الجمعة 28 رمضان 1446 هـ | 28-03-2025 م

A a

«مَن قرأ القرآن فلْيَسأل اللهَ به؛ فإنه سيجيء أقوامٌ يقرؤون القرآن يسألون به الناس».


رواه أحمد برقم: (19944)، والترمذي برقم: (2917)، من حديث عِمْران بن حُصَين -رضي الله عنه-.
صحيح الجامع برقم: (6467)، سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (257).


شرح مختصر الحديث


.

شرح الحديث


قوله: «من قرأ القرآن فلْيَسأل اللهَ به».
قال المظهري -رحمه الله-:
يعني: فليسأل من الله الجنَّةَ واللِّقاء، فلْيَعُذْ به من النَّار.
وصُوْرَته: أنْ يقرأ القرآن، فإذا فرغ يدعو، ويسأل الله الجنَّة، ويسأل ما يشاء من أمر الدِّين والدُّنيا، ويحتمل أن يكون المراد منه: أن يقول: يا رب، بحق القرآن أن تعطيني كذا وكذا. المفاتيح في شرح المصابيح (3/113).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
قوله: «فيسأل الله به» يُحْتَمل وجهين:
أحدهما: أنَّه كُلَّما قرأ آية رَحْمة ذُكِرت فيها الجنَّة يسأل الله، وآية عذاب فيها ذِكْرُ النار يَتَعوَّذ منها، إلى غير ذلك.
وثانيهما: أن يدعو بعد الفراغ من القراءة بالأدعية المأثورة.
قال النووي: يُسْتَحب الدُّعاء بعد قراءة القرآن استحبابًا متأكَّدًا تأكيدًا شديدًا، فينبغي أن يُلِحَّ في الدعاء، وأنْ يدعو بالأمور المهمَّة، والكلمات الجَامِعَة، وأنْ يكون معظم ذلك بل كله في أمور الآخرة، وأمور المسلمين، وصلاح سُلْطَانهم، وسائر ولاة أُمُوْرِهم، وفي تَوْفِيْقِهم للطَّاعات، وعِصْمَتهم من المخالفات، وتعاونهم على البرِّ والتَّقوى، وقِيَامِهم بالحق، واجتماعهم عليه، وظُهوْرِهم على أعداء الدِّين. شرح المشكاة (5/1698).
وقال ابن المَلَكِ الحنفي -رحمه الله-:
قوله: «من قرأ القرآن فليسأل الله به» أي: فليطلب من الله بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، لا من الناس. شرح المصابيح (3/63).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«مَن قرأ القرآن فليسأل الله به» أي: فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، لا من الناس.
أو المراد: أنه إذا مرَّ بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، أو بآية عُقُوْبَة فيَتَعَوَّذ إليه بها منها.
وإما بأن يدعو الله عَقِيب القراءة بالأدعية المأثورة، وينبغي أن يكون الدعاء في أمر الآخرة، وإِصْلَاح المسلمين في مَعَاشِهم ومَعَادِهم. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/1513).
وقال المناوي -رحمه الله-:
قوله: «من قرأ القرآن فليسأل الله به»؛ بأن يدعو بعد خَتْمِهِ بالأدعية المأثورة، أو أنه كُلَّما قرأ آية رحمة سألها، أو آية عذاب تعوَّذ منه، ونحو ذلك.
وقال النووي -رحمه الله-: يُنْدَب الدُّعاء عَقِب خَتْمِه، وفي أمور الآخرة آكد. فيض القدير (6/204).
وقال عبد الحق الدِّهْلوي -رحمه الله-:
وقوله: «فليسأل اللَّه به» أي: بالقرآن حاجاته الدنيوية والأخروية. لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح (4/608).
وقال العزيزي -رحمه الله-:
قوله: «من قرأ القرآن فليسأل الله به»؛ بأن يدعو بعد خَتْمِهِ بالأدعية المأثورة، أو أنه كُلَّما قرأ آية رحمة سألها، أو آية عذاب تعوَّذ منها. السراج المنير شرح الجامع الصغير (4/321).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
قوله: «من قرأ القرآن فليسأل الله به» أي: يطلب أجر التِّلاوة من ربِّه تعالى، أو يسأله به كُلَّ حاجة. التنوير شرح الجامع الصغير (10/362).
وقال المباركفوري -رحمه الله-:
قوله: «من قرأ القرآن فليسأل الله به» أي: فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مرَّ بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، أو بآية عُقُوبة فيتعوَّذ إليه بها منها، وإمَّا أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة، وينبغي أن يكون الدّعاء في أمر الآخرة، وإِصْلَاح المسلمين في مَعَاشِهم ومَعَادِهم. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (8/189).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
قوله: «من قرأ القرآن فليسأل الله به» أي: بسبب ما فيه من آيات الرحمة، وآيات العذاب، بسؤالك تلك، والنجاة من هذه عقبها، أو بسبب ختمه بأن يدعو عقبه بالأدعية المأثورة؛ لاستحبابها حينئذٍ، ومن ثَمَّ قال النووي: يستحب الدعاء بعد قراءة القرآن استحبابًا متأكدًا تأكيدًا شديدًا، فينبغي أن يلِحَّ في الدعاء، وأن يدعو بالأمور المهمة، والكلمات الجامعة، وأن يكون معظم ذلك بل كله في أمور الآخرة، وأمور المسلمين، بصلاح سلطانهم، وسائر ولاة أمورهم، وفي توفيقهم للطاعات، وعصمتهم من المخالفات، وتعاونهم على البر والتقوى، وقيامهم بالحق، واجتماعهم عليه، وظهورهم على أعداء الدين. فتح الإله شرح المشكاة (7/ 242-243).

