الجمعة 28 رمضان 1446 هـ | 28-03-2025 م

A a

«مَن خافَ أَدْلَجَ، ومَن أَدْلَجَ بلغ ‌المنزِلَ، أَلا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ، ألا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ»


رواه الترمذي برقم: (2450)، والحاكم في المستدرك برقم: (7851)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
صحيح الجامع برقم: (6222)، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم: (2335). 


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«أَدْلَجَ»:
بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وادَّلج -بالتشديد- إذا سار من آخره...، ومنهم: من يجعل الإدلاج للَّيل كله. النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (2/ 129).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
يقولون: أدْلَجَ الرجل، خفيفة: إذا سار أوَّلَ الليل، وادّلجَ -بتشديد الدال-: إذا سار من آخرِه، والعامة لا تفرق بين ذلك. تصحيح التصحيف وتحرير التحريف (ص: 89).

«سِلْعَة اللهِ»:
أي: متاعه من نعيم الجنة. مرقاة المفاتيح (8/ 3351).
قال الفيروز آبادي -رحمه الله-:
والسلعة: بالكسر: المَتاعُ، وما تُجِرَ بِهِ.القاموس المحيط(ص: 729).


شرح الحديث


قوله: «مَن خَافَ أَدْلَجَ»:
قال ابن الملك -رحمه الله-:
«مَنْ خَافَ» أي: من عدوٍّ. شرح المصابيح (5/ 456).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«مَنْ خَافَ» أي: البيات (هجوم العدو بالليل) والإغارة من العدو وقت السَّحَر. مرقاة المفاتيح (8/ 3351).
وقال التوربشتي -رحمه الله-:
«مَن خاف أَدْلَجَ» أَدْلَجَ بالتخفيف، وهو السير من أول الليل، والادِّلاج بالتشديد: السير من آخر الليل.
ومنهم مَن جعل الادِّلاج الليل كله، وهو أشبه بمعنى الحديث، ومما يُنْشَدُ من قول علي -رضي الله عنه-:
اصبر على السَّيْرِ والإدْلاج في السَّحَرِ *** وفي الرَّواحِ على الحاجات بالبكرِ
فجعل الإدلاج في السَّحَر على الاتساع، ويحتمل: أنْ يكون قوله: (في السَّحَر) مُتعلِّقًا بالسَّيْر. الميسر في شرح مصابيح السنة (3/ 1122).
وقال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-:
«مَنْ خَافَ» يعني: مَن كان في قلبه خوف لله؛ عمل العمل الصالح الذي يُنْجِيْه مما يخاف. شرح رياض الصالحين (3/ 303).
وقال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ» يعني: مَن خاف من شيء أدْلج؛ أي: هرب في أول الليل، فإنَّ الرجل إذا هرب في أول الَّليل ينجو من العدو، فإنَّ العدو يُغِيْرُ بعد الصبح؛ يعني: مَن خاف الله فليهرب من المعاصي إلى الطاعات. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 326).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«أَدْلَجَ» أي: هرب في أول الليل؛ لأن العدو يُغِيرُ في آخره. شرح المصابيح (5/ 456).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«أَدْلَجَ» أي: سار أول الليل، ومَن خاف فوت المطلوب سهر في طلب المحبوب. مرقاة المفاتيح (8/ 3351).
وقال الخازن -رحمه الله-:
