أنَّ يهودَ أتوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السَّامُ عليكم، فقالت عائشةُ: عليكم، ولعنكمُ اللهُ، وغَضِبَ اللهُ عليكم، قال: «مهلًا يا عائشةُ، عليكِ بالرِّفقِ، وإياكِ والعنفَ والفحشَ»، قالت: أوَ لم تسمع ما قالوا؟ قال: «أوَ لم تسمعي ما قُلتُ؟ رددتُ عليهم، فيُستجابُ لي فيهم، ولا يُستجابُ لهم فيَّ».
رواه البخاري برقم: (6030) واللفظ له، ومسلم برقم: (2165)، وفي لفظٍ لهما: «يا عائشةُ، إنَّ اللهَ يُحبُّ الرفقَ في الأمرِ كلِّهِ».
شرح مختصر الحديث
.
غريب الحديث
«السَّامُ»:
يعني: الموت، وأَلِفَه مُنقلبة عن واو. النهاية، لابن الأثير (2/ 426).
«وغَضِب الله»:
قال ابن الأثير -رحمه الله-:
أي: إنكاره على مَن عصاهُ، وسَخطهُ عليه، وإِعراضه عنه، ومُعاقبته له.النهاية في غريب الحديث(3/٣٧٠)
«الرِّفْق»:
لينُ الجَانب، وهو خِلَافُ العُنف، يُقالُ منه: رَفَقَ يَرْفُقُ ويَرْفِقُ. النهاية، لابن الأثير (2/ 246).
«العُنْف»:
هو بالضم: الشدة والمشقة. النهاية، لابن الأثير (3/ 309).
وقال العسكري -رحمه الله-:
وقيل: هو التشديد في التوصل إلى المطلوب. معجم الفروق اللغوية (ص: 259).
وقال ابن سيده -رحمه الله-:
وقيل: قلَّة الرّفق بالشّيء. المخصص (4/ 41).
وقال الحميدي -رحمه الله-:
والعُنف: خلاف الرفق، يقال: عنَّفتُ الرَّجُل: قابَلْتُه بشدَّة من القول. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 49).
«الفُحْش»:
أصلُ الفُحْش: القُبْحُ والخروجُ عن الحق؛ ولذلك قيل للمُفْرِطِ في الطُّولِ: إنَّه لَفَاحِشُ الطُّولِ، والكلامُ القبِيحِ غير الحق: كلامٌ فاحشٌ، والمتكَلِّمُ به: مُفْحِشٌ. النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب، الركبي(1/ 70).
وقال الهروي -رحمه الله-:
أراد بالفُحْش التعدي في الجواب. الغريبين (5/116).
شرح الحديث
قوله: «أنَّ يهودَ أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم-»:
قال البرماوي -رحمه الله-:
«يهود» غير منصرف. اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (15/ 67).
قوله: «فقالوا: السَّامُ عليكم»:
قال ابن عبد البر -رحمه الله-:
«السَّامُ» الموت في هذا الموضع، وهو معروف في لسان العرب. التمهيد (10/ 456).
وقال هشام الوقشي -رحمه الله-:
«السَّامُ» المَوْتُ، أَي: سُلِّطَ عَلَيكُمُ المَوْتُ والهَلاكُ. التعليق على الموطأ (2/ 367).
وقال السيوطي -رحمه الله-:
«السَّامُ» بأَلِفٍ ساكنة هو الموت، وقيل: الموت العاجل. مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (3/ 1318).
وقال العراقي -رحمه الله-:
اختُلف في معنى السَّام في قول اليهود: «السَّامُ عليكم»، فقال الجمهور: مرادهم به الموت، ومنه الحديث: «ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواء إلا السام»، قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: «الموت».
وقيل: مرادهم بالسَّام: السآمة، وهي الملال، وأن معناه: تَسْأَمُون دِينكم، وهذا تأويل قتادة. طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 110).
قوله: «فقالت عائشة: عليكم»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
«فقالت عائشة» -رضي الله عنها- «عليكم» السّام. إرشاد الساري (9/ 30).
وقال ابن هبيرة -رحمه الله-:
فالمعني: عليكم ما عليكم من اللعن، وعليكم السّام. الإفصاح عن معاني الصحاح (4/ 194).
وقال الكوراني -رحمه الله-:
«عليكم» فإنه دعاء على الكافرين بالموت. الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (5/ 485).
وقال الخطابي -رحمه الله-:
هكذا يرويه عامة المحدثين «وعليكم» بالواو، وكان سفيان بن عيينة يرويه «عليكم» بحذف الواو وهو الصواب؛ وذلك أنه إذا حُذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردودًا عليهم، وبإدخال الواو يقع الاشتراك معهم، والدخول فيما قالوه؛ لأن الواو حرف العطف والجمع بين الشيئين. معالم السنن (4/ 154).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله- مُتعقِّبًا الخطابي:
ولا يخفى أنَّ ترجيح الرواية الشاذة، وتخطئة الجمهور من الرواية، ليس على الصواب، وإنما يتعين تأويل روايتهم بأنَّ المراد بالعاطفة هي المشاركة في الموت؛ لأنه مُشْتَرك بين العباد في جميع البلاد؛ إذ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ، فكأنه قيل: وعليكم ما قلتم أيضًا، فهو جوابُ دعاء عليهم معاقبة لهم، مع احتمال أنهم قالوا: السلام باللام؛ ولذا لم يصرح لهم بقول: عليكم السام، بالواو العاطفة أو بدونها.
