الجمعة 28 رمضان 1446 هـ | 28-03-2025 م

A a

سألتُ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الأعمَالِ أَحَبُّ إلى الله تعالى؟ قال: «أنْ تموتَ ولسانُك رَطبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ».


رواه ابن حبان برقم: (818)، والطبراني في المعجم الكبير برقم: (181)، والبيهقي في شُعَب الإيمان برقم: (513)، وابن السِنّي في عمل اليوم والليلة برقم (2)، من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (1836)، صحيح الترغيب برقم: (1492).


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«رَطْبٌ»:
أي: مُتَحرِّك بذكر الله، فرَطْبُ الِّلسان: عبارة عن جريان اللسان بالكلام، وجفُّ اللسان: عبارة عن السكوت. المفاتيح في شرح المصابيح للمظهري (3/ 143).

«الذكر»:
الذِّكْرُ: هو الثناء على الله تعالى ودعاؤه، وأشرف الذكر: القرآن. تطريز رياض الصالحين (ص: 838).
وقال ابن فارس-رحمه الله-:
الذال والكاف والراء أصلان.... والأصل الآخر: ذَكَرْتُ الشيء، خلافُ نسِيتُه. ثم حُمِلَ عليه الذِّكْر باللِّسان. مقاييس اللغة (2/ 296).
وقال الفخر الرازي -رحمه الله-:
المراد بذكر اللسان: الألفاظ الدالة على التسبيح، والتحميد، والتمجيد. فتح الباري (11/ 209).


شرح الحديث


 قوله: «سألتُ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-»:
قال ابن حجر -رحمه الله-:
من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، وفيه: أنه السائل عن ذلك. فتح الباري (11/ 210)
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
قال ميرك: وكان هذا حين أرسله -صلى الله عليه وسلم- حاكمًا إلى اليمن في آخر ودَاعِهِ. مرقاة المفاتيح (4/ 1553).

