«نَفَثَ رُوحُ القُدُسِ في رُوْعِي أنَّ نفْسًا لن تَخرج من الدنيا حتى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وتَسْتَوْعِبَ رزقَهَا، فَأَجْمِلُوا في الطلب، ولا يَحْمِلَنَّكُمِ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطْلُبُوهُ بمعصيةِ اللهِ؛ فإنَّ الله لا يُنَالُ ما عندهُ إلا بطاعتِهِ».
رواه الطبراني في الكبير برقم: (7694)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (10/ 27)، من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-.
ورواه بنحوه ابن ماجه برقم: (2144)، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-.
صحيح الجامع برقم: (2085).
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«روح القُدُس»:
القُدُس: الطهارة، وروح القُدُس: اسم جبريل -عليه السلام- أي: الروح المقدسة الطاهرة. جامع الأصول، لابن الأثير(10/ 118).
«نَفَثَ»:
أي: ألقى إليَّ وأوحى. فتح الباري، لابن حجر (1/ 197).
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
نفث في رُوعي، أي: ألقى في قلبي، وأوقع في نفسي، وألهمني. جامع الأصول (10/ 118).
«رُوعي»:
بضم الراء أي: قلبي وخَلَدِي. الديباج على مسلم، للسيوطي (6/ 164).
قال أبو عبيد القاسم بن سلام -رحمه الله-:
معناه كقولك: في خَلَدِي ونفسي، ونحو ذلك، فهذا بضم الراء. غريب الحديث (1/ 299).
شرح الحديث
قوله: «إنَّ روح القُدُس نفث في رُوعي»:
قال ابن العربي المالكي -رحمه الله-:
«روح القدس» ههنا: جبريل -عليه السلام-. المسالك في شرح موطأ مالك (7/ 241).
وقال التوربشتي -رحمه الله-:
«روح القدس» جبريل؛ لأنه يأتي إلى أنبياء الله بما فيه الحياة والطهارة، أو لأنه الروح الذي طبع على الطهارة. الميسر في شرح مصابيح السنة (3/ 1048).
وقال البيضاوي -رحمه الله-:
«روح القدس» جبريل، سمي بالروح لأنه يأتي بما فيه حياة القلوب، فهو كالمبدأ لحياة القلب، كما أن الروح مبدأ حياة الجسد، وأضيف إلى القدس؛ لأنه مجبول على الطهارة والنزاهة عن العيوب. تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (3/ 230).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
قوله: «إن روح القدس» أي: الروح المقدسة. الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3336).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
«روح القدس» بالإضافة، والقُدُس بالضم وبضمتين: الطُّهر، اسم ومصدر؛ لأنه خُلق من طهارة روح، فالإضافة لزيادة الاختصاص. لمعات التنقيح (8/ 512).
وقال الرازي -رحمه الله-:
المراد مِن روح القدس: الروح المقدسة، كما يقال: حاتم الجود، ورجل صدْق، فوصف جبريل بذلك تشريفًا له، وبيانًا لعلو مرتبته عند الله تعالى...، (و) سمي جبريل -عليه السلام- بذلك؛ لأنه يحيا به الدِّين كما يحيا البدن بالروح، فإنه هو المتولي لإنزال الوحي إلى الأنبياء، والمكلَّفُون في ذلك يحيون في دينهم...، (و) أنَّ الغالب عليه الروحانية، وكذلك سائر الملائكة، غير أنَّ روحانيته أتم وأكمل. مفاتيح الغيب (3/ 596).
وقال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «نفث في رُوعي» أي: نفخ في قلبي، أي: أوقع في قلبي. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 311).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
أي: أوحى إليَّ وألقى، من النَّفْثِ بالفم، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل؛ لأن التَّفْل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، والروع الجلد والنفس. الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3336).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«نفث» أي: أوحى أو نفخ، «في روعي» أي: في نفسي وقلبي، والغرض: أنه أوحى إليه وحيًا غير جلي. شرح المصابيح (5/ 437).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
والمعنى: أنه أوحى إليَّ وحيًا خفيفًا. مرقاة المفاتيح (8/ 3321).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
«روعي» أي: في نفسي، والوحي إلى غير الأنبياء بمعنى الإلهام، كالوحي إلى النحل. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (2/ 221).
