عن عبدِ اللهِ: «أنه ارتقى الصفا، فأخذ بلسانِهِ فقال: يا لسانُ قلْ خيرًا تغنمْ، واسكتْ عن شرٍّ تسلمْ، من قبلِ أنْ تندمَ، ثم قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: أكثرُ خطايا ابنِ آدمَ في لسانِهِ».
رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم: (10446)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم: (4584)، والشاشي في مسنده برقم: (602)، وأبو نُعَيم في الحلية (4/ 107) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (534)، صحيح الترغيب والترهيب برقم: (2872).
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«ارتقى»:
أي: صعد. معجم ديوان الأدب، للفارابي (4/ 125).
«الصفا»:
جبل بمكة. تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، لأبي حيان الأندلسي (ص: 201).
قال ياقوت الحموي -رحمه الله-:
الصفا: مكان مُرتفع من جبل أبي قُبيس بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، ومَن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود والمشعر الحرام، ومنه يبتدئ السعي بينه وبين المروة. معجم البلدان (3/ 411).
«تغنم»:
الغُنْمُ: الْفَوْز بالشَّيْء من غير مشقّة، والاغتنام: انتهاز الغُنم، يقال: اغتنم الفرصة وانتهزها بمعنى واحد. تهذيب اللغة، للأزهري (8/ 141).
واغتنم الشيء: عدَّهُ غنيمة وانتهز غَنِمَهُ. المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة (2/ 664).
«تندم»:
النَّدْمُ والنَّدَامَةُ: التَّحَسُّر من تغيُّر رأي في أَمر فَائِتٍ، قال تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} المائدة: 31. المفردات في غريب القرآن (ص:796).
شرح الحديث
قوله: «يا لسان قل خيرًا تغنم، واسكت عن شَرٍّ تسلم، من قبل أن تندم»:
قال ابن علان -رحمه الله-:
«قل خيرًا تغنم، واسكت عن شَرٍّ تسلم» فحفظ اللسان من أهم الأمور؛ لأنه ترجمان ما في القلب، وسلامته من الزلل تستلزم تثبته بقلبه، وينبغي التحفظ أيضًا مما يقوم مقام اللسان من إشارة وكتابة وغيرهما؛ فكم من ساكت هو متكلم. الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (6/ 374).
قوله: «ثم قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ أكثر خطايا ابن آدم في لسانه»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«أكثر خطايا ابن آدم من»، وفي رواية: «في لسانه»؛ لأنه أكثر أعضائه عملًا، وهو صغير جَرْمُهُ عظيم جُرمه، فمن أطلق عَذَبَةَ لسانه (أي: طرفه)، وأرسله مرخى العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار، «وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم»، ولا يُنَجَّى من شَرِّ اللسان إلا أن يلجم بلجام الشرع. فيض القدير (2/ 79).
وقال المناوي -رحمه الله- أيضًا:
«أكثر خطايا ابن آدم من لسانه»؛ لأنه أكثر الأعضاء عملًا وأصغرها جرمًا، وأعظمها زللًا. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 199).
وقال المناوي -رحمه الله- أيضًا:
فإن قيل: ما ذُكر في هذا الحديث: من أنَّ أعظم الخطايا في اللسان، وأنه إذا استقام استقامت الأعضاء، وإذا اعوجَّ اعوجَّت- يخالفه ما مرَّ في حديث: «إنَّ في الجسد مضغةً» إلى أن قال: «وهي القلب»، قلنا: اللِّسانُ تَرجُمان القلبِ، وخليفته في ظاهر البدن، فإذا أُسند الأمرُ إليه فهو مجازٌ في الحكم، كقولك: شفى الطبيبُ المريضَ. شرح الأربعين النووية (ص: 120).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«أكثر خطايا ابن آدم في لسانه» تقدم ذلك، وقد عدّ الغزالي في الإحياء للِّسان عشرين آفة:
الأولى: الكلام فيما لا يعني، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وفي حديث أنس: «أن امرأة من الأنصار قالت وقد قُتل ولدها معه -صلى الله عليه وسلم- في بعض غزواته: هنيئًا له الجنة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: وما يدريك يا أم كعب؟! لعل كعبًا قال فيما لا يعنيه أو منع ما لا يغنيه»، ويأتي حديث أبي هريرة قريبًا: «أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه».
الثانية: فضول الكلام، وهو مذموم، وهذا شامل لما لا يعني، والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة، فإن عبَّر عن حاجته بكلمتين وكان يعني واحدة كان آتيًا بفضول الكلام. واعلم أن فضول الكلام لا ينحصر؛ بل المهم محصور في كتاب الله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} النساء:114، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «طوبى لمن أمسك الفضل من كلامه، وأنفق الفضل من ماله».
الثالثة: الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي كحكاية مخالطة النساء، ومجالس الخمر، ومقامات الفساق، وتنعم الأغنياء، وتجبر الملوك، وأمورهم المكروهة، فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه وهو حرام، وأما الكلام فيما لا يعني أو أكثر مما يعني فهو ترك للأولى وليس بحرام، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضْحِكُ بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا».
