الجمعة 28 رمضان 1446 هـ | 28-03-2025 م

A a

«رَغِمَ أنفُ، ثم رَغِمَ أنفُ، ثم رَغِمَ أنفُ، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: مَن أَدْرَكَ أبويه عندَ الكِبَرِ، أَحدهما أو كليهما فلم يدخلِ الجنةَ».


رواه مسلم برقم: (2551)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«رَغِمَ أَنْفُ»:
يقال...وأَرغم اللّه أَنفه أي: ‌أَلصقه ‌بالرّغام وهو التراب. هذا هو الأصل ثم استعمل في الذُّل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كُره. النهاية، لابن الأثير (3/ 238).

«أَدْرَكَ أبويه»:
أي: لَحِقَ حياتهما. دليل الفالحين، لابن علان (3/ 151).

«الكِبَرِ»:
بكسْرٍ ففتْحٍ، يُقال: كَبِرَ الصَّبيُّ وغيره يَكْبَرُ مِن باب تَعِبَ، مَكْبِرًا مثل مسجِدٍ، وَكِبَرًا وِزَانُ عِنَبٍ، فهو كبيرٌ، وجَمْعُهُ كِبَارٌ، والأنثى كَبِيرَةٌ. المصباح المنير، للفيومي (2/ 523).


شرح الحديث


قوله: «رَغِمَ أَنْفُ، ثم رَغِمَ أَنْفُ، ثم رَغِمَ أَنْفُ»:
قال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«رغمَ أنفُ» بترك التنوين؛ لإضافته إلى «مَن أدرك...» إلخ مقدَّرًا، وفي الرواية التالية: «رغِمَ أنفُه...» إلخ. البحر المحيط الثجاج (40/253).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
المضاف إليه وهو «مَن أدرك أبويه» محذوفٌ عن كلِّ واحدٍ من الأَوَّلَيْن، بقرينة الثالث. مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار (3/28).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
قوله «رَغِمَ أَنْفُ» إلخ.
قال الدهني: هكذا وجدناه في نُسَخٍ متعدِّدة بلا تنوين فأبقيناه على حاله، وإن القاعدة تقتضي تنوين هذه الكلمات الثلاث، كما في قوله تعالى: {وَكُلًّا آتَينَا} الأنبياء: 79، وكقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآتي: «لا يدخل الجنة قاطعٌ». اهـ
قلتُ: هذا لم يخالف القاعدة النحوية؛ لأنه من باب حذف المضاف إليه ونيَّة لفظه؛ لأن أصله: رَغِمَ أَنْفُ مَن أدرك والديه فلم يدخل الجنة. الكوكب الوهاج (24/279).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«ورَغِمَ أَنْفُ» أي: إنه مدعوٌ عليه، أو مخبَرٌ عنه بلزوم ذلٍّ وصغارٍ لا يُطاق. فيض القدير (4/34).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
المعنى: لَصِقَ أنفُ مَن أدرك أبويه بالرَّغَام وهو تراب مختلِط بالرمل، والمراد منه الذلُّ، وهذا يحتمل أنْ يكون إخبارًا يعني: أذلَّ الله مَن قصَّر في خدمة أبويه أو أحدهما، بأن لا يدخل الجنة، ويكون مُؤَوَّلًا بعدم دخوله قبل العقوبة، أو محمولًا على ظاهرِه على قول مَن يقول بالأعراف.
ويحتمل: أنْ يكون دعاءً عليه. مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار (3/28).
وقال النووي -رحمه الله-:
«رَغِمَ أَنْفُ» قال أهل اللغة: معناه: ذُلَّ، وقيل: كُرِهَ وخُزِيَ، وهو بفتح الغين وكسرها، وهو الرُّغم بضم الراء وفتحها وكسرها، وأصله: لَصِقَ أنفه بالرَّغام، وهو تراب مختلِط برَمْلٍ، وقيل: الرُّغم: كلُّ ما أصاب الأنف مما يؤذيه. شرح مسلم (16/108- 109).
وقال المناوي -رحمه الله-:
كرره ثلاثًا؛ لزيادة التنفير والتحذير. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/34).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«ثم رَغِمَ أَنْفُ ثم رَغِمَ أَنْفُ» كرّره تأكيدًا للأول. الكوكب الوهاج (24/278).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«ثم» للتراخي في الدعاء. دليل الفالحين (3/151).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
يحتمل: أن يكون تكرار الدعاء برغم الأنف على هذا النوع من الإنسان فقط.
ويحتمل: أيضًا أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا في كل مرّة على نوعٍ مستقل، وهذا الثاني هو الظاهر مما أخرجه الترمذي من طريق سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة ولفظه: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أدْرَكَ عنده أبواه الكَبِرَ فلم يُدْخِلَاه الجنة». الكوكب الوهاج (24/279).
وقال المناوي -رحمه الله-:
قال بعضهم: والنبي رؤوف رحيم أُرْسِلَ رحمة للعالمين، فدعاؤه هنا على مَن آمن ببُعْدِ الرحمة لعله فيمَن اشتغل بشهواته عن مرضات ربه بعدما دلَّه على سبيل الفلاح فتجَافَى عنه فكأنه أَبَى إلا النار بإِكْبَابه على العصيان، والتمرُّد على الرحمن، فلم يستوجِب الغفران. فيض القدير (4/34).