وقال الحليمي -رحمه الله-:
وهذا هو الوحي الذي يخص القلب دون السمع. المنهاج في شعب الإيمان (1/ 240).
قوله: «أن نفسًا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجَلَهَا»:
قال ابن الملك -رحمه الله-:
«أن نفسًا» بفتح الهمزة ويجوز الكسر؛ لأن الإيحاء في معنى القول. شرح المصابيح (5/ 437).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
والمعنى: أن نفسًا ذات نَفَسٍ، وهي حيٌّ مخلوق. مرقاة المفاتيح (8/ 3321).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«أن نفسًا» هو الذي أوحاه إليه وألقاه في روعه. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 615).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«نفسًا» من النفوس، فهو من عموم النكرة في الإثبات أو في النفي. مرشد ذوي الحجا والحاجة (12/ 365).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«تستكمل أجلها» الذي كتبه لها الملَك وهي في بطن أمها. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 319).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«تستكمل أجلها» وهو الحد الذي جعله الله غاية للموت، وفيه مأخذ أن الأجل واحد. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 615).
قوله: «وتستوعب رزقها»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
أي: المقدَّر لها. مرقاة المفاتيح (8/ 3321).
وقال الزرقاني -رحمه الله-:
الذي كَتَب له الملَك وهو في بطن أمِّه، فلا وجه للوَلَهِ والكدِّ والتعب والحرص، فإنه سبحانه قسَّم الرزق وقدَّره لكل أحد بحسب إرادته، لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يزيد ولا ينقص، بحسب علمه تعالى القديم الأزلي: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ} الزخرف: 32. شرح الموطأ (4/ 393، 934).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
أي: ما كتبَ الله لها من الرزق. مرشد ذوي الحجا والحاجة (12/ 365).
قوله: «فأجملوا في الطلب»:
قال المناوي -رحمه الله-:
بأن تطلبوه (الرزق) بالطرق الجميلة، بغير كد ولا حرص ولا تهافت، قال بعض العارفين: لا تكونوا بالرزق مهتمين؛ فتكونوا للرازق متَّهِمين، وبضمانه غير واثقين. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 319).
وقال المناوي -رحمه الله- أيضًا:
أي: اطلبوا الرزق طلبًا جميلًا؛ بأن ترفقوا وتحسنوا السعي بلا كد وتكالب. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 37).
وقال ابن قرقول -رحمه الله-:
أحسنوا فيه بأن تأتوه مِن وَجْهِه. مطالع الأنوار (2/ 138).
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
أي: اطلبوا الرزق طلبًا جميلًا، لا حرص ولا تكالب ولا إسفاف على الدنايا، ولا إشراف على الأموال، فإن الرزق الذي قُدِّر لكم سيصل إليكم ولكن بطلب جميل. الشافي في شرح مسند الشافعي (5/ 547، 548).
وقال المظهري -رحمه الله-:
أي: أحسنوا في طلب الرزق؛ أي: اطلبوه من الحلال. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 311).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
أي: اكتسبوا المال بوجه جميل، وهو أن لا تطلبه إلا بالوجه الشرعي. الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3337).
وقال الزمخشري -رحمه الله-:
وأَجْمَلَ في الطلب إذا لم يحرص. أساس البلاغة (1/ 148).
وقال الغزالي -رحمه الله-:
أمر بالإجمال في الطلب، ولم يقل: اتركوا الطلب. إحياء علوم الدين (2/ 62).
وقال الزبيدي -رحمه الله-:
بأنْ تطلبوه (الرزق) بالطرق الجميلة المحلَّلة، بغير كدٍّ، ولا حرص، ولا تهافت على الحرام والشبهات. إتحاف السادة المتقين (5/ 417).
وقال المناوي -رحمه الله-:
اطلبوا الرزق طلبًا رفيقًا. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 417).
