هـ | 27-03-2025 م

A a

عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كانَ إذا دخلَ المسجدَ قال: «أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوجهِهِ الكريمِ، وسُلطانِهِ القديمِ، من الشيطانِ الرجيمِ» قال: أقَطْ؟ قلتُ: نعم، قال: «فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ منِّي سائرَ اليومِ».


رواه أبو داود برقم: (466)، والبيهقي في الدعوات الكبير برقم: (68)، من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-.
صحيح الجامع برقم: (4715)، مشكاة المصابيح برقم: (749).


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«أعوذ»:
‌أعوذ بالله: أي: ألجأ إلى الله. العين، للفراهيدي (2/ 229).
وقال ابن دريد -رحمه الله-:
يُقال: عُذتُ بالشيء ‌أعوذ عوذًا وعِياذًا: إذا لجأت إليه. جمهرة اللغة (2/ 698).

«القديم»:
القِدَمُ: خلاف الحدوث. الصحاح، للجوهري (5/ 2007).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«القديم» أي: الأزلي الأبدي. مرقاة المفاتيح (2/ 627).

«الرجيم»:
بمعنى: المرجوم، وهو الملعون الْمُبْعَد. تهذيب اللغة، للأزهري (11/ 49).
وقال ابن الأنباري -رحمه الله-:
«الرجيم» فيه ثلاثة أقوال:
أحدهن: أن يكون معناه: المرجوم بالنجوم؛ فصُرف عن المرجوم إلى الرجيم...
والوجه الثاني: أن يكون الرجيم: المرجوم، أي: المشتوم المسبوب...
والوجه الثالث: أن يكون الرجيم: الملعون. الزاهر في معاني كلمات الناس، لابن الأنباري (1/ 57).

«أقَط؟»:
«أقط؟» الألف للاستفهام و«قط» بالتخفيف: أي: حَسْب. المجموع المغيث، لأبي موسى المديني (2/ 724).
قال الفيومي -رحمه الله- بعد نقل كلام صاحب المغيث:
وهو الاكتفاء مفتوحة القاف ساكنة الطاء، وهي لا تقع إلا بعد الماضي المنفي. فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (7/ 512).


شرح الحديث


قوله: «عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا دخل المسجد»:
قال ابن رسلان -رحمه الله-:
«أنه كان إذا دخل المسجد» يحتمل أن يكون تقديره: إذا أراد أن يدخل المسجد، ويحتمل أن يُحمل على عدم التقدير. شرح سنن أبي داود (3/ 298).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«يقول إذا دخل المسجد» أي: أراد دخوله عند وصول بابه. مرقاة المفاتيح (2/ 627).

قوله: «أعوذ بالله العظيم»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«أعوذ» أي: أعتصم وألتجئ «بالله العظيم»، أي: ذاتًا وصفةً. مرقاة المفاتيح (2/ 627).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«أعوذ بالله العظيم» أي: المـُلْك والقُدْرة على عصمتي من الشيطان. شرح سنن أبي داود (3/ 298).
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «أعوذ بالله العظيم» أي: العظيم الشأن أو العظيم الصفات. شرح سنن أبي داود (2/ 375).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«أعوذ بالله العظيم» أي: ألوذ بملاذهِ وألجأ إليه مستجيرًا به. فيض القدير (5/ 128).

قوله: «وبوجهه الكريم»:
قال العيني -رحمه الله-:
«بوجهه» أي: بذاته الكريم؛ لأن الوجه يُذكر ويُراد به الذّات؛ كما في قوله تعالى: {وَيَبقَى وَجهُ ربكَ} و {كُل شَيء هَالكٌ إلا وَجهَهُ} «الكريم» أي: المحسن إلى عباده فضلًا عن عباده. شرح سنن أبي داود (2/٣٧٥).
قال البعلي -رحمه الله-:
فتأمل كيف قَرن في الاستعاذة بين استعاذته بالذات وبين استعاذته بالوجه الكريم، وهذا صريح في إبطال قول من قال: إنه الذات نفسها، وقول من قال: إنه مخلوق. مختصر الصواعق المرسلة (ص: 413).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«الكريم» أي: الذي أكرمني، وأحسن إليَّ بأن أهَّلني لدخول بيته الكريم. شرح سنن أبي داود (3/ 298).
وقال العيني -رحمه الله-:
ومعنى الكريم: الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه؛ وهو الكريم المطلق، والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف، والفضائل؛ ومنه: «إن الكريم ابن الكريم» الحديث؛ لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة، وكرم الأخلاق والعدل، ورئاسة الدنيا والدين، والكرم نقيض اللؤم، وقد كرُم الرجل -بالضم- فهو كريم، وقوم كرام وكرماء، ونسوة كرماء، ويقال -أيضًا-: رجل كريم وامرأة ونسوة كُرم، والكُرام -بالضم- مثل الكريم، فإذا أفرط في الكرم قيل: كرَّام بالتشديد. شرح سنن أبي داود (2/ 375).

