أنَّ رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أوْصِنِي، قال: «لا تغضب»، فردَّد مِرارًا، قال: «لا تغضب».
رواه البخاري برقم: (6116)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«الغَضَبُ»:
بالتحريك، ضد الرضا. وقد اختلفوا في حَدِّه، فقيل: هو ثوران دم القلب لقصد الانتقام، وقيل: الألم على كل شيء يمكن فيه غَضَبٌ، وعلى ما لا يمكن فيه أَسَفٌ، وقيل: هو يجمع الشر كله؛ لأنه ينشأ عن الكبر. تاج العروس، للزبيدي (2/ 289).
شرح الحديث
قوله: «أنَّ رجلًا»:
قال ابن حجر -رحمه الله-:
قوله: «إنَّ رجلًا» هو: جارية -بالجيم- بن قدامة، أخرجه أحمد، وابن حبان، والطبراني، من حديثه مُبهمًا ومفسرًا، ويحتمل: أن يُفسَّر بغيره، ففي الطبراني من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- قلتُ: يا رسول الله، قل لي قولًا أنْتَفِع به، وأَقْلِلْ، قال: «لا تغضب ولك الجنة»، وفيه عن أبي الدرداء -- قلتُ: يا رسول الله، دُلَّنِي على عملٍ يدخلني الجنة، قال: «لا تغضب»، وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عند أبي يَعلى، قلتُ: يا رسول الله، قُل لي قولًا وَأَقْلِلْ؛ لعَلِّي أَعْقِلُهُ. فتح الباري (10/ 519).
وقال السيوطي -رحمه الله-:
والرَّجل المذكور: جاريةُ بن قُدامة التميمي، عَمُّ الأحنف بن قيس. تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (2/ 212).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمة الله-:
لم يبيَّن هذا الرَّجُل، وهذا يأتي كثيرًا في الأحاديث، لا يُبيَّن فيها الْمُبْهم؛ وذلك لأن معرفة اسم الرَّجل أو وَصْفه لا يُحتاج إليه، فلذلك تجد في الأحاديث: أن رجلًا قال كذا، وتجد بعض العلماء يتعب تعبًا عظيمًا في تعيين هذا الرجل، والذي أرى أنه لا حاجة للتعب ما دام الحكم لا يتغير بفلان مع فلان. شرح الأربعين النووية (ص: 181).
قوله: «أَوْصِنِي»:
قال ابن حجر -رحمه الله-:
قوله: «أوصني»، في حديث أبي الدرداء: «دُلَّني على عمل يدخلني الجنة»، وفي حديث ابن عمرو -رضي الله عنهما- عند أحمد: «ما يُبَاعِدني من غضب الله؟».
زاد أبو كريب عن أبي بكر بن عياش عند الترمذي: «ولا تُكْثِر عليَّ؛ لَعَلِّي أَعِيْهِ». فتح الباري (10/ 519).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
الوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام. شرح الأربعين النووية (ص: 181).
قوله: قال: «لا تغضب»:
قال ابن حبان -رحمه الله-:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تغضب» أراد به ألا تعمل عملاً بعد الغضب مما نهيتُك عنه، لا أنه نهاه عن الغضب؛ إذ الغضب شيءٌ جِبلَّةٌ في الإنسان، ومحال أن ينهى المرء عن جبلَّتهِ التي خُلِق عليها، بل وقع النهي في هذا الخبر عما يتولَّد من الغضب مما ذكرناه. صحيح ابن حبان (12/ 504).
وقال الخطابي -رحمه الله-:
معنى قوله: «لا تغضب» هو أن يحذر أسباب الغضب، (وألَّا) يتعرض للأمور التي تجلب عليه الضجر فتُغضِبه، فأما نفس الغضب فطَبْعٌ في الإنسان لا يمكنه نَزْعُه وإخراجه من جِبِلَّتِه، وقد يكون معنى قوله: «لا تغضب» أي: لا تفعل ما يأمرك به الغضب، ويحملك عليه من القول والفعل. أعلام الحديث (3/ 2197).
وقال الخطابي -رحمه الله- أيضًا:
وقد قيل: إن أعظم أسباب الغضب: الكِبْر، وإنما يغضب الإنسان لما يتداخَله من الكبر عندما يُخَالَف في أمر يُريده، أو يُعارَضُ في شيء يَهْوَاه؛ فيَحْمِلُه الكِبر على الغضب لذلك، فإذا تواضع وذلَّ في نفسه ذهبَتْ عنه عِزَّةُ النفس، وماتت سَوْرَة الغضب، فسَلِمَ بإذن الله من شرِّه. أعلام الحديث (3/ 2197).
