«ثلاثٌ إذا خَرجْنَ لا ينفَعُ نَفسًا إيمانُها لم تكنْ آمَنتْ مِن قبلُ أو كَسَبتْ في إيمانِهَا خيرًا: طلوعُ الشمسِ مِن مغربِهَا، والدجالُ، ودَابَّةُ الأرضِ».
رواه مسلم برقم: (158)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«الدَّجَّال»:
بفتح الدال، وهو عدو الله المسيح الدّجال الكذاب، سُمِّي دجالًا لتمويهه، والدَّجل التمويه والتغطية. تحرير ألفاظ التنبيه، للنووي (ص: 269) .
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
الدَّجَّالُ: من الدَّجْل، وهو طَلي البعير بالقطران فسُمِّي بذلك؛ لتمويهه بباطله وسِحره الملبَّس به، ويقال: الدّجال في اللغة: الكذاب، وقيل: سُمي بذلك لضربه نواحي الأرض وقطعه لها. مطالع الأنوار(3/ 13).
شرح الحديث
قوله: «ثلاثٌ إذا خرجنَ لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنتْ مِن قبلُ أو كَسبتْ في إيمانِها خيرًا...»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«إذا خرجن» فيه تغليب، أو معناه: ظهرت، والمراد هذه الثلاث بأسرها..مرقاة المفاتيح (8/ 3451).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«ثلاث إذا خرجن» ظاهره إذا وقع خروج الثلاث، وفي الآية: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} الأنعام: 158، وتفسير البعض بالثلاث صحيح، فإنها بعض الآيات، إلا أنه قد ثبت من حديث ابن مسعود أن البعض في الآية يريد به «طلوع الشمس من مغربها» فلعل هذا الحديث وقع منه -صلى الله عليه وسلم- قبل إعلام الله له أنَّ البعض طلوع الشمس. التنوير (5/ 158-159).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
{لا ينفَعُ نَفسًا إيمانُها لم تكن آمَنتْ مِن قبلُ أو كَسَبتْ في إيمانها خيرًا} الأنعام: 158، ذكر العلماء أنه إنما لم ينفع نفسًا إيمانها عند طلوع الشمس؛ لأنه خَلُص إلى قلوبهم ما يخمد به كل شهوة من شهوات النفس، وتَفتُر كلُّ قوة مِن قُوى البدن، ويصير الناسُ كلُّهم لإيقانهم بدنو القيامة في حالِ مَن حضره الموت؛ لانقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم، وبطلانها من أبدانهم، فمَن تاب في مثل هذِه الحالة لم تُقبل توبتُه كما لا تُقبل توبةُ مَن حضرَه الموتُ كما في الحديث: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» أي: بلغت روحُه مِن حَلقه؛ وذلك وقت المعاينة التي يَرى فيها مَقعدَه مِن النار أو من الجنة، فالمشاهدة لطلوع الشمس من مغربها مثله، وعلى هذا ينبغي أن تكون توبةُ كلِّ مَن شاهد ذلك أو كان كالمشاهد له مردودةً ما عاش؛ لأن عِلمَه بالله وبنبيِّه وبوعده قد صار ضرورةً، فإن امتدتْ أيامُ الدنيا -كما بيَّناه في حديث عبد الله بن عمرو- إلى أن يَنسى الناسُ مِن هذا الأمر العظيم ما كان، ولا يتحدثوا عنه إلا قليلًا، فيصير الخبرُ عنهم خاصًّا، وينقطع التواتر، فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب قُبِل منه. التوضيح (22/ 348).
وقال العراقي -رحمه الله-:
وظاهر حديث أبي هريرة ترتُّب ذلك على مجموعها، وفي ثبوت ذلك بخروج الدجال إشكال؛ فإن نزول عيسى -عليه السلام- بعد ذلك، وهو زمن خيرٍ كثيرٍ دنيوي وأخروي، والظاهر قبول التوبة، قال ابن عطية: ويقوي النظر أيضًا: أن الغرغرة هي الآية التي تُرفع معها التوبة، قلتُ: حالة الغرغرة تشارك حالةَ طلوع الشمس من مغربها في عدم قبول التوبة، لكن الشأن في المراد بالآية، وإذا فسَّره النبي -صلى الله عليه وسلم- بطلوع الشمس من مغربها لم يجز العدول عنه -والله أعلم-، وبتقدير مشاركة خروج الدجال لطلوع الشمس من مغربها في عدم قبول التوبة عنده فإنه لا يشاركه في إيمان الناس أجمعين، بل يستمر الناسُ على كفرهم ويتّبعون الدجال وتشتد غوايتهم به. طرح التثريب (8/ 258).