قوله: «وسلطانه القديم»:
قال ابن رسلان -رحمه الله-:
«وسلطانه» كُل بيت مالكه سلطانه، وبيت الله سلطانه «القديم» وفي الحديث: «لا يؤم الرُّجل في سلطانه». شرح سنن أبي داود (3/ 298).
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «وسُلطانه القديم» أي: حُجَّته القديمة، وبرهانه القديم، أو قهره القديم؛ لأن السُّلطان من السلاطة؛ وهي القهر، والقديم من القِدم -بكسر القاف وفتح الدال- وهو خلاف الحدوث. شرح سنن أبي داود (2/ 375)
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«وسلطانه» أي: غلَبته وقدرته وقهره على ما أراد من خلقه «القديم» أي: الأزلي الأبدي. مرقاة المفاتيح (2/ 627).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«وسلطانه ‌القديم» برهانه الدال على وحدانيته وإلهيته، فإنه متقدم على جميع مخلوقاته، عدد الاستعاذة معلقًا بها في كل لفظة بصفة أو بالذات زيادة في الاعتصام بمولاه. التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 384- 385).
وقال الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-:
قوله: «وسلطانه القديم» السلطان صفة من صفات الله، وهي صفة سُلطته وملكوته وعظمته وغلبته؛ لأنه لا يُستعاذ بمخلوق، والحديث جاء فيه الاستعاذة بالله -عز وجل- وبصفاته، وأما كلمة (القديم) فالمقصود بها الأزلي، يعني: الذي صفاته وقدرته وغلبته وقهره ليس لها بداية، فهو متّصفٌ بذلك أزلًا، ولكن ليس من أسماء الله القديم، ولكن هذا وصفٌ لقهره وغلبته بأنها أزلية. شرح سنن أبي داود (3/ 255-256).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي رحمه الله-:
وأما (القديم) ففيما أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم...» الحديث.
والحاصل: أن إطلاق الذات، والقديم على الله جائز؛ لأنه وارد في النص، فتنبه، والله تعالى أعلم. البحر المحيط الثجاج (2/ 575).

قوله: «من الشيطان الرجيم»:
قال ابن رسلان -رحمه الله-:
«من الشيطان الرجيم» أي: المرجوم بالشُّهُب. شرح سنن أبي داود (3/ 298).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«من الشيطان» مأخوذ من شَطَنَ أي: بَعُدَ يعني: المبعود من رحمة الله، «الرجيم» بمعنى مفعول، أي: المطرود من باب الله أو المشتوم بلعنة الله.
والظاهر أنه خبر معناه الدعاء يعني: اللهم احفظني من وسوسته وإغوائه وخطواته وخطراته وتسويله وإضلاله، فإنه السبب في الضلالة، والباعث على الغواية والجهالة، وإلا ففي الحقيقة أن الله هو الهادي المضل؛ ولذا قال بعض العارفين: لولا أن الله أمرني بالاستعاذة منه لما تعوذت منه، فإنه أحقر وأصغر، ويحتمل أن يكون التعوذ من صفاته وأخلاقه من الحسد والكبر والعجب والغرور والإباء والإغواء. مرقاة المفاتيح (2/ 627).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«من الشيطان الرجيم» أي: المرجوم. فيض القدير (5/ 128).

