«أنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم- بَعَثَهُ وَمُعَاذًا إلى اليمنِ، فقال: «يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا، وبَشِّرَا ولا تُنَفِّرَا، وتَطَاوَعَا ولا تَخْتَلِفَا».
رواه البخاري برقم (3038) ومسلم برقم: (1733)، من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«وتطاوعا»:
أي: توافقا في الحكم، ولا تختلفا. فتح الباري، لابن حجر (13/ 162).
وقال أبو موسى المديني -رحمه الله-:
يُقال: طَاعَ له يَطُوعُ ويَطِيعُ ويَطَاعُ: إذا انقاد له، وأقرَّ بما يريد. المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث(2/ 370).
وقال ابن فارس -رحمه الله-:
الطاء والواو والعين أصل صحيح واحد يدل على الإصحاب والانقياد، يقال: طاعه يطوعه: إذا انقاد معه ومضى لأمره، وأطاعه بمعنى: طاع له، ويقال لمن وافق غيره: قد طاوعه. مقاييس اللغة (3/ 431).
شرح الحديث
قوله: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه ومعاذًا إلى اليمن»:
قال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«بعثه» أي: بعث أبا موسى «ومعاذًا» بن جبل -رضي الله تعالى عنهما- «إلى اليمن» عاملين للدعوة إلى التوحيد وتعليم الناس شرائع الدّين، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قسَّم اليمن إلى جهتين.الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (19/ 100، 101).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
وكانت جهة معاذ العليا إلى صوب عدن، وكان من عمله الجَند -بفتح الجيم والنون-، وله بها مسجد مشهور إلى اليوم، وكانت جهة أبي موسى السُّفلى، والله أعلم. فتح الباري (8/ 61).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
(وذلك) قبل حجة الوداع. إرشاد الساري (9/ 75).
وقال محمد عبد العزيز الخولي -رحمه الله-:
كان من عادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث وِلَاته وعماله إلى الأقطار المختلفة أن يزودهم بالنصائح؛ حتى يكونوا للناس قدوة حسنة، ويجمعوا قلوبهم على الإسلام، فلما بعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن كلًّا منهما على مخلاف فيها -إقليم- زودهما بهذه النصيحة، فأمرهما بثلاثة، ونهاهما عن ثلاثة. الأدب النبوي (ص: 102).
قوله: «يسِّرا ولا تُعسِّرا»:
قال ابن الملقن -رحمه الله-:
ومعنى «يسِّرا» خُذا بما فيه التيسير. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (18/ 242).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«يسِّرا» بالمثناة تحت والسين المهملة، أي: اعملوا بالتيسير في أموركم. شرح سنن أبي داود (18/ 529).
وقال العيني -رحمه الله-:
«يسِّرا» بِالْيَاءِ آخر الحروف والسِّين الْمُهْملَة، معناه: خذا بِمَا فِيهِ التَّيْسِير. عمدة القاري (14/ 281).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
أي: سهِّلوا الأمر على الناس في طلب الحقوق مثل أخذ الصدقات والخراجات ونحوها. لمعات التنقيح (6/ 484).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«يسِّرا» على الناس فيما أُمِرْتُمَا به وفيما نُهِيتُمَا عنه. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (19/ 101).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
أي: خُذا بما فيه اليسر والسهولة. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (30/ 333).
وقال المظهري -رحمه الله-:
يعني: سهِّلوا عليهم أمورهم بأن تأخذوا منهم الزكاة على سهولة وتلطف. المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 309).
وقال العيني -رحمه الله-:
قَوْله: «وَلَا تعسِّرا» من التعسير، وَهُوَ التَّشْدِيد والتصعيب. عمدة القاري (14/ 281).
وقال محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«وَلَا تعسِّرا» أي: لا تأخذا بما فيه الشدة. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (30/ 333).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«وَلَا تعسِّرا» عليهم بأن تأخذوا أكثر مما يجب عليهم، وتتبعوا عوراتهم. شرح المصابيح (4/ 270).
وقال المظهري -رحمه الله-:
لا تظلموهم بأن تأخذوا أكثر مما يجب عليهم، ولا تتبعوا عوراتهم. المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 309).
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
المراد عَلِّمُوهم ما يلزمهم من أمور دينهم، وسهِّلوا عليهم، واسلكوا طريق الرفق في التعليم، ولا تشددوا عليهم، وتَلْقَّوْهُمْ بما يكرهون، فينفروا من قَبُولِ الدِّينِ واتباعِ الهدى. الشافي في شرح مسند الشافعي (1/ 142).