وقال العراقي -رحمه الله- أيضًا:
معنى الآية الكريمة: أن الكافر لا ينفعه بعد طلوع الشمس من مغربها الإيمان، وأن العاصي لا ينفعه بعد ذلك التوبة واكتساب الخير، بل يختم على كُلّ أحد بالحالة التي هو عليها، وقال ابن عطية: قوله: {أَوْ كَسَبتْ فِيْ إِيْمَانِهَا خَيْرًا} الأنعام: 158 يريد جميع أعمال البر فرضَها ونفلَها.
سبب ذلك: أن هذا أول قيام الساعة وبُدُوِّ التغيرات في العالم العلوي، فإذا شوهد ذلك وعوين حصل الإيمان الضروري وارتفع الإيمان بالغيب الذي هو مكلف به. طرح التثريب (8/ 259).
وقال الكوراني -رحمه الله-:
ذكر المحققون أن الآية من قبيل اللَّفِّ والنَّشْر، وملخصته: لا ينفع الإيمان المحدَث بعد الآية وكذا الكسْبُ المحدَث؛ لانغلاق باب التوبة، وأما الإيمانُ قبلُ فقد صادف وقعه فلا مانع مِن قبوله، وبهذا يقع الجمع بين الأدلة. الكوثر الجاري (10/ 178).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
ويظهر لي أن الأقرب أنه أريد {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} الأنعام: 158 لم تتصف بالإيمان المجرد عن العمل مِن قبل؛ إذ لم تتصف بالإيمان المصحوب بكسب الخير، فإذا كانت من قبلُ اتصفتْ به مجردًا أو مصحوبًا بكسب الخير فإنه ينفعها إيمانها -بعد ظهور الآية- العام وهو المجرد، أو الخاص وهو المصحوب بكسب الخير، والآية من عطف الخاص على العام وهو كثير كتابًا وسنةً، وله نكت في باب البلاغة، فلا يقال: لو أريد لكفى قوله: {آمَنَتْ} الأنعام: 158؛ إذ يُعلم أنها إذا آمنت وكسبت خيرًا كان النفع بالأولى، وقرينته: تقدير الإيمان في الأخير ما عُلم من الشريعة أنه لا قربة لكافر، وحاصله أنه نفى عدم نفع الإيمان بعد ظهور الآية ما لم يتقدمه إيمان مجرد أو إيمان مصحوب بكسب الخير، وهذا أقرب الاحتمالات إذا لم يكن متعينًا؛ لأنه إن أريد بقوله: {آمَنَتْ} الأنعام: 158الإيمان الخاص أي: المصحوب بالعمل؛ فلا فائدة لقوله: {أوْ كَسَبَتْ فِي إِيْمَانِهَا خَيْرًا}الأنعام: 158بخلاف إذا أريد به العام المجرد عن العمل كان فائدة واضحة: وأنه من عطف الخاص على العام... واعلم أن أكثر الأحاديث ناصّة على أن البعض الذي لا ينفع الإيمان بعد ظهوره هو طلوع الشمس من مغربها، قيل: إنه متواتر لمن بحث، وورد فيها أنها طلوع الشمس أو الدابة أيهما كانت الأولى فالأخرى على أثرها، وهذا الحديث ذكر الثلاث كما ترى، وأقرب توفيق بين الأحاديث: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يخبر قبل إعلام الله تعالى له بها بعينها، وأنه طلوع الشمس، والله أعلم. التنوير (5/ 160).