وقال القنازعي -رحمه الله-:
«لا تغضب» يريد: أنَّه من لم يغضب حَسُنَتْ أخلاقُه، وخفَّت مَؤُونَتُه، وأحبَّه الناس. تفسير الموطأ (2/ 747).
وقال ابن عبد البر -رحمه الله-:
هذا من الكلام القليل الألفاظ الجامع للمعاني الكثيرة، والفوائد الجليلة، ومَن كَظَم غَيظَه، ورَدَّ غَضَبَه أخْزَى شيطانَه، وسَلِمَتْ مُرُوءَتُه ودِيْنُه، ولقد أحسن القائل: لا يُعْرف الحِلْمُ إلا ساعة الغضبِ.
وقال علي بن ثابت: العقل آفَتُه الإعجابُ والغضبُ، والمال آفتُه التبذير والنَّهبُ، وقال أبو العتاهية:
ولم أرَ في الأعداء حين خَبرْتُهُم*** عدوًا لعقل المرء أعْدَى من الغضب.
وكل هؤلاء إنما حاولوا ودَنْدَنُوا حول معنى هذا الحديث، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أُوتي جوامع الكلم -صلى الله عليه وسلم-. التمهيد (7/ 250).
وقال ابن العربي -رحمه الله-:
قال علماؤنا: إنما نهاه عما عَلِمَ أنه هواه، كما قال لوَفْدِ عبدِ القيس: «لا تشربوا مُسْكِرًا»، وترَكَ بيان سائر المعاصي؛ وإنما كان ذلك لأن المرء إذا ترك ما يشتهي كان أجدر أن يترك ما لا يشتهي، وخصوصًا الغضب؛ فإنَّ من مَلَكَ نفسه عنده كان شديدًا سديدًا، وإذا مَلَكَهَا عند الغضب كان أحْرى أن يمْلِكَها عند الكِبْر والحَسَد وأخواتهما. القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (ص: 1097).
وقال ابن هبيرة -رحمه الله-:
من الجائز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- علِم من هذا الرجل كثرة الغضب، فخصَّه بهذه الوصية، وقد مدَح رسولُ الله الذي يملك نفسه عند الغضب. الإفصاح عن معاني الصحاح (7/ 362).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
إن قيل: الغضب جِبِلَّةٌ في الآدمي فكيف يُؤمر بصرفها؟
فالجواب: أنَّ الغضب له جَوالِبُه وثمرات، فمِن جَوَالِبِه: الكِبْر، فإذا راض الإنسان نفسه باستعمال التواضُع ذلَّتْ، ومن ثمرات الغضب: السَّبُّ والضَّرب، وما يعود بِثَلبِ دِين الغضبان وبدَنِه قَبل أذى المغضوب عليه، فإنَّ بعض الناس استشاط يومًا من الغضب فصاح، فنفَثَ الدم، وأَدَّاهُ ذلك إلى السِّلِّ، وضرب رجل رجلًا على فمه، فانكسرت أصابع الضَّارب، ولم يَكْبر أذى المضروب.
وقد أثَّر غضَبُ خَلْقٍ كثير في بطشهم بأولادهم وأهاليهم، وتطليق زوجاتهم، ثم طالت ندامتهم، وفات الاستدراك. كشف المشكل (3/ 539).
وقال التوربشتي-رحمه الله-:
قلتُ: قد كان -صلى الله عليه وسلم- مُكَاشَفًا بأوضاع الخَلْق، عارفًا بأدْوَائِهم، يضع الهِنَاءَ مَواضِع النُّقَب، (النُّقَب مَوَاضِع الجَرَب، وَهَذَا مثلٌ يُضْرب لكل من يضع الشَّيْء مَوْضِعه) يأمرهم بما هو أولى بهم، فلما استوصاه الرَّجُل، وقد رآه ممنوًا (مبتلى) بالقوة الغضبية لم ير له خيرًا من أن يتجنب عن دواعي الغضب، ويُزَحْزِحَ نفسه عنه. الميسر في شرح مصابيح السنة (3/ 1091).
