ركِبَتْ عائشةُ بعيرًا، فكانت فيه صُعُوبةٌ، فجعلتْ تُرَدِّدُهُ، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكِ بالرِّفقِ، إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلَّا زَانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شَانَهُ».
رواه مسلم برقم: (2594)، من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«فيه صُعُوبةٌ»:
أي: شدة، بحيث لا ينقاد لراكبه إذا أوقفه، وإذا سيره. نسيم الرياض في شرح الشفاء، للخفاجي (2/346).
«تُرَدِّدُهُ»:
بضم التاء وفتح الراء وتشديد الدال الأولى أي: تمنعه وتدفعه بشدة وعنف. فتح المنعم شرح صحيح مسلم، لموسى شاهين (10/ 75).
أي: تمشي به وترجع، وأصل التردُّد: عـدم البقاء على حالة، ومنه تردد الإنسان في الأماكن لحاجة تعرض له، ومنه التردد في الخواطر، وإنما فعلت ذلك لتروضه حتى ينقاد لها. نسيم الرياض في شرح الشفاء، للخفاجي (2/346).
«الرِّفْقَ»:
بكسر الراء، هو لِيْنُ الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو عام في كل شيء...، ويقابِل الرفق: العُنف. التحبير لإيضاح معاني التيسير، للصنعاني (4/ 445).
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
قال الليث: الرفق: لِيْنُ الجانِب، ولَطَافَة الفعل، وصاحبه رفيق. تاج العروس (25/ 346).
«زَانَه»:
أي: زيَّن الحياءُ ذلك الشيءَ الذي وقع فيه، وحَسَّنه، وجمَّله. مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه، للهرري (25/ 325).
وقال الجوهري -رحمه الله-:
والزّين: نقيض الشَّيْن، وزَانَهُ وزيَّنَه بمعنى. الصحاح (5/ 2132).
«يُنْزَعُ»:
نَزَعَ الشيء ينزعه نزعًا، فهو مَنْزُوع، ونَزِيْع، وانْتَزَعَه: اقْتَلَعَه. المحكم والمحيط الأعظم، لابن سيده (1/ 524).
«شَانَه»:
أي: عَابَهُ. المفهم، للقرطبي (6/ 578).
وقال المظهري -رحمه الله-:
شَانَهُ: كدَّرَه وجعلَه قبيحًا. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 187).
وقال الجوهري -رحمه الله-:
الشَّين: خلاف الزَّين، يقال: شَانَهُ ويَشِيْنُه، والْمُشَايِن: الْمُعَايِب، والْمُقابِح. الصحاح (5/ 2147).
شرح الحديث
قوله: «ركبت عائشة بعيرًا»:
قال هشام الوقشي -رحمه الله-:
البَعِيرُ: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، وجمعه: بُعْرٌ، وبُعْرَان، وأَبْعِرَةٌ، وأكثر ما يقال للذكر. التعليق على الموطأ (1/ 339).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
والمراد بالبعير هنا: الناقة بدليل دخول التاء في الفعل الذي بعده وهو: «كانت». شرح سنن أبي داود (11/ 15).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«ركبت بعيرًا» بفتح أوله، ويُكسر، أي: جملًا. شرح الشفا (1/ 287).
قوله: «فكانت فيه صعوبة»:
قال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«فكانت فيه» أي: في ذلك البعير «صعوبة» وهي عدم انقياده لراكبه يعني أنه غير مذلّل لعدم رياضته. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (24/ 382).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
أي: شدة؛ يعني: أنه لا ينقاد لراكبه. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (40/ 661).
قوله: «فجعلت تُردِّده»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«فجعلت تُردِّده» أي: من الترديد، وهو الرد بالتشديد. شرح الشفا (1/ 287).
قال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«فجعلت» عائشة «تُردِّده» أي: تردِّد ذلك البعير وتحاوله للركوب وتركبه مدبرة ومقبلة عليه. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (24/ 382).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«فجعلت تردده» أي: تزعجه وتحركه. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (40/ 662).