وقال الزرقاني -رحمه الله-:
بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحلَّلة، بلا كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام والشبهات، أو غير منْكَبِّين عليه مشتغلين عن الخالق الرازق به، أو بأن لا تُعيِّنوا وقتًا ولا قَدْرًا؛ لأنه تحكُّم على الله، أو اطلبوا ما فيه رضا الله لا حظوظ الدنيا، أو لا تستعجلوا الإجابة. شرح الموطأ (4/ 394).
وقال السندي -رحمه الله-:
أجْمَلَ في الطلب: إذا اعتدل ولم يفرط. كفاية الحاجة (2/ 2).
وقال المناوي -رحمه الله-:
قال: «أجملوا» وما قال: اتركوا؛ إشارة إلى أنَّ الإنسان وإن عَلِمَ أن رزقه المقدَّر له لا بد له منه، لكن لا يترك السعي رأسًا؛ فإن من عوائد الله تعالى في خلقه تعلُّق الأحكام بالأسباب، وترتيب الحوادث على العِلل، وهذه سنته في خلقه مطردة، وحكمته في ملكه مستمرة، وهو وإن كان قادرًا على إيجاد الأشياء اختراعًا وابتداعًا لا بتقديم سبب، وسبْقِ عِلة، بأن يُشبع الإنسان بلا أكل، ويرويه بغير شرب، وينشئ الخلق بدون جماع، لكنه أجرى حكمته بأن الشبع والري والولد يحصل عقب الطُّعم والشرب والجماع، فلذا قال: «أجملوا»؛ إيذانًا بأنه وإن كان هو الرزاق، لكنه قدَّر حصوله بنحو سعي رفيق، وحالة كسب من الطلب جميلة، فجمع هذا الخبر بالنظر إلى السبب والمسبب له؛ وذلك هو الله والرزق والعبد والسعي، وجمع بين المسبب والسبب؛ لئلا يتكل من تلبس بأهل التوكل، وليس منهم، فيهلك بتأخر الرزق، فربما أوقعه في الكفر؛ ولئلا يَنسب الرزق لسعيه، فيقع في الشرك، فقَرَن في الخطاب بين تعريف اعتلاق الأشياء بالمسبب اعتلاقًا أصليًّا، واعتلاقها بالسبب اعتلاقًا شرعيًّا؛ ليستكمل العبد حالة الصلاح مستمرة، وتثبت له قضية الفلاح مستقرة، وقد عُرف مما سبق أن من اجتهد في طلب الدنيا، وتهافت عليها شَغَلَ نفسه بما لا يجدي، وأتعبها فيما لا يغني، ولا يأتيه إلا المقدور، فهو فقير وإن ملك الدنيا بأسرها، فالواجب على المتأدب بآداب الله تعالى أن يَكِل أَمره إلى الله تعالى، ويسلِّم له، ولا يتعدى طوره، ولا يتجرأ على ربه، ويترك التكلف، فإنه ربما كان خذلانًا، ويترك التدبير (ترك التدبير من شطحات الصوفية) فإنَّه قد يكون هوانًا:
والمرء يُرزق لا من حيث حيلته *** ويُصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي
وقال بزرجمهر: وكَّل الله تعالى الحرمان بالعقل، والرزق بالجهل؛ ليُعلم أنه لو كان الرزق بالحيل لكان العاقل أعلم بوجوه مطلبه، والاحتيال لكسبه، الْتَقَى ملكان فتساءلا فقال أحدهما: أُمرت بِسَوْقِ حوت اشتهاه فلان اليهودي، وقال الآخر: أُمرت بإهراق زيت اشتهاه فلان العابد. فيض القدير (1/ 162).
قوله: «ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«ولا يحملنكم» بكسر الميم أي: لا يبعثكم «استبطاء الرزق» أي: تأخيره ومكثه عليكم «أن تطلبوه» أي: على أن تبتغوه «بمعاصي الله» أي: بسبب ارتكابها بطريق من طرق الحرام؛ كسرقة وغصب وخيانة وإظهار سيادةٍ وعبادةٍ وديانةٍ، وأخذٍ من بيت المال على وجه زيادة ونحو ذلك. مرقاة المفاتيح (8/ 3321).
