«مَن صلَّى الصبحَ فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ من ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نار جهنَّم».
رواه مسلم برقم: (657)، من حديث جُندب بن عبد الله -رضي الله عنه-.
وفي رواية عند الترمذي برقم: (2164)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: «فلا يُتبِعَنَّكم اللهُ بشيءٍ من ذِمته».
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«ذِمَّة الله»:
أي: في ضمان الله وعهده، وأهل الذِمَّة أهل العهد، وهو ما أعطوا من الأمان على دمائهم، وقيل: للمعاهد ذِمِّي من ذلك. تفسير غريب ما في الصحيحين، للحميدي (ص:101).
وقال ابن الأثير-رحمه الله-:
«الذِمَّة والذِّمَام» وهما بمعنى: العهد، والأمان، والضمان، والحرمة، والحق، وسُمِّيَ أهل الذِمَّة؛ لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم. النهاية (2/ 168).
«فَيَكُبَّهُ»:
كَبَبْت الشيءَ: قلَبْته، وكَبَبْته لوجهه: صَرَعْته. المخصص، لابن سيده (4/ 384).
«يُتبِعَنَّكم»:
أي: لا يَطْلُبَنَّكُم...،كما يطلب الرّجل صاحبه بالتَّبِعة. غريب الحديث، لأبي عبيد (4/ 174).
شرح الحديث
قوله: «مَن صلّى الصبح فهو في ذِمَّة الله»:
قال المناوي -رحمه الله-:
«مَنْ صلّى الصبح» في رواية لمسلم «في جماعة» وهي مقيدة للإطلاق. فيض القدير (6/ 164).
وقال الصنعاني –رحمه الله-:
«مَن صلى الصبح» أي: صلاته، وهي صلاة الفجر. التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 282).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«مَن صلى الصبح» أي: صلاتها جماعة أو فردًا. مرشد ذوي الحجا والحاجة (23/ 311).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
قوله: «مَن صلّى الفجر» ظاهره: مَن صلّى في جماعة أو غير جماعة. شرح رياض الصالحين(2/٥٦٥).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«مَن صلى الصبح» أي: صلاة الصبح بإخلاص. شرح المصابيح (1/ 386).
قوله: «فهو في ذِمَّةِ الله»:
قال أبو الفتوح الطائي -رحمه الله-:
قوله: «في ذِمَّة الله تعالى» يريد: ضمان الله -عزّ وجلّ- وأمانه. الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين (ص: 210- 211).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
«فهو في ذِمَّةِ الله» أي: في أَمان الله وفي جواره، أي: قد استجار بالله تعالى، والله تعالى قد أجاره، فلا ينبغي لأحد أن يتعرَّض له بِضُرٍّ أو أذى. المفهم (2/ 282).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
«ذِمَّة الله» الذِمَّة: الضمان، وقيل: الأمان. إكمال المعلم (2/ 630).
وقال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «في ذِمَّة الله» أي: في أمان الله تعالى وعهده. المفاتيح (2/ 35).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«فهو في ذِمَّة الله» بكسر الذال عهده أو أمانه أو ضمانه. فيض القدير (6/ 164).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«فهو في ذِمَّة الله» أي: كلاءته وحفظه. دليل الفالحين (6/ 536).
وقال ابن عبد الملك -رحمه الله-:
«فهو في ذِمّة الله» أي: في أمانه في الدنيا والآخرة، وهذا غير الأمان الذي ثبت بكلمة التوحيد، إنما ذكر الصبح؛ لأن فيها كلفة لا يواظبها إلا خالص الإيمان، فيستحق أن يدخل تحت الأمان. شرح المصابيح(1/ 386).
وقال عبدالرحمن المباركفوري -رحمه الله-:
أي: في عهدهِ وأمانه في الدنيا والآخرة، وهذا غير الأمان الذي ثبت بكلمة التوحيد؛ «فلا تُخْفِرُوا الله في ذِمَّتِه». تحفة الأحوذي (2/ 12).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
معنى الحديث: أن مَن صلى الفجر فقد أخذ من الله ذِمَامًا؛ فلا ينبغي لأحد أن يؤذيه بظلم، فمن ظلمه فإن الله يطالبه بِذِمَّتِه. كشف المشكل (2/ 49).
وقال ابن العربي -رحمه الله-:
ومعنى كونه في ذِمَّتِه: المُراعاة لما قدَّم من طاعته، ففي رواية أبي عيسى: «فلا يُتبعنَّكم الله بشيء من ذِمَّته»، وفي رواية أخرى: «لا تخفروا الله في ذِمَّتِه». عارضة الأحوذي (9/7).