الرابعة: الْمِراء والمجادلة، وذلك منهيٌّ عنه، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُمَارِ أخاك» الحديث.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من ترك الْمِراء وهو مُحِقٌّ بُنِيَ له بيت في أعلى الجنة، ومن ترك الْمِراء وهو مبطل بُنِيَ له بيت في ربض (ما حول الجنة وخارج عنها) الجنة». وحقيقية الْمِراء: كل اعتراض في كلام الغير لإظهار خلل فيه إما في اللفظ، وإما في المعنى، وأما في قصد المتكلم، وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض؛ فكل كلام سمعته إن كان حقًّا فصدِّق به، وإن كان باطلًا ولم يكن متعلقًا بأمور الدين فاسكت عنه، فإن كان في مسألة دينية فالواجب السؤال في معرض الاستفادة لا على صفة العناد والمكابرة، والتلطُّف في التعريف لا في معرض الطعن، فإذا كان مبتدعًا تَلَطَّفْ في نصحه لا بطريق المجادلة؛ لأنّ المجادلة تُخَيَّلُ إليه أنه يلتبس، وأن ذلك صفة يجلبه بها.
الخامسة: الخصومة وهي مذمومة، وهي وراء المراء والجدال؛ فإن المراء طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض؛ سواء تحقير الغير وإظهار كياسته، والخصومة لجاج في الكلام ليستوفي به حقًّا أو مالًا، وقد قالت عائشة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أبغض الخلق إلى الله الألدُّ الخصم». واعلم أن الخصومة المذمومة: الخصومة بغير حق أو بحق لكنه لا يقتصر على قدر الحاجة؛ بل يظهر الزيادة في الخصومة، أو يمزج بطلب حقه كلمات مؤذية، أو يجادل بغير علم؛ كالذي يخاصم بغير علم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله».
السادسة: التقعر في الكلام بالتشدق، وتكلف السجع والتصنع فيه، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «هلك المتنطعون» ثلاث مرات، والتنطع: هو التعمق والاستقصاء، وقال عمر: «شقاشق الكلام شقائق الشيطان»، ولا باعث على ذلك إلا الرياء وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة.
السابعة: الفحش من السب وبذاءة اللسان، وهو منهيٌّ عنه مذموم، ومصدره الخبث واللؤم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء»، وقال الأحنف بن قيس: ألا أخبركم بأدوأ الداء؟ هو اللسان البذيء والخلق الدنيء، وحقيقة الفحش: هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، ويجري أكثر ذلك في ألفاظ الوقاع، وما يتعلق به، ولأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها، وأهل الصلاح يتحاشون عنها؛ بل يُكَنُّون عنها إذا ألجأتهم الحاجة إلى التكلم بها، والباعث على الفحش: إما قصد الإيذاء أو الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق وأهل الفساد.
الثامنة: اللعن إما للحيوان أو جماد أو إنسان، وذلك مذموم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن ليس باللَّعَّان»، وقال: «لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه ولا بجهنم»، وقال حذيفة: «ما تلاعن قومٌ قط إلا حق عليهم القول»، وقال عمران بن حصين: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره إذا امرأة من الأنصار على ناقة لها؛ فضجرت منها فلعنتها؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «خذوا ما عليها وأعروها فإنها ملعونة»، قال: فكأني أنظر إلى تلك الناقة تمشي في الناس لا يتعرض لها أحد، وقال أبو الدرداء: ما لعن أحد الأرض إلا قالت: لعن الله أعصانا لله، واللعن: عبارة عن الإبعاد والطرد من الله، وذلك غير جائز إلا على من يتصف بصفة تبعده عن الله؛ وهو الكفر والظلم.
التاسعة: الغناء والشعر؛ فالغناء قد عرفت من الأحاديث الدالة على أنه مذموم، والشعر يذم منه إن كان فيه فحش أو ذم لمن لا يستحق أو نحوه، وليس نظم الشعر وإنشاده حرام؛ إذ قد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسان بِهَجْوِ الكفار، ومدحه كعب وسمع نشيده، وكانوا ينشدون عنده فيقرهم، وقد كان يَسْتَنْشِدُ أحيانًا كاستنشاده شعر أمية بن أبي الصلت.
العاشر: المزاح والمجون إلا اليسير منه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تمار أخاك ولا تمازحه»، والمنهي عنه: الإكثار منه، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يمزح نادرًا، ولا يقول إلا حقًّا.
الحادية عشرة: السخرية والاستهزاء، وهو محرم، قال تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ…} الحجرات:11، الآية، ومعنى السخرية: الاستحقار والإهانة، والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في القول والفعل، وقد يكون بالإشارة والإيماء، وإذا كان بحضرة المستَهْزَأِ به لم يكن غيبة، وفيه معنى الغيبة.
الثانية عشر: إفشاء السر، وهو منهيٌّ عنه؛ لما فيه من الإيذاء والتهاون بحق المعارف والأصدقاء، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهو أمانة»، وقال الحسن: «إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك»، وهو حرام إذا كان فيه إضرار، ولؤم إذا لم يكن فيه إضرار.