وقال المظهري -رحمه الله-:
الاستبطاء: المكث والتأخير، يعني: لا تطلبوا الرزق من الحرام بأن يتأخر ويمكث إتيان رزقكم إليكم من الحلال، كما هو عادة جماعة من الناس، فإنهم يبيعون الخمر وآلات الملاهي، ويتعلمون اللعب والضرب بالملاهي، بسبب قلَّة ربحهم في الاكتساب من الحلال. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 311).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
والاستبطاء بمعنى الإبطاء، والسين فيه للمبالغة كما استعف بمعنى عف، في قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} النساء : 6.
وفيه: أن الرزق مقدَّر مقسوم لا بد من وصوله إلى العبد، لكن العبد إذا سعى وطلب على وجهٍ مشروع وصف بأنه حلال، وإذا طلب بوجه غير مشروع فهو حرام. الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3337).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
وقوله: «ولا يحملنكم استبطاء الرزق» يعني: إذا أبطأ وصول الرزق -وهو كذلك كان مقدرًا فاستبطأتموه، أي: عددتموه بطيئًا في الوصول؛ وذلك لتوهمكم وصوله كل يوم مثلًا- فلا يحملنكم ذلك على اضطرابكم وإفراطكم في الطلب، وارتكاب المعصية في ذلك؛ ظنًّا منكم أنه يصل بهذا السبب، وهو لا يصل به، ولا يحصِّل إلا المعصية، فاجتنبوها. لمعات التنقيح (8/ 513).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«ولا يحملنَّكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله» إنما قال: «استبطاء الرزق» دون إبطائه؛ لأن الرزق لا يُــستــبطأ عن وقته، ولكن يُستعجل قبل وقته المقدر، فإذا لم يأت قبل ذلك الوقت استُبْطِئ. شرح المصابيح (5/ 438).
قوله: «فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده» من الرزق وغيره «إلا بطاعته». التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 319).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
أي: من الرزق الحلال، أو من الجنة وحسن المآل، «إلا بطاعته» أي: لا بتحصيل المال من طريق الوبال. مرقاة المفاتيح (8/ 3321).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«لا يُنال ما عنده»: ما لديه مكتوب من الرزق، «إلا بطاعته» وإن كان قد ينال العبد الحرام بالمعصية، كالسارق مثلًا، لكن المراد بما عنده ما كُتب له من رزقه الحلال.
وفيه مأخذ أنه: لا يقال للحرام: رزق. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 616).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
وقوله: «إلا بطاعته» إشارة إلى أن ما عند الله إذا طُلب بطاعته مُدِحَ وسمي حلالًا.
وفي هذا: دليل بيِّن لأهل السنة على أن الحلال والحرام يسمى رزقًا، وكله من عند الله، خلافًا للمعتزلة. الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3337).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
«إلا بطاعته» أي: داوِموا على طاعته، واستقيموا ولا تضطربوا؛ فإن الرزق الذي قُدِّر لكم واصل إليكم، وتمدحون بذلك، وإن عصيتم لا يصل الرزق ويرجع الذم إليكم، هذا حاصل معنى الحديث. لمعات التنقيح (8/ 513).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
فإن قلتَ: قد يُدْرَك الرزق بالمعاصي، قلتُ: ما يُدرك بها لا بركة فيه، فكأنَّ إدراكه كعدمه، أو أُريد بالإدراك: الطلب؛ لأنه لازمه، أو المراد به: الرزق الحلال. شرح المصابيح (5/ 438).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
وفي الحديث: دليل على أن الرزق واصل ألبتة، وهو قد يكون حلالًا إذا حَصَل بواسطة الطاعة، ويكون حرامًا إذا حصل بالمعصية كما هو المذهب (الحنفي). لمعات التنقيح (8/ 513).
وللاستفادة من الرواية الأخرى ينظر (هنا)