وقال الفيومي -رحمه الله-:
أي: عهد الله وحفظه، ومن كان في عهد الله وأمانه لم يجز التعرض له، ومن يعرض له كان ظالـمًا وقيل: معنى في ذمة الله: أي: في جوار الله وأمانه، ومعناه: استجار بالله، والله تعالى قد أجاره، فلا ينبغي لأحد أن يتعرَّض له بِضُرٍّ أو أذى، فمن فعل ذلك فالله يطلبه بحقه، ومن طلبه الله لم يجد له مفرًّا ولا ملجأ. فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (3/ 453).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
وقوله: «فهو في ذِمّة الله» أي: في عَهده، يعني: أَنه دخل في عهدِ الله فكأنه مُعاهد لله -عزّ وجلّ- أن لا يصيبه أحدٌ بسوءٍ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «فلا يطلبنكم الله في ذِمته بشيء» يعني: لا يترك عهد على مَن صلى الفجر؛ لأنه في ذِمّة الله وفي عهده، فإياكم أَن يطلبكم الله تعالى ِمن ذِمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذِمته بشيء يدركه، ثم يَكبه على وجهه في النار. شرح رياض الصالحين(2/٥٦٥).
وقال الشيخ موسى شاهين -رحمه الله-:
الجار والمجرور «من ذمته» متعلِّق بمحذوف حال من «شيء»، والتقدير: فلا يطالبكم الله بشيء من حقه فيدركه، والمعنى: فحافظوا على صلاة الصبح، ولا تُعرِّضوا أنفسكم لمطالبة الله لكم بحقه، فمن طالبه بحقه أدركه. فتح المنعم شرح صحيح مسلم (3/ 374).
وقال البيضاوي -رحمه الله- أيضًا:
ويُحتمل: أن يكون المراد بالذِّمَّة: الصلاة المقتضية للأمان، فيكون المعنى: لا تتركوا صلاة الصبح فينتقض به العهد الذي بينكم وبين ربكم، فيطلبكم به، ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرَّط في حقه، والقيام بعهده أدركه. تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (1/ 243).
قوله: «فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء»:
قال التوربشتي -رحمه الله-:
«فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء» أي: لا تتعرضوا لمن صلى الصبح، ولا تعاملوه بمكروه؛ فإنه في ذِمَّة الله، فمتى فعلتم ذلك، تعرضتم لمطالبة الله إياكم بنقض عهده، وإخفار ذمته.
ويحتمل وجهًا آخر، وهو: أن يراد بالذِمَّة: نفس الصلاة من حيث إنها الموجبة للذِمَّة، أي: لا تضيعوا صلاة الصبح، ولا تتهاونوا بشيء منها؛ فيطلبنكم الله به. الميسر (1/ 188).
وقال المناوي -رحمه الله-:
ظاهره النهي عن عدم مطالبته إياهم بشيء من عهده؛ لكن النهي إنما وقع على ما يوجب المطالبة في نقض العهد وإخفار الذمة لا على نفس المطالبة. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 426).
وقال البيضاوي -رحمه الله-:
وقوله: «فلا يطلبنكم الله من ذمته» وإن دلَّ ظاهره على النهي عن مطالبة الله إياهم بشيء من عهدهِ، لكن المعنى: نهاهم عما يوجب مطالبته تعالى إياهم من نقض عهده وإخفاء ذِمته، بالتعرض لمن له ذِمته، ويحتمل أن يكون المراد بالذِمَّة: الصلاة المقتضية للأمان، فيكون المعنى: لا تتركوا صلاة الصبح؛ فينتقض به العهد الذي بينكم وبين رَبكم، فيطلبكم به، ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرّط في حقه والقيام بعهدهِ أدركه، ومَن أدركه كَبّه على وجهه في نار جهنم. تحفة الأبرار (1/ 242، 243).
وقال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء» يعني: من صلى الصبح فلا تلحقوا إليه مكروها؛ فإنكم لو ألحقتم إليه مكروها فقد نقضتم عهد الله تعالى فيه، ومن نقض عهد الله يطلب الله منه عهده فيجازيه بنقض عهده. المفاتيح (2/ 35).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء» «من» بمعنى: لأجل، والمضاف محذوف؛ أي: لأجل ترك ذمته، أو بيانية، الجار والمجرور حال عن شيء ظاهره نهي عن مطالبة الله إياهم بشيء من عهده، والمراد النهي عما يوجب المطالبة، وهو التعرض بمكروهِ لمن صلى الصبح، أو المراد بالذِمَّة الصلاة الموجبة للذِمَّة، يعني: لا تضيعوا صلاة الصبح. شرح المصابيح (1/ 386).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
«فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء» يعني: لا تغدوا ولا تعملوا عملًا سيئًا فيطالبكم الله تعالى بما عهد به إليكم، وهذا دليل على أن صلاة الفجر كالمفتاح لصلاة النهار؛ بل لعمل النهار كُله، وأنها كالمعاهدة مع الله بأن يقوم العبد بطاعة رَبّه -عز وجل-؛ ممتثلًا لأمرهِ مُجتنبًا لنهيه. شرح رياض الصالحين (5/ 56).
