الإثنين 24 رمضان 1446 هـ | 24-03-2025 م

A a

‌قال لنا رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ المسجدَ فلا تَمَسَّ طِيبًا».


رواه مسلم برقم: (443)، من حديث زينب امرأة ابن مسعود -رضي الله عنهما-.


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«شَهِدَتْ»:
أي: حضرت. المفاتيح، للمظهري (2/ 219).
وقال الجوهري -رحمه الله-:
يُقال: شهده شهودًا؛ أي: حضره، فهو شاهد، وقوم شهود، أي: حضور. الصحاح، للجوهري (2/ 494).

«تَمَسَّ»:
الميم والسين أصل صحيح واحد؛ يدل على جس الشيء باليد. مقاييس اللغة، لابن فارس (5/ 271).


شرح الحديث


قولها: «قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-»:
قال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«قال لنا» معاشر النساء. الكوكب الوهاج (7/ 264).

قوله: «‌إِذَا ‌شَهِدَتْ ‌إِحْدَاكُنَّ ‌الْمَسْجِدَ»:
قال النووي -رحمه الله-:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: «‌إذا ‌شهدت ‌إحداكن ‌المسجد» معناه: إذا أرادت شهوده. شرح مسلم (4/ 163).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«إذا شهدت إحداكن المسجد» أي: أرادت حضور المسجد. شرح المصابيح (2/ 96).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«إذا شهدت إحداكن المسجد» أي: إذا أرادت إحداكن حضور المسجد لجماعة الصلاة. الكوكب الوهاج (7/ 264).
وقال موسى شاهين -رحمه الله-:
معناه: إذا أرادت شهودها، أما من شهدتها، ثم عادت إلى بيتها فلا تمنع من التطيب. فتح المنعم شرح صحيح مسلم (2/ 611).
وقال الدهلوي -رحمه الله-:
قوله: «‌إذا شهدت إحداكن» يدل على الشهود جزمًا، لكن المنهي عنه مس الطيب؛ ولذا لم يقل: إن شهدت. لمعات التنقيح (3/ 204).

قوله: «‌فَلَا ‌تَمَسَّ ‌طِيبًا»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«‌فلا تمسَّ» بالفتح «‌طيبًا»؛ لأنه سبب لزيادة الفتنة. مرقاة المفاتيح (3/ 837).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«فلا تمس» تلك الإحدى، وفي بعض النسخ «فلا تمسنَّ» بزيادة نون التوكيد الثقيلة «طيبًا» أي: لا تلطخ به خوفًا من افتتان الرجال بها. الكوكب الوهاج (7/ 264).
وقال الشيخ محمد بن على الإتيوبي -رحمه الله-:
قوله: «‌فلا تمسَّ طيبًا» وفي نسخة: «‌فلا تمسن» بنون التوكيد.
تنبيه: قوله: «‌فلا تمس» (لا) ناهية، والفعل مجزوم بها، فيجوز في سينه المشددة الكسر، وهو الأصل، والفتح؛ للتخفيف. البحر المحيط الثجاج (10/ 325).
قال ابن هبيرة -رحمه الله-:
في هذا الحديث كراهية الطيب للنساء اللاتي يشهدن الجماعة، فإذا خالفت امرأة وتطيبت فلا تشهد الجماعة حتى يذهب ريح الطيب، وهذا لأنه يوجب الالتفات إليها، ويثير الشهوة، ويشعر بممرها المطرِق عن مثلها والأعمى بما ينبه على نفسها بريحها. الإفصاح عن معاني الصحاح (8/ 33).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
ونهي النبي -صلى الله عليه وسلم- للنساء عن الخروج إلى المساجد إذا تطيبن أو تبخرن؛ لأجل فتنة الرجال بطيب ريحهن، وتحريك قلوبهم وشهواتهم بذلك؛ وذلك لغير المساجد أحرى، وفي معنى الطيب: ظهور الزينة وحسن الثياب وصوت الخلاخيل والحلي، وكل ذلك يجب منع النساء منه إذا خرجن بحيث يراهن الرجال، وقد قال محمد بن سلمة: يمنع الخروج إلى المسجد الجميلة المشهورة؛ لما يخشى من فتنتها. إكمال المعلم (2/ 355).
وقال النووي -رحمه الله-:
إذا أرادت المرأة حضور المسجد كره لها أن تمس طيبًا، وكره أيضًا الثياب الفاخرة. المجموع شرح المهذب (4/ 199).
وقال ابن دقيق العيد -رحمه الله-:
فأُلحق بالطيب ما في معناه، فإن الطيب إنما منع منه لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سببًا لتحريك شهوة المرأة أيضًا، فما أوجب هذا المعنى التحق به، وقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة». ويلحق به أيضًا: حسن الملابس، ولبس الحلي الذي يظهر أثره في الزينة. إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 197).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«فلا تمس طيبًا»؛ لأنه سبب للفتنة. شرح المصابيح (2/ 96).
وقال الفيومي -رحمه الله-:
ويلحق بالطيب ما في معناه كما تقدم؛ لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سببًا في تحريك شهوة المرأة، وما كان موجبًا لهذا المعنى التحق به. فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (9/ 95).
وقال الشوكاني -رحمه الله-:
ونُهين عن التطيب كما في رواية مسلم المتقدمة عن زينب امرأة ابن مسعود؛ لئلا يحركن الرجال بطيبهن. نيل الأوطار (3/ 157).
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
إذا خرجت على صفة ليست فيها فتنة، لا من جهة الطيب، ولا من جهة عدم التستر، فلا حرج؛ لأنهن قد يستفدن من الصلاة مع الجماعة، يعرفن: كيف الصلاة، وكيف ترتيبها، والخشوع فيها، والطمأنينة، قد يكون هناك حديث وموعظة يسمعنها فينتفعن بها. وصلاتهن في البيوت أفضل؛ لأن ذلك أبعد من الفتنة.الإفهام في شرح عمدة الأحكام (ص163).


ابلاغ عن خطا