والمراد من الإدْلاج: التشمير والجد والاجتهاد في أول الأمر، فإنَّ مَن سار أول الليل كان جديرًا ببلوغ المنزل. لباب التأويل في معاني التنزيل (7/ 9).
وقال المنذري -رحمه الله-:
«أَدْلَجَ» إذا سار من أول الليل، ومعنى الحديث: أنَّ مَن خاف ألزمه الخوف السلوك إلى الآخرة، والمبادرة بالأعمال الصالحة؛ خوفًا من القواطع والعوائق. الترغيب والترهيب (4/ 262).
وقال السفاريني -رحمه الله-:
قوله: «أدْلج» أي: سار الليل كله، والمعنى: بالغ في السير إلى الله تعالى، واجتهد، وشَمَّر عن ساق الجد والاجتهاد في طاعة الملك الجواد. البحور الزاخرة في علوم الآخرة (3/ 989).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
«أَدْلَجَ» -بإسكان الدّال-، ومعناه: سار من أول الليل، والمراد: التّشمير في الطاعة، -والله أعلم-. شرح رياض الصالحين (3/302).
وقال الزمخشري -رحمه الله-:
مَن خشي الله أتى منه كلُّ خير، ومَن أَمِنَ: اجْتَرَأَ على كل شرّ، ومنه قوله -عليه السلام-: «مَن خَاف أدْلَجَ، ومَن أدْلَجَ بلغ المنزل». الكشاف (4/ 695/696).
وقال ابن عطية -رحمه الله-:
ومَن خاف ازدجر، ومن هذا المعنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَن خَاف أدْلَجَ، ومَن أدْلَجَ بلغ المنزلَ». المحرر الوجيز (2/ 241).
وقال البقاعي -رحمه الله-:
والخوف أدلُّ دليل على عمارة الباطن، قالوا: وما فارق الخوف قلبًا إلَّا خَرِبَ، «من خاف أَدْلَجَ، ومن أدْلجَ بلغ المنزلَ»، فالخوف لاجتناب الشرِّ، والوفاء لاجتلاب الخير. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (8/ 267).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
هذا مَثَلٌ ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- لِسالك الآخرة؛ فإن الشيطان على طريقه، والنّفس وأمانيه الكاذبة أعوانه؛ فإن تيقَّظ في سَيره، وأخلص النية في عمله؛ أَمِن من الشيطان وكيده، ومِن قَطْعِ الطريق بأعوانه، ثم أرشد إلى أنّ سلوك طريق الآخرة صعب، وتحصيل الآخرة مُتعسِّر لا يحصل بأدنى سَعي. شرح المشكاة (11/3385).
وقال ابن القيم -رحمه الله-:
ومما ينبغي أن يُعْلَم: أنَّ مَن رجا شيئًا استلزم رجاؤه ثلاثة أمور:
أحدها: محبته ما يرجوه.
الثاني: خوفه من فواته.
الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان، وأما رجاء لا يقارنه شيء من ذلك؛ فهو من باب الأماني، والرجاء شيء، والأماني شيء آخر، فكل راجٍ خائف، والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات، وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله: «مَن خاف أَدْلَجَ...». الجواب الكافي (ص: 24).
وقال محمود الخزندار -رحمه الله-:
والهمة في العمل علامة صدق الاستعداد للآخرة، والخوف من الله؛ وذلك ما مَثَّلَهُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «مَن خاف أَدْلَجَ...»، أما مَن كان سفره طويلًا، وانطلاقه متأخِّرًا، وحركته بطيئة، وهمته ضعيفة، فلن يبلغ مراده، ولن يصل إلى مقصوده. هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقًّا (ص: 281).

