الأحد 23 رمضان 1446 هـ | 23-03-2025 م

A a

«إنَّ اللهَ وملائكته يُصَلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ»، قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «إنَّ اللهَ وملائكته يُصَلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ»، قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «إنَّ الله وملائكته يُصَلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ»، قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «وعلى الثاني».


رواه أحمد برقم: (22263) واللفظ له، والطبراني في الكبير برقم: (7727)، من حديث أبي أُمامة -رضي الله عنه-.
صحيح الجامع برقم: (1840)، صحيح الترغيب والترهيب برقم: (491).


شرح مختصر الحديث


.


شرح الحديث


قوله: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول»:
قال ابن بطال -رحمه الله-:
قال الضحاك: ‌صلاة ‌الله ‌رحمته، وصلاة الملائكة الدعاء. شرح صحيح البخاري (10/ 115).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
أي: يرحمهم الله، والملائكة تدعو لهم، فصلاة الله تعالى الرحمة، وصلاة الملائكة الدعاء والاستغفار. شرح سنن أبي داود (3/ 524).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«إن الله وملائكته يصلون» بإنزال الرحمة من الله تعالى، وبالدعاء بالتوفيق وغيره من الملائكة، «على الصف الأول» يحتمل أن يكون إخبارًا ودعاءً، ويؤيد الثاني «قالوا» أي: بعض الصحابة «يا رسول الله، وعلى الثاني؟». مرقاة المفاتيح (3/ 854).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«إن الله وملائكته» أي: عباده المقربين المصطفَين من أدناس البشر، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، «‌يصلون ‌على ‌الصف ‌الأول» أي: على أهله، وهو الذي يلي الإمام، أي: يستغفرون لأهله. فيض القدير (2/ 269).
وقال السهارنفوري -رحمه الله-:
«يصلُّون»: أي: يرحم الله ويدعون. بذل المجهود (3/ 611).