قوله: «أقطْ؟ قلتُ: نعم»:
قال ابن رسلان -رحمه الله-:
«أَقَط؟» بفتح الهمزة والقاف وسكون الطاء، ويجوز كسرها بلا تنوين، الهمزة فيه للاستفهام «قط» بمعنى حسْب أي: أَحَسْب؟ والمعنى: أقال ذلك فقط ولم يزد عليه؟ شرح سنن أبي داود (3/ 298).
وقال الشيخ عبد المحسن -رحمه الله-:
يعني: أَهذا الذي بلغك فقط؟ لأن الهمزة للاستفهام؛ لأنه يوجد في الحديث زيادة على ذلك.شرح سنن أبي داود(66/٥)
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «قال: أقط؟» أي: قال حيوة بن شريح لعُقبة بن مُسلم: «أقَطُ؟» أي: أَحَسْبُ؟ والهمزة فيه للاستفهام، وهو بفتح القاف وضم الطاء المخففة، ويجوز التشديد فيه -أيضًا-، والمعنى: الذي ترويه هذا المقدار أو أكثر من ذلك؟ والظاهر: أن المعنى: أهذا يكفيه عن غيره من الأذكار؟ أو هذا يكفيه من شر الشيطان؟ فلهذا قال: «قلتُ: نعم»، وفاعل قلتُ هو: عقبة بن مسلم إن كان السائل هو حيوة بن شريح، أو عبد الله بن عمرو إن كان السائل هو عقبة بن مسلم؛ فعلى الوجه الثاني يكون فاعل «قال: أقط» -أيضًا- هو عقبة بن مسلم. شرح سنن أبي داود (2/ 376).