وقال المناوي -رحمه الله-:
أي: سهِّلوا على الناس، ولا تنفروهم بالتعسير والتشديد. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 242).
وقال محمد الأُبي -رحمه الله-:
وليس من التعسير ما يذكر الفقهاء من الصور الواقعة، كبعض صور الترتيب في المنسيات، كمسألة الحملاء، وغير ذلك. إكمال إكمال المعلم (5/51).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
قال الطبري: المراد بالأمر بالتيسير فيما كان من النوافل مما كان شاقًا؛ لئلا يفضي بصاحبه إلى الملل فيتركه أصلًا، أو يعجب بعمله فيحبط فيما رخص فيه من الفرائض، كصلاة الفرض قاعدًا للعاجز، والفطر في الفرض لمن سافر فيشق عليه.
وزاد غيره في ارتكاب أخف الضررين إذا لم يكن من أحدهما بُدٌّ، كما في قصة الأعرابي حيث بال في المسجد. فتح الباري (10/ 525).
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا» أي: خُذَا بما فيه اليُسْر، وأخذهما ذلك هو عَيْنُ تركهما للعُسْر. عمدة القاري (24/ 251).
قال القسطلاني -رحمه الله-:
وفائدة قوله: «ولا تُعَسِّرَا»: التصريح باللازم تأكيدًا؛ ولأن المقام مقام إطناب لا إيجاز. إرشاد الساري (9/ 75).
قوله: «وبشِّرا ولا تنفرا»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
«وبشِّرا» بالموحدة والشين المعجمة من التبشير، وهو إدخال السرور. إرشاد الساري (5/ 158).
وقال الشيخ موسى شاهين -رحمه الله-:
التبشير في الأصل: الإخبار بخبر يظهر أثره على البشرة، خيرٌ أو شرٌّ، لكنه غُلِّب على خبر الخير، وهو المراد هنا. فتح المنعم شرح صحيح مسلم (7/ 90).
وقال المظهري -رحمه الله-:
يعني: بشِّروا الناس بالأجر على الطاعات، وعلى إعطائهم الزكاة والصدقة، وغيرهما من الخيرات. المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 309).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
أي: بشِّروا مَنْ لقيتموهم بجسيم فضل اللَّه وعظيم ثوابه. شرح سنن أبي داود (18/ 529).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
«وبشِّرا» الناس بجزيل عطاء الله وسِعَةِ رحمته. إرشاد الساري (9/ 75).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
أي: بشِّروا الناس بقبول الله الطاعات وإثابته عليها، وتوفيقه للتوبة من المعاصي، وعفوه ومغفرته. لمعات التنقيح (6/ 484).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
أي: بشِّروا العباد بكل خير من ربهم. التحبير لإيضاح معاني التيسير (4/ 446).
وقال السهارنفوري -رحمه الله-:
أي: (بشّرا) المسلمين بقبول الطاعة عند الله. بذل المجهود في حل سنن أبي داود (13/ 256).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
«ولا تنفِّرا» من التنفير، أي: لا تذكرا شيئًا يهربون منه، ولا تقصدا ما فيه الشدة. إرشاد الساري (5/ 158).
وقال المظهري -رحمه الله-:
ولا تخوفوهم بأن تجعلوهم قانطين آيسين من رحمة الله بأن فعلوا ذنوبًا. المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 309).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
بذكر التخويف وأنواع الوعيد والعقاب المحض اللازم من غير ضمِّه إلى شيء من البشارة بعفو اللَّه تعالى ومغفرته. شرح سنن أبي داود (18/ 529).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
أي: لا تخوِّفهم بالمبالغة في إنذارهم حتى تجعلوهم قانطين من رحمة الله بذنوبهم وأوزارهم، أو بشِّروهم على الطاعة بحصول الغنائم وغيرها في البلاد، ولا تنفِّروهم بالظلم والغلاظة عن الانقياد. مرقاة المفاتيح (6/ 2421).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
لا تنفِّروهم بالتخويف والوعيد، بل لكل مَقام مقال. التحبير لإيضاح معاني التيسير (4/ 446).
وقال السهارنفوري -رحمه الله-:
أي: لا تخوِّفوا بالإنذار والإقناط. بذل المجهود في حل سنن أبي داود (13/ 256).