قوله: «قيل: مَن يا رسول الله؟»:
قال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«قيل» له -صلى الله عليه وسلم-، ولم أرَ مَن ذكر اسم القائل. «منْ» هو؟ أي: مَن ذلك المرغُوم «يا رسول الله؟ قال» رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذلك المرغوم «مَن أدرك أبويه». الكوكب الوهاج (24/278).

قوله: «قال: مَن أدرك أبويه عند الكِبَرِ، أحدهما أو كليهما»:
قال ابن علان -رحمه الله-:
«مَن» أيّ شَخْصٍ مُكَلَّفٍ «أدْرَكَ أبويه» أي: حياتهما. دليل الفالحين (3/151).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«عند الكِبَرِ» أي: عند كِبَرِ سِنِّهما. الكوكب الوهاج (24/278).
وقال المناوي -رحمه الله-:
قُيِّد به مع أن خدمة الأبوين ينبغي المحافظة عليها في كل زمن؛ لشدة احتياجهما إلى البِرِّ والخدمة في تلك الحالة. فيض القدير (4/34).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«عند الكِبَرِ» قال العاقولي: وفي رواية: «عنده الكِبَرَ» بزيادة هاء، قال: ومعناه: على حذفها أن يدرك هو والديه عند كبرهما، وإن كانا غَنيَّيْنِ عنه بمالهما، وعن خدمته لهما بما لهما مِن خادم، ومعناه على تلك الرواية: أن يُدركهما الكِبَرُ وهما عنده وفي مَؤُونته محتاجين إليه. اهـ.
والتقييد به؛ لأن الابتلاء بهما حينئذٍ أتمّ لمزيد حاجتهما؛ لضعفهما، فكان القيام بحقهما حينئذٍ آكد كما قاما بحق الابن حين زِيْدَ حاجته وافتقاره، وإلا فوجدانهما ولو حال الشباب لهما مطلوب من الابن العناية بهما ومزيد برّهما، لكن التقييد بالكِبَرِ لمزيد التأكيد لكمال الحاجة. دليل الفالحين (3/151).
وقال ابن علان -رحمه الله- أيضًا:
قوله: «أحدُهما أو كلاهما» بالرفع فيما وقفْتُ عليه من النُّسَخ وهو محتمل؛ لكونه مبتدأ محذوف الخبر: أي أحدهما أو كلاهما سواء فيما ذُكِرَ، أو فاعلًا لمحذوف أي: ليستوي أحدهما أو كلاهما في ذلك، وأَعْرَبَهُ العاقولي فاعلًا للظرف؛ لكونه حالًا، ثم حبَّذَ كونه خبر مبتدأ محذوف، و«كلاهما» معطوف عليه، قال: وهذه الجملة بيان لقوله: «مَن أدرك والديه»...، وفي التعقيب به («كلاهما») دفعٌ لِتَوَهُّم قَصْرِ الْمَذَمَّة على مَن قصَّر في البِرِّ عند اجتماعهما دونه مع أحدها. دليل الفالحين (3/151).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«أحدهما أو كلاهما» بالرفع فيهما، هكذا في جميع روايات مسلم، وفي كتاب الحميدي وجامع الأصول، و«أحدهما» فاعل للظرف وهو «عند»، أو خبر مبتدأ محذوف، يعني: مدركه أحدهما أو كلاهما، وهذه الجملة بيان لقوله: «مَن أدرك أبويه».
والمذكور في بعض نُسَخِ المصابيح والمشارق: «أحدهما أو كليهما» بالنصب، فيكون بدلًا من «أبويه». مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار (3/28).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
وقوله: «أحدهما أو كليهما» كذا الروايات الصحيحة بنصب أحدهما وكليهما؛ لأنَّه بدل من والديه المنصوب بـ«أدرك»، وقد وقع في بعض النُّسَخِ: «أحدهما أو كلاهما» مرفوعَين على الابتداء، ويُتكلَّف لهما إضمار الخبر، والأول أَوْلَى. المفهم (6/ 519).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
قوله: «أحدهما أو كليهما» بدل من أبويه أي: أدرك حياة أحدهما أو حياة كلٍّ منهما. الكوكب الوهاج (24/278).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
و«أو» هنا للتقسيم لا للشك. البحر المحيط الثجاج (40/255).