قوله: «قال الشيطان: حُفِظَ مني سائر اليوم»:
قال ابن رسلان -رحمه الله-:
«فإذا قال» الداخل «ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائر» بالهمز أي: باقي هذا «اليوم» بأسره، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {‌فَإِذَا ‌دَخَلْتُمْ ‌بُيُوتًا ‌فَسَلِّمُوا ‌عَلَى ‌أَنْفُسِكُمْ} النور: 61، قال: هو المسجد إذا دخَلْتَه فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وقد يؤخذ منه أن الشيطان يدخل المسجد، ولكن تكون وسوسته أضعف من الوسوسة خارجه، وفيه حفظ قائل هذا الدعاء من الشيطان في المسجد وخارجه إلى غروب الشمس، والظاهر أن قوله: «حفظ مني» لا يختص بشيطان واحد بل يحفظ من جميع الشياطين، فإن الألف واللام في قوله: «من الشيطان» للجنس فتَعُمّ كل شيطان. شرح سنن أبي داود (3/ 298- 299).
وقال محمود السبكي -رحمه الله-:
«فإذا قال» داخل المسجد هذا الدعاء المذكور «قال الشيطان: حُفِظَ مني» بقية اليوم فلا أقدر على أن أوسوس له فيه، ويحتمل أن يكون فاعل (قال) النبي -صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم-؛ ويكون في الكلام حذف بعد قوله: «قلتُ: نعم» تقديره: قال عقبة: لم يتمّ الحديث بهذا، بل تمامه: قال رسول الله -صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم-: فإذا قال داخل المسجد هذا الدعاء، قال الشيطان: حُفِظَ مني بقية اليوم، والمراد به مطلق الوقت. المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (4/ 76).
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «قال: فإذا قال» فاعل «قال» الأول يجوز أن يكون عُقبة، ويجوز أن يكون عبد الله بن عمرو، وفاعل «قال» الثاني هو الذي يدخل المسجد؛ وذلك إشارة إلى الدعاء المذكور.
قوله: «سائر اليوم» أي: جميع اليوم؛ وهو نصب على الظرفية. شرح سنن أبي داود (2/ 376).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«قال الشيطان: حُفِظَ مني سائر اليوم» أي: بقيَّته أو جميعه، ويقاس عليه الليل أو يراد باليوم مطلق الوقت ويشمله. مرقاة المفاتيح (2/ 627).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله- أيضًا:
وفيه ‌أن ‌الظاهر ‌أن ‌لام ‌الشيطان ‌للعهد، والمراد منه قرينه الموكَّل على إغوائه، وأن القائل ببركة ما ذكر من الذكر يحفظ منه في الجملة ذلك الوقت، يعني بعض المعاصي، وتعيينه عند الله تعالى، وبه يرتفع أصل الإشكال، والله أعلم بالحال. مرقاة المفاتيح (2/ 628).
وقال السندي -رحمه الله-:
وقوله: «قال الشيطان» إلخ، فإن قلتَ: هو كاذب فلا عبرة بقوله، قلتُ: الكذوب قد يَصْدُق، ونَقْلُ كلامه هذا ها هنا بلا رد دليل صِدْقِه فيه، و «سائر اليوم» بمعنى تمامه أو باقيه، والأول أنسب بما إذا قال وقت صلاة الصبح...والأقرب أن يراد باليوم ما يَعمّ الليل؛ ليشمل الصلاة الليلة، والله تعالى أعلم. فتح الودود في شرح سنن أبي داود (1/ 309).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«إذا قال ذلك حُفِظَ مني سائر اليوم» بقيَّته، وكأنه عطف على مقدَّر أي: ولَّى الشيطان أو فرّ أو أدبر وقال: «حُفظ مني سائر اليوم». التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 385).
وقال الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-:
«حُفِظَ مني سائر اليوم» يعني: باقي اليوم أو كل اليوم؛ لأن كلمة «سائر» قيل: إن المقصود بها الباقي، أي: أنه يَذْكر شيئًا ثم يعبّر عن باقيه بكلمة (سائر)، وقيل: إن المقصود بها جميعًا؛ لأنها ليست مقصورة على الباقي الذي هو بمعنى السؤر، وهو الزائد الذي كان خارجًا عن الشيء الذي قد مضى، أو زائدًا عن الشيء الذي مضى، وإنما يقصد به اليوم كله، فمعنى «سائر اليوم» يعني: جميع اليوم، وعلى أحد المعنيين في اللغة: أن سائر يراد بها الباقي، يعني إذا قالها في أي وقت من النهار فإنه يُحفظ سائر اليوم، سواء كان في أوله أو في وسطه أو في آخره، فإذا قالها عند المغرب أو قالها عند العشاء، أو قالها عند الفجر، أو قالها عند الظهر، فمعناه: أنه يُحفظ سائر اليوم أو الليلة، ومعنى هذا: أن في ذلك حفظًا من الشيطان، وأنه يترتب على هذا الدعاء العظيم منفعة عظيمة، وهي الحفظ من الشيطان. شرح سنن أبي داود (3/ 255).
قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
إنْ أُرِيد حِفظه من جنس الشياطين تعيَّن حمله على حفظه من كُل شيء مخصوص، كأكبر الكبائر، أو من إبليس اللعين فقط، بقي الحفظ على عمومه، وما يقع منه من إغواء جنوده، وإنما ذكرتُ ذلك لأنَّا نرى ونعلم من يقول ذلك، ويقع في كثير من الذنوب، فتعين حمل الحديث على ما ذكرته، وإن لم أره. فتح الإله في شرح المشكاة (3/264).
وقال محمود السبكي -رحمه الله-:
فقه الحديث: والحديث يدلّ على أنه -صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم- كان يتحصن من الشيطان؛ تعليمًا للأمَّة.
وعلى أن الشيطان له تسلُّط على بني آدم.
وعلى أن المرجع في دفع المضارّ وجلب المنافع إلى الله -عزّ وجلّ-. المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (4/ 77).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
ينبغي للمسلم أن يلازم هذه الأذكار في دخول المسجد وخروجه، فإن تيسر له أن يقول كلها فحسن، وإلا فليقل منها ما تيسر له.
ومن الغريب أن كثيرًا من طلاب العلم -فضلًا عن عامة الناس- لا يهتمون بمثل هذه الأذكار، وهو حرمان عظيم، فقد سبق في بعضها أنه حرز من الشيطان، حيث يقول الشيطان إذا سمع الإنسان يقوله: «حُفِظَ مني سائر اليوم»، وهذا فضل عظيم. ألهمنا الله تعالى الاقتداء بحبيبه -صلى الله عليه وسلم- في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا، إنه ولي ذلك. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (9/ 158-157).


ابلاغ عن خطا