وقال النووي-رحمه الله-:
الغضب من نزغَات الشيطان؛ ولهذا يخرج به الإنسان عن اعتدال حاله، ويتكلم بالباطل، ويفعل المذموم، وينوي الحقد والبغض وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للذي قال له: أَوْصِني: «لا تغضب، فردَّد مرارًا، قال: لا تغضب»، فلم يَزِدْه في الوصية على «لا تغضب»، مع تكراره الطلب، وهذا دليل ظاهر في عِظَم مفسدة الغضب، وما ينشأ منه. شرح صحيح مسلم (16/ 163).
وقال البيضاوي -رحمه الله-:
لعله -عليه الصلاة والسلام- عَلِمَ مِن حالِه أن اختلال أمْرِه مِن الغضب، واستيلائه عليه؛ فأجابه بذلك لكل مَرَّة، أو اقتصر على جواب موجز جامع؛ فإنَّ جميع المفاسد العملية التي تَعْرِضُ للإنسان وتعتريه إنما تَعْرض له مِن فَرْطِ شهوته، واستيلاء غَضَبه، ثم إنَّ ما يَعْتَوِرُه من القوة الشهوانية مَكْثُورَة بالنسبة إلى ما يقتضيه الغضب، غير مُلْتَفِت إليها، فلما سأله الرجل أن يشير إليه بما يتوسل به إلى التجنب عن القبائح، والتحرُّز عن مظَانِّها نهاه عن الغضب الداعي إلى ما هو أعظم ضرًا، وأكثر وِزْرًا، فإن ارتفاع السبب يُوجب ارتفاع مسبباته لا محالة. تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (3/ 275/ 276).
وقال الطوفي -رحمه الله-:
الغضب في حق الآدمي، قيل: فَوَرَانُ دم القلب وغَلَيَانِه، وقيل: عَرَضٌ يتبعه غَلَيَان دم القلب؛ لإرادة الانتقام. التعيين في شرح الأربعين (1/ 138).
وقال الطوفي -رحمه الله-:
واعلم أن هذا الحديث تضمَّن دفع أكثر الشرور عن الإنسان؛ لأن الإنسان في مدة حياته بين لذَّةٍ وأَلمٍ، فالَّلذةُ سببُها ثَوَران الشهوة للأكل أو الشرب أو النكاح أو غيره، ودفْعُ الألم والمكروه سبَبُه ثَوَران الغضب، ثم كل واحد من الَّلذة والألم قد يكون تناوُله أو دفْعُه مباحًا كنكاح الزوجة، ودفْعِ قاطع الطريق، وقد يكون حرامًا كالزنا، وقتالِ المسلمين عدوانًا، وهذا القسم -أعني دَفْع المكروه عدوانًا- هو شَرٌّ سببُه الغضب، فإذا اجتُنب الغضب اندفع عنه نصفُ الشر بهذا الاعتبار، وأكثره في الحقيقة، فإن الإنسان يغضب فيقتل أو يَقْذِف أو يُطَلِّق امرأته، أو يُهاجر صاحبه، أو يحلف يمينًا، فيَحْنَثُ فيها، أو يندم عليها....وبالجملة فالشرُّ إنما يَصْدُر عن الإنسان بشهوة كالزنا، أو غضب كالقتل، فهُما -أعني الشهوة والغضب- أصل الشرور ومبدؤها؛ ولهذا لما تجرد الملائكة عن الشهوة والغضب تجردوا عن جميع الشرور البشرية. التعيين في شرح الأربعين (1/ 138/139.
وقال الطوفي -رحمه الله-:
وكان معاوية يقول: ما غضَبِي على مَن أقْدِرُ عليه؟ وما غضَبِي على مَن لم أقْدِرْ عليه؟ يعني أن الغضب لا فائدة فيه، بل هو تعبٌ محضٌ ومفسدة. التعيين في شرح الأربعين (1/ 140).
وقال الطوفي -رحمه الله-: أيضًا:
والتحقيق: أن الناس في الغضب على ضربين:
أحدهما: مغلوبٌ للطبع الحيواني فلا يمكنه دفعه، وهو الغالب نمط الناس.
والثاني: غالبٌ للطبع بالرياضة، فيُمكنه منعُه، ولولا هذا لكان قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تغضب» تكليفًا أو أمرًا بما لا يطاق.