الثالثة عشر: الوعد الكاذب، فإن اللسان سباقة إلى الوعد، وربما لا تساعد النفس على الوفاء فيكون الوعد خلفًا؛ وذلك من علامات النفاق، وقد قال تعالى: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} المائدة:1، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الوعد عَطِيَّة؛ فعلى الواعد أن يفي»، إلا أن يتعذر الوفاء؛ فإذا وعد ونيته الإخلاف فهذا هو النفاق.
الرابعة عشر: الكذب في القول واليمين، وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب، وحرمة الكذب معلومة لا تحتاج إلى سرد الدليل، والتفصيل فيه معروف، والمستثنى منه المجَوَّز ثلاثة مواضع.
الخامسة عشر: الغيبة، وحرمتها معلومة، وحقيقة الغيبة: أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه؛ سواء ذكرت نقصًا في بدنه، أو في نسبه، أو في خَلْقه أو في فعله، أو في دينه، أو دنياه حتى في ثوبه، وداره ودابته، وليست خاصه باللسان، وإنما هي الأصل في التعيين، وإلا فالفعل كالقول، والإشارة والإيماء والغمزة والكتابة والحركة، وكل ما يفهم المقصود به، وكذا الغيبة في الكتاب، فإن القلم أحد اللسانين، والغيبة إنما تكون لشخص معين إما حي أو ميت؛ إلا إذا قال: قال: بعض القوم، أو قال قوم، أو فعل قوم، فإنه جائز؛ كان -صلى الله عليه وسلم- إذا كَرِهَ أمرًا قال: «ما بال أقوام يفعلون كذا، أو يقولون كذا»...
السادسة عشر: النميمة، قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الهمزة:1، والأحاديث الدالة على تحريمها واسعة جدًّا، وحقيقة النميمة: نقل قول الغير إلى المقول فيه، هذا غالب ما يطلق عليها، وليست خاصة بالقول؛ بل حدها كشف ما يكره كشفه؛ سواء كره المنقول عنه، أو المنقول إليه، أو كره ثالث، وسواء أكان الكشف بالقول أو الفعل أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء، وسواء كان المنقول من الأقوال، أو الأفعال، وسواء كان ذلك عيبًا أو نقصانًا عن المنقول عنه، أو لم يكن؛ بل حقيقة النمامة إفشاء السر، وهتك الستر عما يكره كشفه؛ بل كل ما رآه الإنسان من أقوال الناس؛ فينبغي أن يسكت عنه إلا فيما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية.
والباعث على النميمة: إما إرادة السوء بالمحكي، أو إظهار الحب للمحكي له، أو التفرح بالحديث والخوض في فضول الكلام.
السابعة عشر: كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعادين، ويكلم كل واحد بكلام يوافقه، وقلَّ ما يخلو عنه من يساعد متعاديين، وذلك من النفاق، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من شر عباد الله يوم القيامة ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».
الثامنة عشر: المدح؛ فإنه مذموم في بعض المواضع.
التاسعة عشر: إطلاق اللسان، إما في العلم، أو غيره مما يجوز مع الغفلة عما في فحوى الكلام من الخطأ؛ لا سيما فيما يتعلق بصفات الله، وأمور الدين، وقد نبه -صلى الله عليه وسلم- على الدقيق منه؛ فقال: «لا يقول أحدكم: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله تعالى ثم شئت»؛ وذلك لأنّ في العطف بالواو تسوية الشركاء، فكيف من يقول: أنا على الله وعليك، وأنا بالله وبك، ونحو ذلك من كلام تقشعر منه الجلود، ويحكم عليه بالتحريم؟
العشرون: سؤال القوم عن صفات الله، والخوض منهم في ذلك لإلقاء الدقائق والأشياء الغامضة؛ فهذه جملة لطيفة من آفات اللسان، وهي أضعاف ما ذكرنا، وفيما ذكرناه معرفة أن أكثر خطايا بني آدم في اللسان. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 36-43).
وقال الغزالي -رحمه الله-:
وقال أبو هريرة: «أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضًا في الباطل»، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} المدثر: 45، وبقوله تعالى: { فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ} النساء: 140 ، وقال سلمان: «أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا في معصية الله»، وقال ابن سيرين: كان رجل من الأنصار يمر بمجلس لهم فيقول لهم: توضؤوا؛ فإن بعض ما تقولون شر من الحدث.
فهذا هو الخوض في الباطل، وهو وراء ما سيأتي من الغيبة والنميمة والفحش وغيرها، بل هو الخوض في ذكر محظورات سبق وجودها، أو تدبر للتوصل إليها من غير حاجة دينية إلى ذكرها، ويدخل فيه أيضًا الخوض في حكاية البدع والمذاهب الفاسدة، وحكاية ما جرى من قتال الصحابة على وجه يوهم الطعن في بعضهم، وكل ذلك باطل، والخوض فيه خوض في الباطل، نسأل الله حسن العون بلطفه وكرمه. إحياء علوم الدين (ص: 6).