وقوله: «ومَن أَدْلَجَ»:
قال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
أي: هرب في أول الليل؛ لأن العدو يُغِيرُ في آخره، أي: من خاف عذاب اللَّه وكيد الشيطان؛ فليهرب سريعًا من المعاصي إلى الطاعات، ولا يُسَوِّف في التوبة، ولا يتكاسل في الطاعة. لمعات التنقيح (8/ 550).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«مَن أَدْلَجَ» يعنى: مَن خاف الله أتى مِنه كل خير ومَن أَمِنَ اجْتَرَأَ على كل شرٍّ. التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 415).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«ومَن أَدْلَجَ» كناية عن التشمير والمسارعة بالأعمال الصالحة قبل القواطع المانعة؛ من باب: «بادروا بالأعمال خمسًا». التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 211).
وقال النووي -رحمه الله-:
وَ«أدْلَجَ» -بإسكان الدال-، ومعناه: سار من أول الليلِ، والمراد: التشمير في الطاعة، -والله أعلم-. رياض الصالحين (1/ 260).
وقال ابن علان -رحمه الله- مُعَلِّقًا:
أي: أنَّه تمثيل لذلك...، وإلا فلا مسافة حِسِّيَّة تقطعها بسيرك ليلًا، إنما هي المجاهدات الْمُورّثة بالفضل الإلهي للمشاهدات. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (4/ 304).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«ومَن أَدْلَجَ»...، قال في (الرياض): المراد التشمير في الطاعة، وفي (الترغيب) معناه: مَن خاف ألزمه الخوف السلوك إلى الآخرة، والمبادرة بالعمل الصالح؛ خوف القواطع والعوائق.
وقيل: هو حثٌّ على قيام الليل، جعل قيامه من علامات الخوف؛ لأنَّ الخائف يُدْلِج أي: منعه الخوف من نوم كل الليل، والأظهر: أنَّه -صلى الله عليه وسلم- ضرب مثلًا لكلِّ مَن خاف الرَّدَىْ الموت والهلاك، أو فوت ما يتمنى أنْ يصل إلى السير بالسُّرَى سير الليل، ولا يركن إلى الرَّاحة والهوى حتى يبلغ الْمُنَىْ. فيض القدير (6/ 123).

قوله: «بَلَغَ ‌المنْزلَ»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
أي: وصل إلى المطلب. مرقاة المفاتيح (8/ 3351).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
«بَلَغَ ‌المنْزلَ» الذي يأمن فيه البيات (هجوم العدو بالليل). دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (4/ 303).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
لأنه إذا سار في أول الليل، فهو يدل على اهتمامه في المسير، وأنَّه جادٌّ فيه، ومَن كان كذلك بلغ المنزل. شرح رياض الصالحين (3/ 302).
وقال ابن علان -رحمه الله-:
قال العاقولي: هذا مَثَل طالب الآخرة، وكون الشيطان على طريقه، فإنْ تَبَتَّلَ بالطاعة، وصَبَرَ مدة أيامه القلائل أَمِنَ فيه الشيطان. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (4/ 303).
وقال المناوي -رحمه الله-:
قال العلائي: أخبر أنَّ الخوف من الله هو الْمُقتضي للسير إليه بالعمل الصالح، والمشار إليه بالإدلاج، وعبَّر ببلوغ المنزلة عن النجاة المترتبة على العمل الصالح، وأصل ذلك كله الخوف. فيض القدير (6/ 123)