قوله: فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكِ بالرفق»:
قال الخفاجي -رحمه الله-:
«عليك بالرفق» أي: استمسكي بالرفق في أمورك، ولا تتعبي الدابة التي ركبت، ففيه دلالة على شفقته -صلى الله تعالى عليه وسلم- على خلق الله حتى الحيوانات.
و«عليك» بكسر الكاف، اسم فعل، يتعدى بنفسه وبالباء، كما ذكره النحاة. نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض (2/346).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
«عليك بالرفق» فالزميه. إرشاد الساري (9/ 225).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«عليك بالرفق» أي: الزمي اللطف مع كل شيء، وفي كل حال، والباء زائدة، والمعنى: استعملي الرفق. شرح الشفا (1/ 287).
وقال العزيزي -رحمه الله-:
«عليكِ» خطاب لعائشة «بالرفق» أي: بلين الجانب والاقتصاد في جميع الأمور والأخذ بالتي هي أحسن. السراج المنير شرح الجامع الصغير (3/ 322).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف. فتح الباري (10/ 449).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
الرِّفْق: ضد العنف، وهو المداراة مع الرُّفقاء، ولِيْن الجانب، واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسرها. مرقاة المفاتيح (8/ 3170).
وقال المناوي -رحمه الله-:
الرِّفْق: حُسن الانقياد لما يُؤَدِّي إلى الجميل. التوقيف على مهمات التعاريف (ص:179).
قال ابن عبد البر -رحمه الله-:
والرفق المذكور في هذا الحديث أُشير به إلى الرفق بالدواب في الأسفار، وأمر المسافر في الخصب بأن يمشي رويدًا ومهلًا، ويكثر النزول لترعى دابته وتأكل من الكلأ وتنال من الحشيش والماء، هذا كُله إذا كانت الأرض مُخَصَّبَة والسفر بعيدًا، ولم تضم صاحبه ضرورة إلى أن يَجِدَّ في السير، فإذا كان عام السَّنةِ وأجدبت الأرض، فالسُّنة للمسافر أن يسرع السير ويسعى في الخروج عنها، وبدابته شيء من الشحم والقوة إلى أرض الخصب. التمهيد (16/ 47).
قوله: «إنّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زَانَهُ»:
قال الطيبي -رحمه الله-:
قوله: «يكون» يحتمل: أن تكون تامة، و «في شيء» متعلق بها، وأن تكون ناقصة، و «في شيء» خبرها، والاستثناء مُفَرَّغ مِن أَعَمِّ عامٍ وصف الشيء، أي: لا يكون الرفق مستقرًّا في شيء يتصف بوصف من الأوصاف إلا بصفة الزينة، والشيء عام في الأعراض والذوات. الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3230).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«لم يكن الرفق في شيء» من الأمور قط، ولا تخلَّق به شخص «إلا زَانَهُ» أي: زيَّنه وجمَّله، وسُمي من يَقُصُّ أطراف شعر الآدمي مُزيِّنًا؛ لأنه يُحسِّن وجه الآدمي، ويُجمِّله. شرح سنن أبي داود (11/ 16).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زَانَهُ» إذ هو سبب لكل خير. فيض القدير (4/ 334).
وقال المناوي -رحمه الله- أيضًا:
لأن به تسهل الأمور، وبه يتصل بعضها ببعض، وبه يجتمع ما تشتت، ويأتلف ما تنَافَر وتبدَّد، ويرجع إلى المأوى ما شذَّ، وهو مُؤَلِّف للجماعات، جامع للطاعات.