وقال محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«ولا تنفِّرا» عن الدِّين بذكر عقوبته تعالى. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (19/ 101).
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «وبَشِّرَا» أي: بما فيه تطييب للنفوس، «ولا تُنَفِّرَا» بما لا يقصد إلى ما فيه الشِّدة. عمدة القاري(24/ 251).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
ويظهر لي أنَّ النكتة في الإتيان بلفظ البشارة، وهو الأصل، وبلفظ التنفير وهو اللازم، وأتى بالذي بعده على العكس؛ للإشارة إلى أن الإنذار لا يُنفى مطلقًا، بخلاف التنفير، فاكتفى بما يلزم عنه الإنذار، وهو التنفير، فكأنه قيل: إن أنذرتم، فليكن بغير تنفير. فتح الباري (8/ 61).
قوله: «وتطاوعا ولا تختلفا»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
«تَطَاوَعَا» يعني: كونا مُتَّفِقَيْنِ في الحُكم ولا تَخْتَلِفَا، فإن اختلافكما يؤدي إلى اختلاف أتباعكما وحينئذٍ تقع العداوة والمحاربة بينهم. إرشاد الساري (10/ 243).
وقال الكرماني -رحمه الله-:
أي: توافقا في الأمور. الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (22/ 2).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
تحابَّا. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (18/ 242).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
أي: كونا متفقَيْن مطاوعَيْن؛ ينقاد كل منكما لصاحبه. لمعات التنقيح (6/ 485).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
«ولا تَخْتَلِفَا» فإن الاختلاف يوجب الاختلال، ويكون سببًا للهلاك. إرشاد الساري (5/ 158).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
«ولا تختلفا» فإن اختلافكما يؤدي إلى اختلاف أتباعكما، وحينئذٍ تقع العداوة والمحاربة بينهم. الكاشف عن حقائق السنن (8/ 2590).
وقال المظهري -رحمه الله-:
«ولا تختلفا» فإنكما لو اختلفتما وحكم كل واحد منكما حكمًا آخر لاختلف الناس، واقتدى كل جمع منهم بأحدكما، وحينئذٍ يقع بينكما وبين أتباعكما العداوة والمحاربة. المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 309).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
لئلا يقع بينكم العداوة والبغضاء والمحاربة. شرح المصابيح (4/ 271).
وقال العيني -رحمه الله-:
فَإِن الِاخْتِلَاف يُورث الاختلال. عمدة القاري (14/ 281).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
فإن الاختلاف يوجب الاختلال، ويكون سببًا للهلاك. إرشاد الساري (5/ 158).
وقال القسطلاني -رحمه الله- أيضًا:
فإن اختلافكما يؤدي إلى اختلاف أتباعكما، وحينئذٍ تقع العداوة والمحاربة بينهم. وفيه إشارة إلى عدم الحرج والتضييق في أمور الملة الحنيفية السمحاء. إرشاد الساري (6/ 419).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«ولا تختلفا» في شيء من الأمور الدينية والدنيوية؛ لأن الاختلاف سبب للفشل والانهزام، كما قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} الأنفال: 46. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (30/ 333).
وقال الشيخ موسى شاهين -رحمه الله-:
أما النهي عن اختلافهما فمقصوده استمرار المطاوعة ودوامها؛ لأنهما قد يتطاوعان في وقت، ويختلفان في وقت، وقد يتطاوعان في شيء، ويختلفان في شيء. فتح المنعم شرح صحيح مسلم (7/ 90).
وقال النووي -رحمه الله-:
إنما جمع في هذه الألفاظ بين الشيء وضده؛ لأنه قد يفعلهما في وقتين، فلو اقتصر على «يسِّروا» لصدق ذلك على من يسَّر مرة أو مرات، وعسَّر في معظم الحالات، فإذا قال: «ولا تعسِّروا» انتفى التعسير في جميع الأحوال من جميع وجوهه، وهذا هو المطلوب، وكذا يقال في «يسِّرا، ولا تنفِّرا» و«تطاوعا، ولا تختلفا»؛ لأنهما قد يتطاوعان في وقت، ويختلفان في وقت، وقد يتطاوعان في شيء، ويختلفان في شيء. شرح مسلم (12/ 41).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
فيه ما يجب الاقتداء به من التيسير في الأمور، والرفق بالناس، وتحبيب الإيمان إليهم، وترك الشدة والتنفير لقلوبهم، لا سيما فيمن كان قريب العهد به. وكذلك يجب فيمن قارب حدَّ التكليف من الأطفال، ولم يتمكن رسوخ الأعمال في قلبه ولا التمرن عليها، ألا يُشدَّد عليه ابتداء؛ لئلا ينفر عن عمل الطاعات..، وكذلك يجب للإنسان في نفسه في تدريبها على الأعمال إذا صدقت إرادته ألا يبتدئها أولًا إلا بتدريج وتيسير، حتى إذا أنست بحاله ودامت عليها، ينقلها لحال آخر، وزاد عليها في عمل أكثر من الأول، حتى يرى قدر احتمالها، ولا يكلِّفها ما لعلها تعجز عنه، ولا يدوم عليه. إكمال المعلم (6/ 37).