قوله: «ألا إنَّ سِلْعَة اللهِ غاليةٌ»:
قال ابن الملك -رحمه الله-:
«أَلَا»: حرف تَنْبيهٍ. شرح المصابيح (5/ 456).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«إنَّ سِلْعَةَ الله» أي: متاعُه من نعيم الجَنَّة الْمُعبَّر عنه بالحسنى وزيادة. مرقاة المفاتيح (8/ 3351).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
السِّلعة: المتاع كما في (القاموس)، شبَّه الجنَّة بالمتاع بجامع أنها معروضة على العباد بثمن سهل هو الطاعة. التحبير لإيضاح معاني التيسير (3/ 660).
وقال الصنعاني -رحمه الله- أيضًا:
«أَلَا إنَّ سِلْعَةَ الله» التي عرضها الله على عباده، وطلب منهم إلى مقابلها الأعمال الصالحة. التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 211).
وقال المظهري -رحمه الله-:
«السِّلعة» المتاع، و«الغالية» الرفيعة القيمة، يعني: سلعة الله الجنة، وهي عزيزة لا يليق بثمنها إلا بذل النفس والمال. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 327).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
السلعة: يعني التي يعرضها الإنسان للبيع، والجنة قد عرضها الله -عز وجل- لعباده ليشتروها، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة: 111. شرح رياض الصالحين (3/ 302/303).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«غَالِيَة» أي: رفيعة القيمة، لا يليق بثمنها إلا النَّفْسُ والمالُ. شرح المصابيح (5/ 456 / 457).
وقال الطيبي -رحمه الله-:
«غالية» أي: رفيعة القدر، وسلعة الله الجنة العالية الباقية، ثمنها الأعمال الخالصة الباقية التي أشار إليها بقوله سبحانه: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} الكهف: 46. شرح المشكاة (11/ 3385).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«غَالِيَةٌ» لا تُنَال بالأماني بل بالأعمال، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التوبة: 111. التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 211).
وقال الصنعاني -رحمه الله- أيضًا:
وإنما كانت «سِلعة الله غالية» لأنها لا توجد إلا بالتشمير لها، والخوف من فوتها، والاجتهاد فيما يُقرِّب إليها. التحبير لإيضاح معاني التيسير (3/ 660).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
قوله: «أَلَا إنَّ سِلْعَةَ الله غالية»... أي: متاع اللَّه غالٍ لا يحصل إلا ببذل الأنفس والأموال، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التوبة: 111. لمعات التنقيح (8/ 550).
وقال ابن القيم -رحمه الله-:
السلعة إذا خفي عَليك قدرها فانظر إلى المشتري لها مَن هو؟ وانظر إلى الثمن المبذول فيها ما هو؟ وانظر إلى من جرى على يده عقد التبايع؟
فالسلعة النفس، والله سبحانه المشتري لها، والثمن لها جنَّات النعيم، والسفير في هذا العقد خير خلقه من الملائكة وأكرمهم عليه، وخيرهم من البشر وأكرمهم عليه.
قد هيَّؤُوكَ لأمر لو فَطِنْتَ له *** فارْبَأ بنفسك أَنْ ترعى مع الهَمَلِ.
وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن خَافَ أَدْلَجَ، ومَن أَدْلَجَ ‌بَلَغَ ‌المنْزلَ، أَلَا إنَّ سِلْعَةَ الله غالية، ألا إنَّ سِلْعَةَ الله الجَنَّة». حادي الأرواح (ص: 59/60).

قوله: «ألا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«أَلَا إنَّ سِلْعَةَ الله» أي: الغالية «الجنة» أي: العالية، والمعنى: ثمنها الأعمال الباقية المشار إليها بقوله سبحانه: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} الكهف: 46، والْمُوْمَأُ إليها بقوله -عزَّ وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التوبة: 111. [مرقاة المفاتيح (8/ 3351).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«أَلَا إنَّ سِلْعَةَ الله الجَنَّة» هذا من التفسير بعد الإبهام؛ لتعظيم موقع المذكور في النفوس وعُلِمَت إجمالًا أولًا، وتفسيرًا ثانيًا. التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 211).
وقال الصنعاني -رحمه الله- أيضًا:
في الحديث: حثٌّ على المسارعةِ مأخوذٌ من: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} الحديد: 21، ومن: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} البقرة: 148. التحبير لإيضاح معاني التيسير (3/ 660).
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
فالمهم الصدق في طلب الحق، وفي الحديث الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن خاف أَدْلَجَ، ومن أَدْلَجَ بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» أخرجه الترمذي -رحمه الله- بإسناد حسن، فمَن خاف صادقًا تعلَّم وتفقَّه، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الرحمن: 46، علَّق الحكم بالخوف؛ لأن الخوف الصادق يحمل على طاعة الله ورسوله، ويحمل على التفقُّه والتعلُّم، وعلى ترك كل ما نهى الله عنه ورسوله، ومن هذا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} الملك: 12، فالخشية لله والخوف منه كُل ذلك يقتضي الجد في طاعة الله والتعلم والتفقه في الدين. مجموع الفتاوى (7/ 279).


ابلاغ عن خطا