قوله: «فإنه سيجيء أقوامٌ يقرؤون القرآن يسألون به الناس».
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«فإنه»: أي الشأن «سيجيء أقوامٌ يقرؤون القرآن يسألون به الناس» أي: بلسان القَال، أو ببيان الحال. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/1513).
وقال الأمير الصنعاني -رحمه الله-:
قوله: «يسألون به الناس» أي: يجعلونه وَسِيْلَة إلى طلب ما عندهم، فيُرِيْدُون به الدنيا من العِبَاد، وبِئْسَ المراد، والمراد منه، فما لهذا أُنْزِل القرآن.
وهذا يشمل من يقرأه في المواقف، وأبواب المساجد؛ لينال من السَّامعين شيئًا من الدنيا. التنوير شرح الجامع الصغير (10/362).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
قوله: «يسألون به الناس» قضية هذا ذمهم بذلك، ومحله -كما هو معلوم- فيمن يقرؤه رياءً وسمعةً؛ ليحصل له من الناس أغراضه الفاسدة، أما من استُؤْجِر لقراءةٍ بشروطها، فقرأه لأجل أن يستحق الأجرة، فلا محذور فيه، كما هو مذهبنا ومذهب الأكثرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله» ، والأحاديث الكثيرة الواردة في ذمِّ مَن أخذ على القرآن شيئًا، محمولة عندنا على أخذ ذلك بوجهٍ مُحرَّم. فتح الإله شرح المشكاة (7/ 243).
وقال أبو شامة -رحمه الله-:
وقال الحسن (البصري) قُرّاء القرآن على ثلاثة أصناف:
صنف ‌اتخذوه ‌بضاعة ‌يأكلون ‌به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر. المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (1/ 209).
وأخرج المستغفري -رحمه الله- بسنده إلى أبي سعيد الخدري أنه كان يقول: تعلموا القرآن، فسلوا به الله تعالى، قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، ورجل استأكل به، ورجل يقرأه لله تعالى. فضائل القرآن (1/ 138).

وللاستفادة من الرواية الأخرى ينظر (هنا


ابلاغ عن خطا