وقال الشيخ محمد الأمين الهَرَري -رحمه الله-:
«ثلاث» من أمارات الساعة «إذا خرجن» وظهرن {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لم تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} الأنعام: 158 أي: لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل ظهور تلك الثلاث {أَوْ} لم تكن {كَسَبَتْ فِيْ إِيْمَانِهَا خَيْرًا} الأنعام: 158 أي: عملًا صالحًا من قَبل ظهور تلك الثلاث إيمانها ولا كسبها عند ظهور تلك الأمارات الثلاث. الكوكب الوهاج (4/ 117).
قوله: «طلوع الشمس من مغربها»:
قال المظهري -رحمه الله-:
«طلوع الشمس من مغربها» وإنما لا يُقبل الإيمانُ بعد طلوع الشمس من المغرب؛ لأنه انقضى زمنُ التكليف بالإيمان؛ إذ طلوع الشمس من المغرب من أحكام السَّاعة، فحينئذٍ كأنه ظهرت الساعة، وظهورُ الساعة علامةُ انقضاءِ التَّكليفِ. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 407).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«طلوع الشمس من مغربها» فلا ينفع كافرًا قبل طلوعها إيمانه بعده، ولا مؤمنًا لم يعمل صالحًا قبله عمله بعده؛ لأن حكم الإيمان والعمل حينئذٍ كهو عند الغرغرة. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 466).
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
وقدَّم الطلوعَ وإن كان متأخرًا في الوقوع؛ لأن مدارَ عدم قبول التوبة عليه، وإن ضم خروج غيره إليه. مرقاة المفاتيح (8/ 3451).
وقال العراقي -رحمه الله-:
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- كيفيةَ طلوعها من مغربها، وهو في حديث أبي ذر، وهو في الصحيحين فقال: «أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي وارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناسُ منها شيئًا، حتى تنتهي إلى مستقرها ذلك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها، تدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا». طرح التثريب (8/ 258).
وقال الكوراني -رحمه الله-:
فإن قلتَ: إذا طالت المدة ووُلِدَ من لم يشاهد طلوعَ الشمس من مغربها فما حكمه؟
قلتُ: ذكر بعضُ العلماء أن ذلك يُقبل إيمانُه وتوبتُه، والحق خلافُه؛ فإن الباب إذا أغلق لا يُفتح، دلّ عليه أحاديث كثيرة، والله أعلم.
فإن قلتَ: في رواية مسلم: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها: الدجال، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها»، قلتُ: لا ينافي؛ فإن طلوع الشمس متأخِّر، وقد نص عليه هنا وحده، وفي رواية الترمذي: «إن بالمغرب بابًا مسيرة سبعين عامًا، لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها» وهذا لا يبقى معه شُبهة. الكوثر الجاري (10/ 178).
قوله: «والدجال»:
قال الطيبي -رحمه الله-:
هو الذي يظهر في آخر الزمان ويدّعي الإلهية. شرح المشكاة(11/ 3448).
وقال الشيخ محمد الأمين الهَرَري -رحمه الله-:
«الدجال» أي: خروجه من محبسه من الجزائر (جمع جزيرة) إلى الأرض لإفساد النَّاس وفتنتهم عن دينهم. الكوكب الوهاج (4/ 117).
وقال الشيخ موسى شاهين -رحمه الله-:
ولقب الدَّجال بالمسيح كعيسى؛ لأن كلًّا منهما يمسح الأرض، لكن الدجال مسيح الضلالة، وعيسى مسيح الهدى. فتح المنعم (1/ 506).
قوله: «ودابة الأرض»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«ودابة الأرض» أي: ظهورها، فإن قيل: هذه الثلاث غير مجتمعة في الوجود، فإذا وجد إحداها لم ينفع نفسًا إيمانها بعد، فما فائدة ذلك الآخرين؟
قلنا: لعله أراد أن كلًّا من الثلاثة مستبد في أنَّ الإيمان لا ينفع بعد مشاهدتها، فأيتها تقدمت ترتب عليها عدم النفع. فيض القدير (3/ 298).
وقال الشيخ موسى شاهين -رحمه الله-:
«ودابة الأرض» أُضيفت إلى الأرض مع أنَّ الأصل في الدابة ما تدب على الأرض، للإشارة إلى أن خلقها ليس بطريق التوالد، كبقية الدواب المعروفة. فتح المنعم (1/ 507).