وأقوى الأشياء في منع الغضب ورفْعِه: التوحيد الحقيقي العام، وهو اعتقاد الإنسان أن لا فاعل في الوجود إلا الله -عزَّ وجلَّ-، وأن الخَلْق آلاتٌ لِفِعْلِه، فإذا تَوَجَّهَ إليه مكروه من جهة غيره يرى فاعله الله -عزَّ وجلَّ- لا غيره، وأن ذلك الغير آلة للفعل الإلهي، كالسيف للضارب، والقوس للرامي، والرُّمح للطاعن، والقَدُوم للنجَّار، والسكين للجزار، وحينئذٍ يندفع عنه الغضب؛ لأنه لو غضِب والحالة هذه لكان غضَبُه إما على الخالق، وهي جُرأةٌ تُنافي العبودية، أو على المخلوق وهو إشراك يُنافي التوحيد؛ ولهذا جاء في حديث أنس قال: «خَدمْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لشيء فعلتُه لِمَ فعَلْتَه؟ ولا لشيء لم أفْعَلْهُ لمَ لمْ تفعَلْهُ؟ ولكن يقول: «قَدَرُ الله وما شاء فَعَل، أو لو قدَّرَ لكان». التعيين في شرح الأربعين (1/ 141/ 142).
قال ابن حجر -رحمه الله-:
وقال ابن التين: جمَع -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «لا تغضب» خير الدنيا والآخرة؛ لأن الغضب يَؤُولُ إلى التقاطع، ومَنْعِ الرِّفق، وربما آل إلى أن يُؤْذِي المغضوب عليه، فيُنْتَقَصُ ذلك من الدِّين. فتح الباري (10/ 520).
وقال ابن حجر -رحمه الله- أيضًا:
وقال غيره (الخطابي)، ما كان من قبيل الطَّبْع الحيواني لا يمكن دفْعُه، فلا يدخل في النهي؛ لأنه من تكليف المحال، وما كان من قبيل ما يُكتسب بالرياضة فهو المراد، وقيل معناه: لا تغضب؛ لأن أعظم ما يَنشأ عنه الغضب الكِبر؛ لكونه يقع عند مخالفة أمر يريده فيحمِلُه الكبر على الغضب، فالذي يتواضع حتى يذهب عنه عِزَّة النفس يسْلَم من شر الغضب، وقيل معناه: لا تفعل ما يأمرك به الغضب. فتح الباري (10/ 520).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
قال بعضهم: لعل السائل كان غضوبًا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر كل أحد بما هو أولى به، فلهذا اقتصر في وصيَّته له على ترك الغضب. فتح الباري (10/ 520).
وقال ابن حجر -رحمه الله- أيضًا:
ويحتمل: أن يكون من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى؛ لأن أعدى عدو للشخص شيطانُه ونفْسُه، والغضب إنما ينشأ عنهما، فمَن جاهدهما حتى يغلبهما مع ما في ذلك من شدة المعالجة، كان لِقَهْرِ نفسه عن الشهوة أيضًا أقوى. فتح الباري (10/ 520).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
يحتمل: أن يكون الرجل المسْتَوصِي مبتلى بالقوة الغضبية، وعَرَف -صلى الله عليه وسلم- ذلك منه بالكشف لأحوال الناس؛ إما بالاطلاع الإلهي، أو بالفراسة الصادقة، فأجابه بكل مرَّة بكَسْر تلك القوة. شرح المصابيح (5/ 348).
قال الشيخ عطية -رحمه الله-:
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تحقيقًا لرغبة السائل لم يُكْثِرْ، فقال: «لا تغضب»، فكأن لسان حال السائل يقول: أهذه الوصية التي جئت من أجلها، وتعبت لأسألك، وأهتم لذلك، ثم تقول لي: «لا تغضب»؟ فكرَّرَ: يا رسول الله أَوْصِنِي، قال: «لا تغضب».
وفي بعض الروايات أنه جاءه عن يمينه، ثم جاءه عن يساره، ثم جاءه من أمامه، قال: «ألا تعقل؟ لا تغضب»، وفي بعض الروايات أنه قال: أَوْصِني، علِّمْني حُسن الخُلُق، فقال: «لا تغضب»، وكل الروايات جاءت بالتأكيد على عدم الإكثار، فقال: «لا تغضب»، فهذه كلمةٌ كلُّ من يسمعها يتقالُّها، وفي بعض الروايات أن السائل قال: "فتأَمَّلْتُ في الغضب فوجَدْتُ تَرْكَهُ تَرْكُ الشرِّ كُلِّه".