قوله: «فلا يُتبعنَّكم الله بشيء من ذِمته»:
قال الصنعاني -رحمه الله-:
أي: فلا تتعرَّضوا بالأذية بأي شيء لمن صلى كذلك، فإنه يتبع الله به فينتصف ممن خَفَرَ ذمته تعالى، وأصاب من كان فيها، فأتى بالمسبب وطوى السبب، وفيه: عظمة شأن صلاة الفجر في جماعة...
وقيل: إن المراد أن المصلي في جماعة الصبح إذا خالف ما أُمر به خذلته ذِمّة الله التي هي الحفظ والكلاءة وحينئذٍ فلا تَعَدٍّ في تعرَّضوا؛ بل فلا تخالفوا أوامر الله. التنوير شرح الجامع الصغير(10/ 282).
وقال عبد الرحمن المباركفوري -رحمه الله-:
«فلا يُتبعنَّكم الله بشيء من ذِمته» ظاهره النهي عن مطالبته إياهم بشيء من عهده؛ لكن النهي إنما وقع على ما يوجب المطالبة في نقض العهد وإخفار الذمة لا على نفس المطالبة. تحفة الأحوذي (6/ 319).
وقال ابن عبد البر -رحمه الله-:
إذا كان دم الحربي الكافر يحرم بالأمان، فما ظنك بالمؤمن الذي يصبح ويمسي في ذِمَّة الله! الاستذكار (5/ 35).
قوله: «فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نار جهنم»:
قال ابن الملك -رحمه الله-:
«يكبه» أي: يلقيه على وجهه «في نار جهنم». شرح المصابيح (1/ 387).
وقال السندي -رحمه الله-:
«يكبه» من كَبَّه: قلبه وصرعه. كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه (2/ 462).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
فلا ينبغي لأحدٍ أن يتعرَّض له بِضُرٍّ أو أذى، فمن فعل ذلك فالله يطلب بحقه، ومن يطلبه لم يجد مفرًا ولا ملجأ، وهذا وعيد شديد لمن يتعرَّض للمصلين، وترغيب في حضور صلاة الصبح. المفهم (2/ 282).
وقال ابن العربي -رحمه الله-:
وهذه إشارة إلى أنَّ الحفظ سينحل بقصد المؤذي إليه، ولكن الباري سيأخذ حقه منه في إخفار ذمته التي أعلن بها.
وهذا إخبارٌ عن إيقاع الجزاء لا عن وقوع الحفظ عن الإخفار والإذاية؛ فلأجل هذا وقع الإخفار.
وأفاد الحديث التهديد والوعيد والتحذير عن أن يقع أحد في ذلك، ثم يكون الإقدام أو الإحجام بحسب القضاء والقدر. عارضة الأحوذي (9/7-8).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
وفيه مبالغات؛ لأن الأصل لا تخفروا ذمته، فجيء بالنهي، كما ترى، وصرَّح بضمير الله، ووضع المنهي الذي هو مُسبَّب موضع التعرُّض الذي هو سبب فيه، ثم أعاد الطلب وكرَّر الذمة، ورتَّب عليه الوعيد.
المعنى: مَن صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا تتعرَّضوا له بشيء ولو يسيرًا؛ فإنكم إن تعرَّضتم له يدرككم الله تعالى ولن يفوته، فيحيط بكم من جوانبكم كما يحيط المحيط بالمحاط، ويكبكم في النار.
والضمير في «ذمته»: يجوز أن يعود إلى الله تعالى وإلى «من».
وقيل: يحتمل: أن يكون المراد بالذمة: الصلاة المقتضية للأمان، فيكون المعنى: لا تتركوا صلاة الصبح فينتقض به العهد الذي بينكم وبين ربكم فيطلبكم به.
