«كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا ينامُ حتَّى يقرأَ بني إسرائيلَ والزُّمَرَ».
رواه أحمد برقم: (24388)، والترمذي برقم: (2920) واللفظ له، والنسائي في الكبرى برقم: (10480)، من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
صحيح الجامع برقم: (4874)، سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (641).
شرح مختصر الحديث
.
شرح الحديث
قوله: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم-»:
قال ابن رسلان -رحمه الله-:
ومعلوم أن كان تدل على الكثرة أو الدوام. شرح سنن أبي داود (6/ 434).
قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:
«كان» قيل: هي في مثل ذلك تفيد الدوام والاستمرار، كما في قولهم: كان حاتم يكرم الضيف، وقيل: لا تفيده، وتوسَّط بعض المحققين فقال: تفيده عُرفًا لا وضعًا. فتح الإله في شرح المشكاة (3/394).
قوله: «لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر»:
قال الصنعاني -رحمه الله-:
«لا ينام» في ليله. التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 510).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
«حتى» غايةُ «لا ينام»، ويحتمل أن يكون المعنى: إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأ، وأن يكون « لا ينام» مطلقًا «حتى يقرأ»، المعنى: لم يكن من عادته النوم قبل القراءة، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم، أيّ وقت كان. الكاشف عن حقائق السنن (5/ 1668).
وقال القاري معقبًا على كلام الطيبي -رحمه الله-:
والفائدة: هي إفادة القبلية، ولا يشك أن الاحتمال الثاني أظهر؛ لعدم احتياجه إلى تقدير يفضي إلى تضييق. مرقاة المفاتيح (4/ 1482).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
قوله: «كان لا ينام حتى يقرأ» يفيد بظاهره أنه كان يقرؤها وقت النوم من الليل، فلو قرأها أحد في أول الليل لم يكن مقيمًا للسُّنة، لكن في هذه الصورة يصدق أنه قرأ قبل النوم، وإن لم يكن وقت النوم، فيصدق أنه كان لا ينام حتى يقرؤها، فافهم. لمعات التنقيح (4/ 566).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
والمراد أنه لا يوقِع النوم إلا بعد قراءتهما، دخَلَ وقته أو لا، والله أعلم. التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 510).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«حتى يقرأ» سورة «بني إسرائيل» وسورة «الزمر». فيض القدير (5/ 190).
وقال المناوي -رحمه الله- أيضًا:
يعني: لم يكن عادته النوم قبل قراءتهما. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 267).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«حتى يقرأ بني إسرائيل» {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} الإسراء: 1 «والزمر» سورة تنزيل. التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 510).
وقال عبد الله عبادي اللحجي -رحمه الله-:
«حتّى يقرأ» سورة «بني إسرائيل»، ويقال لها: سورة الإسراء. منتهى السؤل (2/ 292).
وقال الكنكوهي -رحمه الله-:
اختلفت الروايات فيما كان يقرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل منامه، ولا تدافُع فيما بينها؛ فإن الرواية المثبِتة لقراءة سورة لا تنفي قراءة ما عداها، والظاهر أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ أحيانًا هذه وأحيانًا هذه، ويجمع أحيانًا فيما بينها كلها. الكوكب الدري (4/ 32).
وقال ابن عاشور -رحمه الله-:
سُميت (سورة الإسراء) في كثير من المصاحف سورة الإسراء...، وتُسمَّى في عهد الصحابة سورة بني إسرائيل، ففي جامع الترمذي في أبواب الدعاء عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل»...، ووجه ذلك: أنَّها ذُكر فيها من أحوال بني إسرائيل ما لم يُذكر في غيرها، وهو استيلاء قوم أولي بأس الآشوريين عليهم، ثم استيلاء قوم آخرين وهم الروم عليهم. التحرير والتنوير (15/ 5).
وقال الفيروز أبادي -رحمه الله-:
ولهذه السّورة اسمان: سورة سبحان؛ لافتتحاها بها، وسورة بني إِسرائيل؛ لقوله: فيها {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْن} الإسراء: 4. بصائر ذوي التمييز (1/ 288).
وللاستفادة من الرواية الأخرى ينظر (هنا)