قوله: «أيُّ الأعمال أَحَبُّ إلى الله تعالى؟»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«أَحَبُّ الأعمال» التي يفعلها أحدكم مع غيره «إلى الله» من أيِّ عمل. فيض القدير (1/ 166).
وقال ابن رجب -رحمه الله-:
ما كان من الأعمال أحبُّ إلى الله فهو أفضل الأعمال، وهو أقربُ إلى الجنة من غيره؛ فإنّ ما كان أحب إلى الله، فعامله أقرب إلى الله من غيره. فتح الباري (4/ 208).
وقال المناوي -رحمه الله-:
إن قيل: ما الحكمة في تعبيره بالأعمال دون الأفعال؟
قلنا: وجْهُهُ: أن الفعل عام، يقال لما كان بإجادة وغيرها، وما كان بعلم وغيره، وبقصد وغيره، ومن الإنسان وغيره كالحيوان والجماد.
والعمل لا يقال إلا لما كان بإجادة وتعلُّم، وبقصد من الآدمي، كما ذكره الراغب، وقال بعضهم: العمل مقلوب عن العلم؛ فإن العلم فعل القلب، والعمل فعل الجارحة، وهو يَبْرُزُ عن فعل القلب الذي هو العلم، وينقلب منه. فيض القدير (1/ 165).
وقال الشيخ شيبة الحمد -رحمه الله-:
المحبة من اللَّه تعالى صفة ثابتة له -عز وجل-، يرضى بها عمن أحَبَّ بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف، كما قال -عز وجل-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} آل عمران: 31، وكما قال -عز وجل-: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} المائدة: 54، في آياتٍ وأحاديثَ كثيرة. فقه الإسلام شرح بلوغ المرام (2/ 65).
وقال ابن العربي -رحمه الله-:
ومحبة الله: إرادة إثابَتِهِ، وقيل: المحبة من الله هي: إرادة حب الجزاء، وكريم المآب، والبغض منه: شدة العقاب، وسوء المآب. المسالك في شرح موطأ مالك (7/ 501).
قال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
وهذا الذي قاله ابن العربي تأويل لمعنى المحبة بلازمها، وهذا غير صحيح؛ لأنه يؤدي إلى نفي صفة المحبة عن الله تعالى بمعناها الحقيقي اللائق به -سبحانه وتعالى-، فالصواب إثباتها له، كما أثبتتها النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة على المعنى اللائق به -سبحانه وتعالى-، كسائر صفاته العليَّة، من الرضا، والإرادة، والقدرة، والعلم، وغيرها من غير فَرْقٍ، ولا يلزم في ذلك تشبيهه بالمخلوقين؛ إذ صفاته تعالى لا تشبه صفات المخلوقين، كما أن ذاته تعالى لا تشبه ذواتهم، ولا فَرْق، وإنما يلزم التشبيه لو أثبتناها على المعنى الذي تُفَسَّرُ به إذا كانت للمخلوق -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-، فتَبَصَّر بالإنصاف، ولا تتحيَّر بتقليد ذوي الاعْتِساف، واسْلُك سبيل السلف، تسلم من الضلال والتَّلَف. البحر المحيط الثجاج (16/ 178).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
ومن علامات محبة الله: أن الإنسان يديم ذِكر الله؛ يذكر ربه دائمًا بقلبه ولسانه وجوارحه. شرح رياض الصالحين (3/ 516).
قوله: «قال: أنْ تموتَ ولسانُك رَطبٌ مِنْ ذكرِ الله»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«أن تموت ولسانُك» أي: والحال أن لسانَك. فيض القدير (1/ 215).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي-رحمه الله-:
قال: «أن تموت ولسانُك رَطْبٌ من ذكر الله» قال: قد أمر الله -سبحانه تعالى- المؤمنين بأن يذكروه ذكرًا كثيرًا، ومدَحَ مَن ذَكَرَه كذلك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الأحزاب: 41-42، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الجمعة: 10، وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} الأحزاب: 35، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} آل عمران: 191. البحر المحيط الثجاج (41/ 727).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«أنْ تموتَ» خطاب لغير معيَّن لكلِّ مَن يصلح للخِطَاب. التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 384).
وقال العزيزي -رحمه الله-:
«أن تموت» يعني: أن تلازم الذكر حتى يحضرك الموت وأنت ذاكر؛ فإن للذكر فوائد لا تحصى.
قال الغزالي: أفضل الأعمال بعد الإيمان ذكر الله. السراج المنير شرح الجامع الصغير (1/ 49).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«أنْ تموتَ ولسانُك رَطبٌ مِنْ ذكرِ الله» أي: قريبُ عَهْدٍ بالذكر. التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 384/385).
وقال الصنعاني -رحمه الله- أيضًا:
وهذه الأحَبِّيَّة باعتبار الذِّكر، وبالنظر إليه، أي: أحبُّ الذكر إلى الله هذا النوع منه، وهو ما يتصل بحالة الموت. التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 384/385).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
وفيه الإشارة إلى أن أفضل الأعمال ما يُختم به الأحوال. مرقاة المفاتيح (4/ 1553).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
ويحتمل: أنه إشارة إلى حديث: «من كان آخر قوله من الدنيا: لا إله إلا الله، دخل الجنة». التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 384/385).
وقال الملا القاري -رحمه الله-:
«رَطْبٌ» أي: قريب العهد، أو مُتَحَرِّكٌ طَرِيٌّ. مرقاة المفاتيح (4/ 1553).
وقال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «ولسانك رطب من ذكر الله» أي: ولسانك متحرِّك بذكر الله. المفاتيح في شرح المصابيح (3/ 143).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
قوله: «ولسانك رطب» رطوبة اللسان: عبارة عن سهولة جريانه، كما أن يُبْسَهُ عبارة عن ضدِّه، ثم إن جريان اللسان حينئذٍ عبارة عن مُدَاومته الذكر قبل ذلك، فكأنه قيل: وخير الأعمال مداومة الذكر، فهو من أسلوب قوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران: 102. شرح المشكاة (5/ 1734).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
قوله: «ولسانك رَطْبٌ» جَعَل الذكر للسان بمثابة الماء؛ وذلك لأن بالذّكر حياة القلب، كما أن بالماء حياة الأرض، فأثبتَ له الرطوبة كما هي ثابتة بالماء؛ أو لأن بالذكر يجري ماء اللسان بخلافه مع السكوت، كما قال الزمخشري: ومِن المجاز رَطُبَ لساني بذكرك.
وأصل الرطوبة -كما قال ابن سينا-: كيفية تقتضي سهولة التفرق والاتصال والتشكل، وضدها اليُبُوسة، والبِلَّةُ: الرطوبة الغريبة الجارية على ظاهر الجسم، والجَفَاف: عدم البِلَّة عمَّا من شأنه أن يبتَلَّ، انتهى. التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 384/385).
وقال الصنعاني أيضًا:
«ولسانُك رَطْبٌ من ذكر الله» حثَّ على ذكر الله، وأن يستمر حتى يوافيه الموت وهو ذاكر فيه، وظاهره أنه يكفي الذكر اللساني، وإن لم يحضر القلب، وإن كان ذلك أعلى قدرًا، أو جعل اللسان رطبة بالذكر: إما أنه يجري الرِّيق حقيقة بالذكر، أو لأنها كاليابسة عن الخير إذا لم يَذْكر. التنوير شرح الجامع الصغير (5/ 556).
وقال الزمخشري -رحمه الله-:
ومن المجاز: رَطُبَ لساني بذكرك، وترطَّبَ، وما زلْتُ أُرَطِّبُه به، وهو رَطِيبٌ به، وما رطب لساني بذكرك، إلا ما بَلَّلْتَنِي به مِن بِرِّك. أساس البلاغة (1/ 360).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
الذكر حقيقة في ذكر اللسان. سبل السلام (2/ 700).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
ويطلق ذكر الله أيضًا: ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه، أو نَدَب إليه، كتلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة.
ثم الذكر يقع تارة باللسان، ويُؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط ألا يقصد به غير معناه، وإن انْضَاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل، فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر، وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى، ونفي النقائص عنه ازداد كمالًا، فإن وقع ذلك في عمل صالح مما فُرِضَ من صلاة، أو جهاد، أو غيرهما ازداد كمالًا، فإن صحَّحَ التوجه، وأخْلَصَ لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال. فتح الباري (11/ 209).
وقال الملا القاري -رحمه الله-:
والذكر يشمل الجَلِيَّ والخَفِيَّ، واللسان يحتمل القلبي والقَالِبي، ولا منع من الجمع، بل هو أدعى إلى مقام الجمع. مرقاة المفاتيح (4/ 1553).
وقال الدهلوي -رحمه الله-:
قوله: «ولسانُك رَطْبٌ» عبارة عن سهولة جريانه من الموت، وهو كناية عن مداومة الذّكر، وقيل: أي: متحرك، وقيل: أي: قريب العهد من الموت. لمعات التنقيح (5/ 43/44).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
ويمكن أن يراد بمفارقة الدنيا: الزهد في الدنيا، وبرطْبِ اللسان: بَلِّ القلبِ بذكر المولى؛ فإن الإناء يترشَّحُ بما فيه، ومن أحبَّ شيئًا أكثر ذكره بِفِيه. مرقاة المفاتيح (4/ 1553).
وقال المناوي -رحمه الله-:
وقال بعض الصوفية: أراد «بالرطب» عدم الغفلة؛ فإن القلب إذا غَفَلَ يبس اللسان. فيض القدير (1/ 215).
وقال الشيخ فيصل ابن المبارك -رحمه الله-:
رطوبة اللسان بالذكر: عبارة عن مداومته، وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} آل عمران: 190 - 191. تطريز رياض الصالحين (ص: 785).
وقال الونشريسي -رحمه الله-:
وقد تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة أن الذّكر أفضلُ الأعمال، وأجلُّ الأقوال. المعيار المعرب والجامع المغرب (1/ 66).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
فإن الذكر هو المقصود، وسائر الأعمال وسائل إليه. مرقاة المفاتيح (4/ 1553).
وقال ابن جزي الكلبي -رحمه الله-:
واعلم أن الذكر على أنواع كثيرة: فمنها: التهليل، والتسبيح، والتكبير، والحمد، والحَوْقَلَة، والحَسْبَلَة، وذِكْرُ كل اسم من أسماء الله تعالى، والصلاة على النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، والاستغفار، وغير ذلك، ولكل ذكر خاصيته وثمرته. التسهيل لعلوم التنزيل (1/ 102).
وقال المباركفوري -رحمه الله-:
المراد بالذكر هنا: الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها، والإكثار منها، مثل: الباقيات الصالحات، وهي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وما يلتحق بها من الحَوْقَلَة، والبسملة، والحَسْبَلَة، والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة.
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
فالمهم أن الله شرع لعباده من الأذكار ما يجعلهم إذا حافظوا عليها يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم.
واعلم أن الذكر أيضًا يكون على وجهين: ذكر تام: وهو ما تواطأ عليه القلب واللسان.
وذكر ناقص: وهو ما كان باللسان مع غفلة القلب، وأكثر الناس-نسأل الله أن يعاملنا جميعًا بعفوه- عندهم ذكر الله باللسان مع غفلة القلب، فتجده يذكر الله وقلبُه يذهب يمينًا وشمالًا، في دكانه وسيارته، وفي بيعه وشرائه، لكن هو مأجور على كل حال، ولكن الذكر التام هو: الذي يكون ذكرًا لله باللسان وبالقلب، يعني أنك تذكر الله بلسانك، وتذكر الله بقلبك، فأحيانًا يكون الذكر بالقلب أنفع للعبد من الذكر المجرد، إذا تفكر الإنسان في نفسه وقلبه، في آيات الله الكونية والشرعية، بقدر ما يستطيع، حصل على خير كثير. شرح رياض الصالحين (1/ 583).
وقال التوربشتي -رحمه الله-:
قلتُ: ظاهر هذا الحديث غير مُفْتَقِرٍ إلى التفسير على وضوحه، وإنما يفتقر إلى التقرير؛ لما يعترضه من الأحاديث الواردة في أفضل الأعمال، وأَحَبِّها إلى الله، ثم للاختلاف الذي يقع في الترتيب بين تفاصيلها. الميسر في شرح مصابيح السنة (1/ 176/ 177).
وقال التوربشتي -رحمه الله-:
ووجه التوفيق بين هذه الأحاديث: أن نقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أجاب في كلٍّ منها بما عَلِمَ أنه يوافق غرض السائل، أو أجاب بما كان ترغيبًا للسائل فيما هو بصدده، أو أجابه على حسب ما عَرَفَ مِن حاله توقيفًا له على ما خفي عليه من باب الفضيلة، أو إرشادًا له إلى ما هو الأصلح له والأحرى به. الميسر في شرح مصابيح السنة (1/ 176/ 177).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
فالتوفيق بين هذه الأحاديث: أنه -عليه الصلاة والسلام- أجاب في كلٍّ منها بما كان موافقًا لغرض السائل، أو ترغيبًا له فيما هو بصدده، أو إرشادًا له إلى ما هو الأصلح. شرح المصابيح (1/ 359).
وقال التوربشتي -رحمه الله-:
وقد يقول القائل: خير الأشياء كذا، ولا يريد تفضيله في نفسه على جميع الأشياء، ولكن يريد أنه خيرها في حالٍ دون حال، ولواحد دون آخر؛ وذلك مثل قولك في موضعٍ يُحمد فيه السكوت: لا شيء أفضل من السكوت، وقولك حيث يُحمد الكلام: لا شيء أفضل من الكلام. الميسر في شرح مصابيح السنة (1/ 177).
وقال المناوي -رحمه الله-:
وفي الحديث: حث على الذكر؛ حيث علق به حكم الأحَبِّية، وكل مؤمن يرغب في ذلك كمال الرغبة؛ ليفوز بهذه المحبة، فتتأكد مداومة ذكر الله تعالى في جميع الأحوال، لكن يستثنى من الذكر: القرآن حال الجنابة بقصده، فإنه حرام، ويستثنى من عمومه أيضًا: الْمُجَامِع، وقاضي الحاجة، فيُكره لهما الذكر اللساني، أما القلبي فمستحب على كل حال. فيض القدير (1/ 166).
وقال الشيخ البراك -حفظه الله-:
وفيه من الفوائد:
ـ أن من عظيم فضل الله: تيسير أسباب الأجر.
ـ حُبّ الصحابة للخير، وحرصهم على ما يقربهم إلى الله.
ـ فضل ذكر الله.
ـ مراعاته -صلى الله عليه وسلم- للسائلين بإجابة كلٍّ بما يناسبه. الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية (ص/83/ 84).  


ابلاغ عن خطا