هذه الكلمة يقف عندها علماء الأخلاق، كما فعل ابن مسْكَوِيْه، ويقف عندها علماء التشريع في الفقه، في آثار فعل الغضبان، ويقف عندها علماء التربية والتوجيه. شرح الأربعين النووية (40/ 11).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
وجد أن الغضب عند أسبابه أمر ضروري، يحدث عند النفس، فالنهي مُوجَّه إلى ما يتولد عنه، وأنه يُدافعه حتى لا يفعل ما يثيره الغضب. التنوير شرح الجامع الصغير (11/ 127).
وقال ابن أبي زيد القيرواني -رحمه الله-:
وجِمَاع آداب الخير وأَزِمَّتُه تتفرع عن أربعة أحاديث، قول النبي -عليه السلام-: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، وقوله -عليه السلام-: «مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وقوله -عليه السلام- للذي اختصر له في الوصية: «لا تغضب»، وقوله -عليه السلام-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». الرسالة للقيرواني (ص: 154).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
والحديث نَهَى عن الغضب. سبل السلام (4/ 191).
قوله: فردَّد مرارًا، قال: «لا تغضب»:
قال ابن حجر -رحمه الله-:
قوله: «فردَّد مِرارًا»، أي: ردَّدَ السؤال؛ يلتمس أنْفَعَ من ذلك، أو أبْلَغَ أو أعَمَّ، فلم يزده على ذلك. فتح الباري (10/ 519).
وقال الطوفي -رحمه الله-:
وقوله: «فردَّد مرارًا» يعني: السائل كرَّر السؤال مرارًا، يقول: أوصني يا رسول الله؛ لأنه لم يقنع بقوله: «لا تغضب»، فطلب وصيَّةً أنْفَعَ وأَبْلَغَ منها، فلم يزده النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها؛ لعِلْمِهِ بعموم نفْعِهَا، ونبَّهَ السائل على ذلك بتكرارها. التعيين في شرح الأربعين (1/ 144).
وقال ابن حجر -رحمه الله-
قوله: «قال: لا تغضب»، في رواية أبي كريب: «كل ذلك يقول: لا تغضب».
وفي رواية عثمان بن أبي شيبة قال: «لا تغضب ثلاث مرات» وفيها بيان عدد المرار، وقد تقدم حديث أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يُعيد الكلمة ثلاثًا؛ لتُفْهَم عنه، وأنه كان لا يُراجَع بعد ثلاث. فتح الباري (10/ 519 ــ 520).
وقال الكوراني -رحمه الله-:
وقد جاء في روايةٍ أنه قال ثلاث مرات (لا تغضب) كأنَّه كان سريع الغضب، أو لأن الغضب رئيسُ سائر القُوى التي هي جنود الشيطان...، وإذا تأمَّلْتَ وجدتَ أكثر القبائح الظاهرة والباطنة صادرة عن الغضب كالقتل ظلمًا، والقدرة في الغيبة، والحِقد، والحسد، ولذلك بالَغَ في التحذير منه. الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (9/ 477).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
قال: «لا تغضب» الغضب بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه جمرة يُلْقِيها الشيطان في قلب ابن آدم فيَغْلِي القلب؛ ولذلك يحمرُّ وجْهُه، وتنتفخ أوْدَاجُه، وربما يقِفُ شَعْرُه.
فهل مراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- «لا تغضب»، أي: لا يقع منك الغضب، أو المعنى: لا تُنَفِّذ الغضب؟
لننظر: أما الأول فإنَّ ضبْطَه صعب؛ لأن الناس يختلفون في هذا اختلافًا كبيرًا، لكن لا مانع أن نقول: أراد قوله: «لا تَغْضَبْ» أي: الغضب الطبيعي، بمعنى: أن توطِّن نفسك، وتُبرِّدَ الأمر على نفسك.
وأما المعنى الثاني: وهو ألا تُنَفِّذَ مقتضى الغضب، فهذا حق، فيُنهى عنه.
إذًا: كلمة «لا تَغْضَبْ» هل هي نهي عن الغضب الذي هو طبيعي، أو هي نهي لما يقتضيه الغضب؟
إن نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا: «لاَ تَغْضَبْ» أي: الغضب الطبيعي، لكن هذا فيه صعوبة، وله وجه يمكن أن يُحْمَل عليه بأن يقال: اضْبُطْ نفسَك عند وجود السبب؛ حتى لا تغضب.