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
معنى ‌صلاة ‌الله على العبد: هو ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.شرح رياض الصالحين(5/٤٨٠).
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
صلاة الله على العبد ثناء الله عليه عند الملائكة، ورحمته إياه برحمته بتوفيقه في الدنيا، أو إدخاله الجنة في الآخرة، هذا من صلاته عليه، ولكن مُعظمها الثناء، صلاة الله الثناء على العبد بالملأ الأعلى.موقع سماحة الشيخ ابن باز.
وقال السندي -رحمه الله-:
قوله: «على الصف الأول» يحتمل أن المراد الصف الأول في كل مسجد، أو في كل جماعة، فالجماعة باعتبار تعدد المساجد والجماعات، أو المراد الصفوف المتقدمة على الصف الأخير، فالصلاة من الله على كل صف على حسب تقدمه، والأخير لا حظ له من هذه الصلاة؛ لفوات الأولى. كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه (1/ 314).
وقال الباجي -رحمه الله-:
وقد اختلف في ‌الصف ‌الأول، فقيل: معناه: السابق إلى المسجد، وقيل: معناه: الصف الذي يلي الإمام، إن لم يكن في المسجد مقصورة يمنع من دخولها بعض الناس، فإن كان ذلك فالصف الأول هو الذي يلي المقصورة. المنتقى (1/ 132).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
والصف ‌الأول اختلف فيه، هل هو الذي يلي الإمام، أو هو المبكِّر؟ والصحيح أنه الذي يلي الإمام، فإن كان بين الإمام وبين الناس حُجب حائلة، كما استحدث من مقاصير الجوامع، فالصف الأول هو الذي يلي المقصورة. المفهم (2/ 64).
وقال ابن عبد البر -رحمه الله-:
ولا أعلم خلافًا بين العلماء أن من بكَّر وانتظر الصلاة -وإن لم يصلِّ في ‌الصف ‌الأول- أفضل ممن تأخر ثم تخطَّى إلى ‌الصف ‌الأول، وفي هذا ما يوضح لك معنى فضل ‌الصف ‌الأول، أنه ورد من أجل البكور إليه والتقدم، -والله أعلم-. التمهيد (13/ 542).
وقال ابن سيد الناس -رحمه الله-:
وقد اختلف السلف في معنى الصف المقدم ما هو؟ فذهبت طائفة إلى أنه الصف الذي يلي الإمام، من أول الحائط إلى آخره، سواء أجاء صاحبه متقدمًا أو متأخرًا، وسواء أتخلَّلتْه مقصورة ونحوها أم لا.
وذهب آخرون إلى أنه الذي يلي الإمام، لا تتخلَّله مقصورة ولا غيرها، فإن تخلله شيء فليس بأول...
وقال آخرون: الصف الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى الصلاة أولًا، وإن صلى في صف متأخر، وهذا هو اختيار أبي عمر (ابن عبد البر) وأنكره بعض المتأخرين، وزعم أنه غلط...
والصف الأول فيمن يلي الإمام حقيقة، سواء تقدم في الحضور صاحبه أو تأخر.
وفيمن تقدم في الحضور وإن حال بينه وبين الإمام صف؛ مجاز لا يحسن الحمل عليه، إلا إذا تعذرت الحقيقة، ولم يتعذر، بل هما فضلان، المتقدِّم في الحضور، والقرب من الإمام في الصف، ولا يلزم من فوت أحدهما فوت الآخر. النفح الشذي (4/ 202 - 204).
وقال النووي -رحمه الله-:
واعلم أن ‌الصف ‌الأول الممدوح الذي قد وردت الأحاديث بفضله والحث عليه، هو الصف الذي يلي الإمام، سواء جاء صاحبه متقدمًا أو متأخرًا، وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم لا، هذا هو الصحيح الذي يقتضيه ظواهر الأحاديث، وصرح به المحققون، وقال طائفة من العلماء: ‌الصف ‌الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه، لا يتخلله مقصورة ونحوها، فإنْ تخلل الذي يلي الإمام شيء فليس بأول، بل الأول ما لا يتخلله شيء وإن تأخر، وقيل: ‌الصف ‌الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى المسجد أولًا وإن صلى في صف متأخر، وهذان القولان غلط صريح، وإنما أذكره ومثله لأنبِّه على بطلانه؛ لئلا يُغتر به، والله أعلم. شرح مسلم (4/ 160).
وقال الكشميري -رحمه الله-:
اختلفوا في تفسير ‌الصف ‌الأول، قيل: هم الأولون دخولًا المسجد، وقيل: ‌الصف ‌الأول هم المتصلون بالإمام، والمختار هو الثاني، وإن كان للأولين دخولًا أيضًا ثوابًا، لكن مصداق ‌الصف ‌الأول هم المتصلون بالإمام، ثم اختلفوا في أن ‌الصف ‌الأول هو الصف التام، أو الصف الذي يكون في المقصورة والمحراب الكبير؟ والمختار هو الأول، أي: البالغ من جدار إلى جدار. العرف الشذي (1/ 235).