قوله: «فلم يَدْخُل الجنة»:
قال ابن علان -رحمه الله-:
«فلم يَدْخُل الجنة» عطف على «أدرك»، والعطف بالفاء فيه إشعار بحصول الجنة بالفضل الإلهي للبارِّ بأبويه أو أحدهما عَقِبَ مفارقة الحياة؛ وذلك بعرْضِ مقامه عليه وتبشيره بما يؤول إليه. دليل الفالحين (3/151).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«ثم لم يَدْخُل الجنة» أي: لم يخدمهما ويحسن إليهما حتى يدخل بسببهما الجنة. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/34).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«فلم يَدْخُل الجنة» بالإحسان إليهما وطاعتهما، يعني: لم يَبرَّ ولم يَدْخُل، ومنه يستفاد أنَّ بِرَّهما سبب دخول الجنة. الكوكب الوهاج (24/278).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
قوله: «ثم لم يَدْخُل الجنة» معناه: دخل النار؛ لانحصار منزلَتَي الناس في الآخرة بين جنة ونار، كما قال: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير} الشورى:7، فمَن قيل فيه: لم يدخل النار منهم إنه في الجنة وبالعكس...، ومعناه: أن المبالغة في بِرِّ أحد الأبوين -عند عدم الآخر- يُدْخِلُ الولدَ الجنة، كالمبالغة في بِرِّهما معًا، ويعني بهذه المبالغة: الْمَبَرَّة التي تتعيَّن لهما في حياتهما، وقد يتعيَّن لهما أنواع من البِرِّ بعد موتهما، كما قد فَعَلَ عبد الله بن عمر مع الأعرابي الذي وصله بالعمامة والحمار، ثم ذكر ما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك. المفهم (6/519).
وقال البيضاوي -رحمه الله-:
مَن أدرك أبويه أو أحدهما في كِبَرِ السِّن ولم يَسْعَ في تحصيل مآربه والقيام بخدمته فيستوجِب له الجنة، جعل دخول الجنة بسبب ما يُلابِسُ الأبوين، وما هو بسببهما بمنزلة ما هو بفعلهما، ومسبب عنهما. تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (1/308).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«فلم يدخِلاه الجنة»؛ لعقوقه لهما، وتقصيره في حقهما، وهو إسناد مجازي يعني: ذلَّ وخَسِرَ مَن أدرك أبويه أو أحدهما في كِبَرِ السِّن ولم يسعَ في تحصيل مآربه والقيام بخدمته فيستوجب الجنة، جعل دخول الجنة بما يُلابِسُ الأبوين، وما هو بسببهما بمنزلة ما هو بفعلهما ومسبب عنهما، وتعظيمهما مستلزم لتعظيم الله؛ ولذلك قَرَنَ تعالى الإحسان إليهما وبرّهما بتوحيده وعبادته، فمَن لم يغتنم الإحسان إليهما سيَّما حال كِبَرِهِمَا فجدير بأن يُهان ويحقر شأنه. فيض القدير (4/34).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
فالوالدان بابان من أبواب الجنة، فإذا أحسن الإنسان إلى الوالدين دعَوَا له وكان ذلك سببًا في دخوله الجنة. شرح رياض الصالحين (13/19).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
فيه: فضل البِرِّ وعظيم أجره، وأن بِرَّهما يدخله الجنة، فمَن فاته ذلك وقصَّر فيه فقد فاته خير كثير. إكمال المعلم (8/14).