والمعنى الثاني لقوله: «لاَ تَغْضَبْ»: أي: لا تُنَفِّذْ مقتضى الغضب، فلو غضِبَ الإنسان وأراد أن يُطلِّقَ امرأته، فنقول له: اصبر وتَأَنَّ. شرح الأربعين النووية (181/182).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
وقال بعض العلماء: خَلَق الله الغضب من النار، وجعلَه غريزة في الإنسان، فمهما قُصِدَ، أو نُوزِع في غرضٍ ما اشْتَعَلَت نارُ الغضب وثارَتْ، حتى يحمرَّ الوجْهُ والعينان من الدم؛ لأن البَشْرة تحكي لون ما وراءها، وهذا إذا غضِب على من دونه، واستشعر القدرة عليه، وإن كان ممن فوقه تَولَّد منه انقباض الدم من ظاهر الجلد إلى جوف القلب، فيَصْفَرّ اللون حُزنًا، وإن كان على النظير تردَّد الدم بين انقباضٍ وانبساطٍ فيحْمَرّ ويَصْفَرّ.
ويترتب على الغضب تغيُّر الظاهر والباطن، كتغيُّر اللون، والرِّعْدَةِ في الأطراف، وخروجِ الأفعال عن غير ترتيب، واستحالة الخِلْقَة، حتى لو رأى الغضبانُ نفسَه في حال غضَبِه لكان غضَبُه حياءً من قُبح صورته، واستحالة خِلْقَتِه، هذا كلُّه في الظاهر، وأما الباطن فقُبْحُه أشدُّ من الظاهر؛ لأنه يُولِّد الحقد في القلب، والحسد، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه، بل أولى شيء يَقْبُحُ منه باطنُه، وتَغَيُّر ظاهره ثمرةُ تَغَيُّرِ باطنه، وهذا كله أثَرُه في الجسد.
وأما أثره في اللسان: فانطلاقه بالشتم والفُحْش الذي يستحي منه العاقل، ويندم قائلُه عند سكون الغضب.
ويَظهر أثرُ الغضب أيضًا في الفعل: بالضرب أو القتل، وإن فاتَ ذلك بهرب المغضوب عليه رجع إلى نفسه، فيُمزِّق ثوبَ نفسه، ويَلْطِم خده، وربما سقط صريعًا، وربما أغمي عليه، وربما كسَّر الآنية، وضرَبَ من ليس له في ذلك جريمة.
ومَن تأمل هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة من قوله- صلى الله عليه وسلم-: «لا تغضب» من الحكمة، واستجلاب المصلحة، ودرء المفسدة مما يتعذر إحصاؤه، والوقوف على نهايته. فتح الباري (10/ 520 / 521).
وقال ابن حجر -رحمه الله- أيضًا:
وهذا كله في الغضب الدنيوي لا الغضب الديني. فتح الباري (10/ 520 / 521).
وقال السيوطي -رحمه الله-:
قال الباجي: وإنما أراد -صلى الله عليه وسلم- مَنْعَهُ من الغضب في معاني دنياه ومعاملته، وأما فيما يعود إلى القيام بالحق، فالغضب فيه قد يكون واجبًا، كالغضب على أهل الباطل، والإنكار عليهم بما يجوز، وقد يكون مندوبًا، وهو الغضب على المخطئ، كما غضِب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما سأله رَجُل عن ضالَّة الإبل؛ ولما شُكي إليه معاذ أنه يطوِّل في الصلاة. تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (2/ 212).
وقال الفاكهاني -رحمه الله-:
الغضب عند شَرْطِهِ جِبِلَّةٌ في الإنسان، لا يمكنه دفعه، إلا بمقدمات ورياضة، أو أمور مقارِنة للغضب؛ كالاستعاذة، كما في الحديث، أو الانتقال من حال إلى حال، كالقائم يقعد أو يضطجع، والجالس يقوم أو يضطجع -أيضًا-، أو يصب عليه ماء، أو نحو ذلك، فيكون الأفضل في حقِّ هذا مخالفًا للأفضل في حق غيره؛ بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به. رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (1/ 521).