وقال ابن عبد البر -رحمه الله-:
والمعنى في فضل ‌الصف ‌الأول: التبكير وانتظار الصلاة، وليس من تأخَّر وصار في ‌الصف ‌الأول كمن بكر وانتظر الصلاة. التمهيد (9/ 46).
وقال ابن رجب -رحمه الله-:
وحَمْل أحاديث فضل الصف الأول على البكور إلى المسجد خاصة لا يصح، ومن تأمل الأحاديث علم أن المراد بالصف الأول الصف المقدَّم في المسجد، لا تحتمل غير ذَلك. فتح الباري (6/ 276).
وقال الدماميني -رحمه الله-:
وأما ‌الصف ‌الأول فالظاهر أنه باعتبار الموقف، لا باعتبار السبق. مصابيح الجامع (2/ 278).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
إنما فضل ‌الصف ‌الأول على غيره -والله أعلم- للقُرب من سماع القرآن إذا جهر الإمام، والتكبير عند تكبيره، والتأمين عند فراغه من فاتحة الكتاب. شرح صحيح البخاري (2/ 346).
وقال ابن هبيرة -رحمه الله-:
وأما ‌الصف ‌الأول فللقُرب من الإمام، واستماع القراءة، وسلامة من دخل ‌الصف ‌الأول من تخطي الناس، وتمكنه من الجلوس، ولا يخفى عليه شيء من أحوال الإمام، ويكون هو مقتديًا بالإمام، ومن وراءه يقتدي به، فيكون له ثوابه، وثواب من يصلي وراءه؛ لأنه هو الوصلة بينه وبين الإمام، وكذلك له ثواب من يصلي وراء من يصلي وراءه هكذا، ما اتصلت الصفوف؛ لأنهم به يقتدون، وعلى فعله يَبْنُون. الإفصاح (6/ 414).
وقال السيوطي -رحمه الله-:
قال الشيخ عزّ الدّين ابن عبد السلام: إنّما كان الصفّ الأوّل أشرف لما فيه من كون الواقف فيه متّصفًا بكونه من ‌السّابقين ‌الدَّانِين من الله، وأنّه معرّض لسماع القراءة، وإرشاد الإمام إلى ترقيع صلاته، وكونه بصدد أن يُستخلف. مرقاة الصعود (1/ 302).
قوله: «قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«قالوا» أي: بعض الصحابة «يا رسول الله، وعلى الثاني؟» أي: قل: وعلى الثاني. مرقاة المفاتيح (3/ 854).
وقال السندي -رحمه الله-:
قوله: «وعلى الثاني» هو عطف تلقين، أي: قل: وعلى الثاني. حاشيته على مسند أحمد (5/263).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
قوله: «قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني» ينبغي أنْ يُحمل ذلك منهم على أنه خبر، في معنى طلب كون الثاني كذلك؛ رحمة لأهله، مع أنهم قد يضطرون إليه؛ لسبق أهل الصف الأول لهم من غير تقصير منهم. فتح الإله في شرح المشكاة (4/380).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
قوله: «وعلى الثاني» الظاهر: أن المراد به غير الأول، أو الثاني حقيقة؛ لكونه مماثل الصف الأول، فافهم.
فإن قلتَ: قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول» خبر، فما معنى قولهم: «وعلى الثاني»؟
قلنا: هو في معنى طلب كون الثاني كذلك، وسؤاله -صلى الله عليه وسلم- من الله -عز وجل- أن يصلي عليهم أيضًا؛ لأنهم قد يُسْبَقُون من غير تقصير منهم.لمعات التنقيح(3/ 227)
قوله: قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول» أي: ثانيًا. مرقاة المفاتيح (3/ 854).
قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول»
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول» أي: ثالثًا. مرقاة المفاتيح (3/ 854).
وقال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
فيه: أنَّ صلاة الله وملائكته الكاملة حاصلة لأهل الصف الأول وحدَه، وأنَّ الثاني إنَّما يحصل له نوع قليل من ذلك. فتح الإله في شرح المشكاة (4/380).
وقال الساعاتي -رحمه الله-:
في تكريره -صلى الله عليه وسلم- هذه الجملة بعد أنْ سُئل عن الصف الثاني مزيد فضل للصف الأول، وأن فضله مضاعف بالنسبة للثاني، فلينتبه من يترك الصف الأول ناقصًا ويدخل في غيره، ويحرم نفسه من هذا الفضل العظيم. الفتح الرباني (5/ 320).
قوله: «قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «وعلى الثاني»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «وعلى الثاني» فالتكرار يفيد التأكيد وحصول الكمال للأول، وتثليث الرحمة على الصف الأول. مرقاة المفاتيح (3/ 854).


ابلاغ عن خطا