وقال النووي -رحمه الله-:
في هذا الحديث الأمر بالتبشير بفضل الله وعظيم ثوابه، وجزيل عطائه وسِعَة رحمته، والنهي عن التنفير بذكر التخويف وأنواع الوعيد محضة من غير ضمها إلى التبشير، وفيه تأليف من قَرُب إسلامه، وتركُ التشديد عليهم، وكذلك مَن قارب البلوغ من الصبيان ومن بلغ ومن تاب من المعاصي كلهم يُتلطَّف بهم، ويُدرَّجون في أنواع الطاعة قليلاً قليلاً، وقد كانت أمور الإسلام في التكليف على التدريج، فمتى يُسِّر على الداخل في الطاعة أو المريد للدخول فيها سهلت عليه، وكانت عاقبته غالبًا التزايد منها، ومتى عُسِّرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها، وإن دخل أوشك أن لا يدوم أو لا يستحليها. شرح مسلم (12/ 41).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
وهذا من باب المقابلة المعنوية؛ إذ الحقيقة أن يقال: بَشِّرَا ولا تُنْذِرَا، وآنِسَا ولا تُنَفِّرَا، فَجَمَعَ بينهما ليَعُمَّ البشارة والنذارة والتأنيس والتنفير، فهو من باب المقابلة المعنوية. إرشاد الساري (10/ 243).
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-:
وينبغي للداعية أن يسلك هذا الطريق، فيبشِّر الناس، ولا يقنِّطهم، ولا ينفِّرهم، ويرشدهم إلى الخير، ويعدهم بأن هذا الدين منصور، وأن العاقبة للمتقين، وأن الله مع المؤمنين، وأن الله مع المتقين. توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (6/ 37).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
فيه أنَّ العالم والواعظ والمقبول من قوله مأمور بألا يقنِّط الناس، وأن ييسِّر على المبتدئ في الإسلام، ولا يفاجئه بالشدة. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (21/ 507).
وقال ابن الملقن -رحمه الله- أيضًا:
وفيه من الفوائد: تقديم أفاضل الصحابة على العمل، واختصاص العلماء منهم، وظاهر الحديث: اشتراكهما في عمل اليمن، والمذكور في غيره أنه قدَّم كل واحد منهما على مخلاف. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (32/ 524).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
فيه الحض على الاتفاق وترك الاختلاف؛ لما في ذلك من ثبات المحبة والألفة، والتعاون على الحق، والتناصر على إنفاذه وإمضائه. شرح صحيح البخاري (8/ 247).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
وفيه الأمر بالاتفاق، وهو في أولي الأمر أشد، وفيمن أسند إليه أمر من الأمور وما كان، فإنه لا يتم مع اختلافهم. إكمال المعلم (6/ 38).
وقال النووي -رحمه الله-:
وفيه أمر الولاة بالرفق، واتفاق المتشاركين في ولاية ونحوها، وهذا من المهمات، فإن غالب المصالح لا يَتمُّ إلا بالاتفاق، ومتى حصل الاختلاف فات.
وفيه وصية الإمام الولاةَ وإن كانوا أهل فضل وصلاح: كمعاذ وأبي موسى؛ فإن الذكرى تنفع المؤمنين. شرح مسلم (12/ 41).
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-:
فيه دليل على أن الأُمراء إذا كانوا في مكان واحد فعليهم أن يتطاوعوا ولا يختلفوا، وأن يكون بينهم اتفاق؛ لأن الاختلاف الظاهر يدعو إلى اختلاف القلوب وتنكِّرها، ويكون فيه ضرر على الدعوة وعلى المدعوين. توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (6/ 36 ـ 37).