ومنه أُخِذَ أنه ينبغي للعالم إذا رأى مَن يُخِلُّ بواجب، أو يفعل محرمًا أن يترفَّقَ في إرشاده، ويتلطَّف به، روي عن أبي أمامة أنَّ شابًا أتى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقال له: ائذن لي في الزنا، فصاح الناس به، فقال: «اُدْنُ مني» فدنا، فقال: «أَتُحِبُّهُ لأمِّك؟» قال: لا، قال: «فالناس لا يُحِبُّونه لأمهاتهم، أَتُحِبُّهُ لابنتك؟» قال: لا، قال: «فالناس لا يحبونه لبناتهم» حتى ذكر الزوجة، والعمة، والخالة، ثم دعا له، فلم يكن بعدُ شيء أبغض إليه من الزنا. فيض القدير (5/ 461).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
والمعنى: أن الرّفق في كل شيء سبب لزينته، وترك الرفق في شيء سبب لِعَيْبٍ فيه، قال القرطبي: وقد يجيء الرفق بمعنى الإرفاق؛ وهو إعطاء ما يرتفق به، قال أبو زيد: يقال: رَفَقْتُ به وأَرْفَقْتُه بمعنى نفعته، وكلاهما صحيح في حقِّ الله تعالى؛ إذ هو الميسِّر والمسَهِّل لأسباب الخير والمنافع كلها، والمعطي لها، فلا تيسير إلا بتيسيره، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره. وقد يجيء الرفق أيضًا بمعنى التمهل في الأمر والتأني فيه، يقال منه: رَفَقْتُ الدّابة أَرْفقها رفقًا، إذا شدَدْتُ عضُدَها بحبلٍ لتبطِئ في مشيها، وعلى هذا فيكون الرِّفْقُ في حق الله تعالى بمعنى الحِلْم؛ لأنه لا يعجل بعقوبة العصاة، بل يُمْهِل؛ ليتوب مَن سبقت له السعادة، ويزداد إثمًا من سبقت له الشقاوة، وهذا المعنى أليق بالحديث. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (24/ 381).
قوله: «ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شَانَه»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«ولا يُنْزَعُ» بصيغة المجهول، أي: لا يُفْقَد ولا يُعْدَم «من شيء إلا شَانَه» أي: عيَّبه. مرقاة المفاتيح (8/ 3171).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«ولا يُنْزَعُ» الرفق «من شيء» من أحوال الآدمي قط «إلا شَانَهُ» أي: قبَّحَه وعَابَه، والشَّين ضد الزين. شرح سنن أبي داود (11/ 16).
وقال المناوي -رحمه الله-:
«إلا شَانَهُ» أي: عَابَهُ، قاله لعائشة وقد ركبت بعيرًا فيه صعوبة، فجعلت ترده وتضربه. فيض القدير (4/ 334).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
«شَانَهُ» أي: عابَهُ، وكان له شَيْنًا. المفهم (6/ 578).
وقال المظهري -رحمه الله-:
يعني: إلا كَدَّرَه وجعله قبيحًا. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 187).
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شَانَهُ» والله يحبُّ ما يُزان، ويَكْرَه ما يُشان. التنوير شرح الجامع الصغير (7/ 281).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
«ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شَانَهُ»؛ لأن التَّهَوُّر ليس من محاسن الأخلاق، وهو من مَذَامِّها. إكمال المعلم (8/ 64).
وقال القرطبي -رحمه الله-:
وبيان هذا: بأن يكون أمرٌ ما من الأمور سَوَّغَ الشرع أن يُتوصل إليه بالرفق وبالعنف، فسُلوك طريق الرفق أولى؛ لما يحصل عليه من الثناء على فاعله بحسن الخُلق، ولما يترتب عليه من حسن الأعمال، وكمال منفعتها؛ ولهذا أشار -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «ما كان الرفق في شيء إلا زَانَهُ».
وضِدُّه: الخَرَقُ (أي: الجهل) والاستعجال، وهو مفسد للأعمال، وموجب لسوء الأحدوثة، وهو المعبَّر عنه بقوله: «ولا نُزِعَ من شيء إلا شَانَه» أي: عَابَه، وكان له شَينًا.
وأما الخَرَقُ والعنف: فمُفَوِّتَان مصالح الدنيا، وقد يفْضِيَان إلى تفويت ثواب الآخرة؛ ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُحْرَم الرفق يُحرم الخير» أي: يفضي ذلك به إلى أن يُحرم خير الدنيا والآخرة. المفهم (6/ 578).
وقال النووي -رحمه الله-:
وفي هذه الأحاديث: فضل الرفق، والحث على التخلق، وذم العنف، والرفق سبب كل خير. شرح مسلم (16/ 145).