وقال الشيخ العثيمين -رحمه الله-:
قوله: «لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب»، فلْيُحْكِم الضبط على نفسه؛ ولْيَستعذْ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا كان قائمًا فليجلس، وإذا كان جالسًا فليضطجع، وإذا اشتد به الغضب فليتوضأ، فإن هذه الأمور تُذْهِبُ غَضَبَه، وما أكثر الذين ندموا ندمًا عظيمًا على تنفيذ ما اقتضاه غضبهم! ولكن بعد فوات الأوان. مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (2/ 155).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
مدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب، وأثنى عليهم، وأخبر أن ما عنده خير وأبقى لهم من متاع الحياة الدنيا وزينتها، وأثنى على الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك، وقد روى معاذ بن جبل عن النبي -عليه السلام- أنه قال: «من كظَمَ غيظًا وهو قادر على أن يُنَفِّذَه، دعاه الله -عز وجل- على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيِّره من أي الحُوْرِ شاء»، وقال -عليه السلام-: «ليس الشديد بالصُّرَعَة»، والصُّرَعَة: الذي يَصْرع الناس، ويَكْثُر منه ذلك، كما يُقال للكثير النوم: نَوَمَة، وللكثير الحفظ: حَفَظَة، فأراد -عليه السلام- أن الذي يقوى على مَلْكِ نفسه عند الغضب، ويَردُّها عنه هو القوي الشديد، والنهاية في الشدة لغَلَبَته هواه الْمُرْدِي، الذي زيَّنه له الشيطان الْمُغْوِي.
فدل هذا أنَّ مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو؛ لأن النبي -عليه السلام- جعل للذي يمْلِكُ نفسه عند الغضب من القوة والشدة ما ليس للذي يغلب الناس ويصرعهم.
ومن هذا الحديث قال الحسن البصري حين سُئل: أي الجهاد أفضل؟ فقال: جهادُك نفسك وهواك. شرح صحيح البخاري (9/ 296).
وقال ابن بطال -رحمه الله- أيضًا:
وفي حديث سليمان بن صُرَدٍ (حديث الرجل الذي غضب عند النبي وأمره بالاستعاذة) أنَّ الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تُذْهِبُ الغضب؛ وذلك أن الشيطان هو الذي يزيِّن للإنسان الغضب، وكل ما لا تُحمدُ عاقبته ليُرْدِيْه، ويُغْويه ويُبْعُده من رضا الله تعالى، فالاستعاذة بالله تعالى منه من أقوى السلاح على دفع كيده. شرح صحيح البخاري (9/ 296/297.
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
ويُعِينُ على ترك الغضب: استحضار ما جاء في كظْمِ الغيظ من الفضل، وما جاء في عاقبة ثمرة الغضب من الوعيد، وأن يستعيذ من الشيطان. فتح الباري (10/ 520 / 521).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
فإن قال قائل: إذا وُجِدَ سببُ الغضب، وغضبَ الإنسان فماذا يصنع؟
نقول: هناك دواء -والحمد لله- لفظي وفعلي.
أما الدواء اللفظي: إذا أحس بالغضب فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا قد غضب غضبًا شديدًا فقال: «إِنِّي أَعلَمُ كَلِمَةً لوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِد -يعني الغضب-، لَو قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ».
وأما الدواء الفعلي: فإذا كان قائمًا فليجلس، وإذا كان جالسًا فلْيَضْطَجِعْ؛ لأن تَغَيُّر حاله الظاهر يوجب تَغَيُّر حاله الباطن، فإن لم يُفِدْ فليتوضّأ؛ لأن اشتغاله بالوضوء يُنْسِيه الغضب؛ ولأن الوضوء يُطفئ حرارة الغضب.
وهل يقتصر على هذا؟
الجواب: لا يلزم الاقتصار على هذا، قد نقول: إذا غضبتَ فغادر المكان، وكثيرٌ من الناس يفعل هذا، أي إذا غضب خرج من البيت؛ حتى لا يَحْدثُ ما يكره فيما بعد. شرح الأربعين النووية (ص: 183/184).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
فوائد هذا الحديث:
حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على ما ينفع؛ لقوله: «أَوصِنِيْ»، والصحابة -رضي الله عنهم- إذا علموا الحق لا يقتصرون على مجرّد العلم، بل يعملون، وكثير من الناس اليوم يسألون عن الحكم فيعْلَمُونه، ولكن لا يعملون به، أما الصحابة -رضي الله عنهم- فإنهم إذا سألوا عن الدواء استعملوا الدواء، فعملوا.