وقال الشيخ محمد الأمين الهَرَري -رحمه الله-:
«و» ثالثتها «دابة الأرض» أي: خروجها من جبل أجياد في مكة أيام التشريق والناس في مِنى، تكتب على جبهة كُلّ أحد، وقيل: تخرج من جبل الصفا بمكة...فخروجها حق يجب الإيمان به، قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهِمْ} النمل: 82 أي: وإذا ثبت نزول العذاب على الكفار؛ وذلك إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، وهو يكون بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ} النمل: 82 ولم يَرد نص صحيح بتعيين محل خروجها وتعيين جنسها، والله أعلم. الكوكب الوهاج (4/ 117).
وقال ابن كثير -رحمه الله-:
وحديث طلحة أتم وأحسن قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدابة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدّهر: فتخرج خرجة من أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية -يعني مكة-، ثم تكمن زمنًا طويلًا، ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك، فيعلو ذكرها في أهل البادية ويدخل ذكرها القرية» يعني مكة. تفسير القرآن العظيم (6/ 191).
قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
واختلف في أول الآيات خروجًا، فقيل: أولها طلوع الشمس من مغربها، وقيل: خروج الدابة، ومن رواية ابن أبي شيبة عن ابن عمرو مرفوعًا قال: «وأَيَّتُها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها»، وفي حديث أنس: «أول أشراط الساعة نار تخرج من اليمن»، وفي حديث حذيفة بن أسيد: «آخر ذلك النار»، وسيأتي كل ذلك -إن شاء الله تعالى-.
ومذهب أهل السنة حملُ طلوعِ الشمس من مغربها وغيرها من الآيات على ظاهرها؛ إذ لا إحالة فيها، وهي أمور ممكنة في نفسها، وقد تظاهرت الأخبارُ الصحيحة بها مع كثرتها وشهرتها، فيجب التصديق بها، ولا يُلتفت لشيء من تأويلات المبتدعة لها. المفهم (1/ 373).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
فالذي يترجح من مجموع الأخبار: أن خروج الدجال أول الآيات العِظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤْذِنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب، وقد أخرج مسلم أيضًا من طريق أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحىً، فأيهما خرجت قبل الأخرى فالأخرى منها قريب»، وفي الحديث قصةٌ لمروان بن الحكم وأنه كان يقول: أول الآيات خروج الدجال، فأنكر عليه عبد الله بن عمرو، قلتُ: ولكلام مروان محمل يُعرف مما ذكرته، قال الحاكم أبو عبد الله: الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه، قلتُ: والحكمة في ذلك: أن عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدّابة تميز المؤمن من الكافر تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة. فتح الباري (11/ 353).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
واختلف في أوائل الآيات، ففي مسلم عن ابن عمرو: «أول الآيات: طلوع الشمس، وخروج الدابة، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبًا منها»، وروى نعيم بن حماد من حديث إسحاق بن أبي فروة، عن زيد بن أبي عتاب، سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «خمس لا يُدرى أيَّتُهن أول الآيات، وأيَّتُهن جاءت لم تنفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ويأجوج ومأجوج، والدخان، والدابة».
وقيل: خروج الدجال؛ ويرجحه قوله -عليه السلام-: «إن الدجال خارج فيكم لا محالة» فلو كانت الشمس طلعت قبل ذلك من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أيام عيسى، ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحدًا بإسلام من أسلم منهم، فإذا قُبض عيسى ومن معه من المؤمنين يبقى الناس حيارى سكارى، فرجع أكثرهم إلى الكفر والضلالة، ويستولي أهل الكفر على من بقي من أهل الإسلام، فعند ذلك تطلع الشمس من مغربها، وعنده يُرفع القرآن، ثم يأتي الحبَشي الكعبةَ فيهدمها، ثم تخرج الدابة، ثم الدخان، ثم الرياح تلقي الكفار في البحر، ثم النار التي تسوق الناس إلى المحشر، ثم الهدة، أراد أن ذلك أول الآيات العظام، أول الآيات في زمان ارتفاع التوبة والطبع على كل قلبٍ بما هو فيه. التوضيح (22/ 344).