وقال ابن حبان -رحمه الله-:
الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها، وترك العجلة، والخفة فيها؛ إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها، ومن مُنع الرفق مُنع الخير، كما أنَّ من أُعطي الرفق أُعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكَّن مِن بُغْيَته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الذي يحب، إلا بمقارنة الرفق، ومفارقة العجلة. روضة العقلاء (ص215).
وقال ابن حبان -رحمه الله- أيضًا:
العاقل يلزم الرفق في الأوقات، والاعتدال في الحالات؛ لأن الزيادة على المقدار في الْمُبْتَغَى عَيْبٌ، كما أن النقصان فيما يجب من المطلب عَجْزٌ، وما لم يصلحه الرفق لم يصلحه العُنف، ولا دليل أمْهَر مِن رِفْقٍ، كما لا ظهير أوْثَقَ من العقل، ومِن الرفق يكون الاحتراز، وفي الاحتراز تُرجى السلامة، وفي ترك الرفق يكون الخَرَق، وفي لزوم الخَرَق تُخاف الهلكة. روضة العقلاء (ص:216).
وقال الغزالي -رحمه الله-:
الرِّفْقُ محمود، ويُضَادُّه العنف والحِدَّة، والعنف نتيجة الغضب والفظاظة، والرفق واللين نتيجة حُسن الخُلق والسلامة، وقد يكون سببُ الحِدَّةِ الغَضَب، وقد يكون سببُها شدة الحرص واستيلاءه، بحيث يدهش عن التفكر، ويمنع من التثبُّت؛ فالرفق في الأمور ثمرة لا يُثمرها إلا حسن الخُلق، ولا يحسن الخُلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة، وحِفْظُهما على حدِّ الاعتدال؛ ولأجل هذا أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الرفق، وبالغ فيه. إحياء علوم الدين (3/ 184-185).
وقال ابن القيم -رحمه الله-:
مَن رَفَقَ بعباد الله رَفَقَ الله به...، ومَن عامَل خلقه بصفةٍ عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة؛ فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه. الوابل الصيب (ص: 35).
وقال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله-:
ومن أسمائه (الرفيق) في أفعاله وشرعه، وهذا قد أُخِذَ من قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «إنَّ الله رفيق يحب أهل الرفق، وإنَّ الله يعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف».
فالله تعالى رفيق في أفعاله، خَلَق المخلوقات كلها بالتدريج شيئًا فشيئًا بحسب حكمته ورِفْقِهِ، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة...
والرفق من العبد لا ينافي الحزم، فيكون رفيقًا في أموره متأنيًا، ومع ذلك لا يُفوِّت الفُرَص إذا سنحت، ولا يهملها إذا عَرَضت. تفسير أسماء الله الحسنى (ص:206-207.
وقال القاضي عياض -رحمه الله- أيضًا:
الرفق خير كُله، ودليل على فضله؛ لأنه سبب كُل خير، وجالِب كل نفع، بضد الخُرْق (الحُمْق والجهل) والعنف. إكمال المعلم (8/ 64).
وقال الزرقاني -رحمه الله-:
فيه: إيذان بأن الرفق أنجح الأسباب وأنفعها بأَسْرِهَا. شرح الموطأ (4/ 624).
وقال السندي -رحمه الله-:
مَن جعله الله تعالى محرومًا من الرِّفق ممنوعًا منه فقد جعله محرومًا من الخير كله؛ إذ الخير لا يُكتسب إلا بالرفق والتأني وترك الاستعجال في الأمور. حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 395).
وقال الشيخ جمال الدّين القاسمي-رحمه الله-:
وسِرُّ الترغيب في الرفق والثَّناء عليه هو كون الطِّباع إلى العنف والحِدَّة أَميل، وإن كان العنف في مَحله حسنًا؛ فإن الحاجة قد تدعو إليه ولكن على الندور، والكامل من يميز مواقع الرفق عن مواقع العنف، فَيُعْطِي كُلَّ أَمْرٍ حَقَّهُ.موعظة المؤمنين في إحياء علوم الدين(ص: 213