أن المخاطَب يُخاطَب بما تقتضيه حاله، وهذه قاعدة مهمة، فإذا قررنا هذا لا يَرِدُ علينا الإشكال الآتي وهو: أن يقال: لماذا لم يُوصِهِ بتقوى الله -عزّ وجل-؟ كما قال الله -عزّ وجل-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} النساء: الآية131؟
فالجواب: أن كل إنسان يُخاطَب بما تقتضيه حاله، فكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عرَفَ من هذا الرجل أنه غضوب، فأوصاه بذلك.
أن الدين الإسلامي ينهى عن مساوئ الأخلاق؛ لقوله: «لا تغضب»، والنهي عن مساوئ الأخلاق يستلزم الأمر بمحاسن الأخلاق، فعوِّدْ نفسك التحمل، وعدم الغضب، فقد كان الأعرابي يجْذِبُ رداء النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يؤثِّر في رقبته -صلى الله عليه وسلم-، ثم يلتفت إليه ويضحك، مع أن هذا لو فعله أحد آخر فأقلّ شيء أن يغضب عليه، فعليك بالحِلْمِ ما أمْكَنَكَ ذلك؛ حتى يستريح قلبك، وتبتعد عن الأمراض الطارئة من الغضب كالسُّكَّر، والضغط، وما أشبهه. والله المستعان. شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 184).
وقال الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله-:
الحديث أصل في مقاومة الغضب، وتجنُّبِ أسبابه، وفيه من الفوائد:
1- جواز طلب الوصية من العالم.
2- جواز الاستزادة من الوصية.
3- حرص الصحابة على الخير.
4- مراعاة الْمُوصِي حال الموصَى في وصيته.
5- أن الغضب مفتاح لكثير من الشرور القولية والفعلية، وأعلاها الكفر والقتل.
6- تأكيد النهي عن الغضب، ولا يدخل في ذلك الغضب لله إذا انتُهِكَتْ حُرماتُه. فالغضب مراتب، فأَفْضَلُه الغضب لله، وأَسْوأُه السخط على قضاء الله، فالأول من كمال الإيمان، والثاني من الجهل بالله، وسوء الظن به.
7- النهي عن أسباب الغضب، كالْمِرَاء والسِّباب والمنازعات وصحبة السفهاء.
8- الأمر بأسباب إطفاء الغضب، كالتعوذ بالله من الشيطان، والوضوء والجلوس.
9- الإرشاد إلى كظم الغيظ، وضبط النفس عند حصول الغضب، كما في الحديث: «ليس الشديد بالصُّرَعَة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
10- حُسن خلقه -صلى الله عليه وسلم-.
11- حُسن تعليمه -عليه الصلاة والسلام-.
12- فيه شاهد لقاعدة سد الذرائع.
13- أن أفضل الناس في الغضب والرضا من يكون بطيء الغضب، سريع الرضا.
14- فيه شاهد لما خُصَّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن جوامع الكلم.
15- أن النهي عن الشيء نهي عن أسبابه، وأمر بما يُعِين على تركه.
16- أن من محاسن الإسلام النهي عن مساوئ الأخلاق. الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية (ص: 25).
وقال الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله-:
من فوائد حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:
1. حِرْصُ الصحابةِ على طلبِ العِلْمِ.
2. منْ أسبابِ تحصيلِ العلمِ السؤالُ.
3. أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم -أُعْطِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ.
4. الغضبُ جِمَاعُ الشرِّ كُلِّهِ.
5. التحَرُّزُ من الغضبِ جِمَاعُ الخيرِ كُلِّهِ.
6. فضلُ الصبرِ، وكظم الغيظ.
7. الحث على مباعدة أسباب الغضب. الأربعون النووية(ص: 50).
وقال د/ طالب بن عمر الكثيري -حفظه الله-:
هذا الحديث جاء لبيان ضرورة ضبط نوازع النفس البشرية، فالنفس البشرية تتنازعها ثلاث شهوات: شهوة غضبية، وشهوة شهوانية، وشهوة هوى.
(و)الفوائد التربوية من الحديث:
1 - الوصية بترك الغضب هي وصية للابتعاد عن أسبابه، مِن كِبْرٍ وجِدال ومِزاح، وآثاره: بالاستعاذة، وتغيير المجلس أو الجلسة.
2 - طلب الوصية من العلماء والأخيار.
3 - ينبغي للمفتي والمعلِّم أن يُراعي حال المستفتي والمتعلِّم، ويخاطبه بحسب حاله. الشرح التربوي لأربعينية الإمام النووي(ص: 20).