وإنما خص صلاة الصبح بالذكر؛ لما فيها من الكلفة والمشقة، وأداؤها مَظِنَّة خلوص الرجل، ومِئِنَّة إيمانه، ومن كان مؤمنًا خالصًا فهو في ذمة الله تعالى وعهده. شرح المشكاة (3/ 896).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
وكأنها خصت بذلك؛ لأنها أول النهار، الذي هو وقت ابتداء انتشار الناس في حوائجهم، المحتاجين فيه وفي دوامه إلى أمن بعضهم من بعض، لا لأفضليتها، قيل: وهذا أوضح مما قاله الطيبي: من أنها خصت بالذكر لما فيها من الكلفة والمشقة، فكان أداؤها مظنة خلوص الرجل ومئنة إيمانه، ومن كان مؤمنًا فهو في ذِمَّة الله وعهده؛ وذلك لأن ما قاله الطيبي يجري في العصر، فكان ذكر ذلك فيها أولى لوجود هذا المعنى فيها مع كونها أفضل، وفي العشاء بل المشقة فيها أكثر، فلم يبق ما يميز الصبح عن غيرها من الخمس إلا ما ذكرناه. دليل الفالحين (3/ 17).
وقال المظهري -رحمه الله-:
فالظاهر أنه لا يترك النوم إلى صلاة الصبح إلا عن خلوص النية وصحة الإيمان، ومن كانت هذه صفته يستحق أن يشرفه الله بمنع الناس عن إيذائه، بمثل هذا الحديث. المفاتيح (2/ 35).
وقال البيضاوي -رحمه الله-:
المواظبة على صلاة الصبح -لما فيها من الكلفة والمشقة- مَظِنَّةُ خُلُوص الرجل ومِئِنَّة (أي: علامة) إيمانه، ومن كان مؤمنًا خالصًا فهو في ذِمَّة الله وعهده. تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (1/ 242).
وقال ابن الرفعة -رحمه الله-:
فاصطلح الفقهاء على استعمال الذِّمَّة بمعنى: الذات، والنفس؛ لأنها تطلق على العهد والأمان، ومحلهما الذات والنفس، فسُمِّيَ محلهما باسمهما. كفاية النبيه في شرح التنبيه (19/ 424).
قال أبو الفتوح الطائي -رحمه الله-:
وفي الحديث: تحذير من إيذاء المؤمن وقصده، وأمر باحترام ذِمَّة الله -عزّ وجلَّ- وعهده، وبيان أن الله تعالى مطالِب بذِمَامه، ومعاقِب بانتقامه...الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين (ص: 210).
قال أبو الفتوح الطائي -رحمه الله- أيضًا:
في الحديث: دلالة على فضل صلاة الصبح، فإنها سبب الحفظ والعصمة ودفع الآفات...
وفيه: دليل على أن من افتتح يومه بخير من صلاة، أو ذكر الله، أو صدقة فقد اعتصم يومه ذلك عن الآفات، وصار في أمان من البليات...الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين (ص: 210- 211).
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
فالصلاة لها شأن عظيم؛ سواء كانت فجرًا أو ظهرًا أو عصرًا أو مغربًا أو عشاءً؛ ولكن للصبح خصائص؛ لأنها تكون في آخر الليل عند حلاوة النوم في الصيف وعند شدة البرد في الشتاء، فربما تثاقل عنها الكسالى وتشبهوا بأهل النفاق؛ فجاء فيها تأكيد يجب على المؤمن أن يعتني بها؛ حتى يتباعد عن مشابهة المنافقين. مجموع الفتاوى(29/ 162).
وقال الشيخ فيصل ابن المبارك -رحمه الله-:
في هذا الحديث: التحذير عن التعرُّض للمصلين، وأذاهم بغير حق. تطريز رياض الصالحين (ص: 612).
وقال الشيخ فيصل ابن المبارك -رحمه الله- أيضًا:
وفي الحديث: غاية التحذير عن التعرُّض لمن صلَّى الصبح المستلزم لصلاة بقية الخمس. تطريز رياض الصالحين (ص:264).
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
في الحديث دليلٌ على أنّه يجب احترام المسلمين الذين صدقوا إسلامهم بصلاة الفجر؛ لأن صلاة الفجر لا يصليها إلا مؤمن، فالمنافقون لا يشهدون الجماعة، ولا يصلون الفجر أبداً؛ لأنهم إِنّما يصلون مراءاة للناس، فإذا لم يكن الناس ينتبهون لهم، فإنهم لا يصلون.
والفجر في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليست كالفجر في يومنا هذا، بل كان الليل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلاً حالكاً لا يُرى الناس فيه، فيأتي الإنسان ويذهب وهو لا يُعرف...
والحاصل: أنَّ هذا الحديث يَدل على وجوب احترام المسلمين الذين بَرهنوا على إِسلامهم بصلاة الفجر، وأنّه لا يجوز لأحدٍ أن يعتدي عليهم. شرح رياض الصالحين(2/٥٦٥).