وقال القاضي عياض -رحمه الله- أيضًا:
وظاهره (أي: الحديث): أن بِرَّهما مكفِّر لكثير من السيئات وراجحٌ بها، وأنه لا يمنعه دخول الجنة إلا التقصير في حقهما، أو التكثير من الكبائر التي ترجّح برهما في ميزانه، لا سيما إذا أدركهما عند الكِبَرِ، وضَعفَا عن الكسب والتصرف، واحتاجَا إلى خدمتهما والقيام عليهما. إكمال المعلم (8/14).
وقال ابن هبيرة -رحمه الله-:
في هذا الحديث من الفقه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كرَّر ذكر إرغام الأنف ثلاثًا لمن أدرك أبويه أحدهما فلم يدخل الجنة؛ لأنه قد وَجَدَ بوجودهما أو وجود أحدهما بابًا مفتوحًا إلى الجنة يدخل منه، وهو بِرُّهما، أو بِرُّ أحدهما، فإذا لم يفعل استحقَّ دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لو امتثل أمر الله في طاعتهما بعد الإيمان به لأحْبَطَ ذلك عنه حالَ السوء، وتُضاعف له درجات الخير، فإذا بلغ من الخذلان إلى أنه لم يمتثل أمر ربه في طاعة والديه، ولم يعرف لهما إحسانهما المتقدِّم من حقِّه، ولم يلحقه عليهما رأفة حين ضعفهما، يماثل بها رأفتهما عليه حين ضعْفه، فقد فاتته ثلاث درجات، فكان قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «رغم أنفه» ثلاث مرات كل واحدة منهن في جواب إخلاله بحال تُوجِب عليه بِرَّهما.
الأول: وصية الله إياه في الإحسان إليهما.
والثانية: مكافأتهما في إحسانهما إليه.
والثالثة: عدم رحمتهما مع الكِبَرِ. الإفصاح عن معاني الصحاح (8/ 91-92).
وقال النووي -رحمه الله-:
وفيه: الحث على بِرِّ الوالدين، وعظم ثوابه، ومعناه: أن برهما عند كِبَرِهِمَا وضعْفِهِما بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك سبب لدخول الجنة، فمَن قصَّر في ذلك فاته دخول الجنة، وأَرْغَمَ الله أَنْفَهُ. شرح مسلم (16/109).
وقال فيصل ابن المبارك -رحمه الله-:
فيه: البشارة لمن بَرَّ بوالديه بدخول الجنة، خصوصًا عند كِبَرِهما وضَعْفِهما. تطريز رياض الصالحين (223).
وقال صفي الرحمن المباركفوري -رحمه الله-:
وفي الحديث: دليل على أن عدم البر والإحسان إلى الأبوين من جملة أسباب الحرمان من الدخول في الجنة، ففيه عِظَم شأنهما، فليتنبه. منة المنعم في شرح صحيح مسلم (4/170).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
في فوائده (أي: هذا الحديث):
منها: بيان تأكُّد حقوق الوالدين، ولا سيما بعد كِبَرِهِما، وقد قرَنَهُ الله تعالى بعبادته، فقال -عزَّ وجلَّ-: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} النساء:36.
ومنها: بيان تحريم عقوقهما، وأنه من كبائر الذنوب.
ومنها: بيان شدة اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتعليم أُمَّته، فكان يَبْدَؤُهم ببيان الأحكام وإن لم يسألوه. البحر المحيط الثجاج (40/258).


أحاديث ذات صلة

ابلاغ عن خطا