وفيه: إيماء إلى قوله تعالى: {وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها} النساء: 86، هذا والذي دخل عليه -عليه الصلاة والسلام- وقال: «السام عليكم» جاء في رواية: «أنه يهودي»، وفي أخرى: «أنه رهط من اليهود»، وفي رواية: «أناس»، وفي أخرى: «ناس»، ولعلها قضيتان، وقد يُجمع بأنَّه دَخَل عليه رهط من اليهود، وسلَّم واحد منهم، والله أعلم. شرح الشفا (2/ 413).
وقال النووي -رحمه الله-:
وقد جاءت الأحاديث التي ذكرها مسلم «عليكم»، «وعليكم» بإثبات الواو وحذفها، وأكثر الروايات بإثباتها، وعلى هذا في معناه وجهان:
أحدهما: أنه على ظاهره، فقالوا: عليكم الموت، فقال: وعليكم أيضًا، أي: نحن وأنتم فيه سواء، وكلنا نموت.
والثاني: أن الواو هنا للاستئناف لا للعطف والتشريك، وتقديره: وعليكم ما تستحقونه من الذّم، وأما حذف الواو فتقديره: بل عليكم السّام. شرح صحيح مسلم(14/ 144).
وقال النووي -رحمه الله- أيضًا:
والصواب: أن إثبات الواو وحذفها جائزان كما صحَّت به الروايات، وأن الواو أجود كما هو في أكثر الروايات، ولا مَفسدة فيه؛ لأن السام: الموت، وهو علينا وعليهم. شرح مسلم (14/ 145).
قوله: «ولَعَنَكُم الله، وغَضِبَ الله عليكم»:
قال ابن بطال -رحمه الله-:
معنى اللعنة في اللغة: الإبعاد عن الخير. شرح صحيح البخاري (8/ 374).
وقال الأصبهاني -رحمه الله-:
أصلُ اللَّعْن: الطَّرْدُ والإبْعَادُ مِن الله -عزَّ وجلَّ-، فأمَّا هو من الخَلْق فلِلسَّبِّ والدُّعاءِ على الملْعُون. المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (3/ 133).
وقال الحسين المغربي -رحمه الله-:
واللعنة في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله. البدر التمام شرح بلوغ المرام (10/ 322).
وقال القسطلاني -رحمه الله-:
أَطْلَقَت (عائشةُ) اللعنة عليهم إمّا لأنها ترى جواز لعن الكافر المعين باعتبار الحالة الراهنة، وإما لأنها تَقَدَّم لها عِلم بأن المذكورين يموتون على الكُفر. إرشاد الساري (9/ 149).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
«وغَضَب اللَّه» عدم رضاه وإرادة عقوبته. شرح سنن أبي داود (17/ 639).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
سب عائشة لهم قيل: فيه الانتصار للسلطان وأهل الفضل، ووجوب ذلك على حراسهم وغيرهم من المسلمين. إكمال المعلم (7/ 52).
قوله: «قال: مهلًا يا عائشة»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
بفتح الميم وسكون الهاء منصوب على المصدرية، يستوي فيه الواحد فأكثر، والمذكر والمؤنث، أي: تَأَنَّي وارفقي. إرشاد الساري (9/ 28).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
الْمَهْلُ بسكون الهاء، ويجوز فتحها: الاتِّئَادُ في الأمر، والرفق، والسكينة. ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (23/ 28، 29).
وقال ابن قرقول -رحمه الله-:
«مهلًا» أي: رفقًا. مطالع الأنوار على صحاح الآثار (4/ 67).
وقال المظهري -رحمه الله-:
أي: كوني سهلة غير شديدة، المهل: السكون والتأني في الأمور. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 123).
وقال السندي -رحمه الله-:
أَي: استعملي الرِّفْق والتأني فِي الْأُمُور. حاشية السندي على سنن النسائي (5/ 73).
قوله: «عليكِ بالرفق»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
«عليكِ بالرفق» فالْزَمِيْهِ. إرشاد الساري (9/ 225).
وقال ابن قرقول -رحمه الله-:
الرِّفْقُ: ضد العُنْف، وهو اللطف وأخذ الأمر بأحسن وجوهه وأقربها. مطالع الأنوار على صحاح الآثار (3/ 176).
وقال الفيومي -رحمه الله-:
الرفق ضد العنف، وهو لَطَافَة الفعل، ولِيْنُ الجانب واللطف، والأخذ بالأسهل وما فيه اللطف ونحوه. فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب(11/ 54).
وقال المناوي -رحمه الله-:
لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 269).
قوله: «وإياكِ والعُنْفَ والفُحْشَ»:
قال الصنعاني -رحمه الله-:
أي: احذري «العُنْفَ» فإن كل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله. التنوير شرح الجامع الصغير» (7/ 281).
وقال الدماميني -رحمه الله-:
«والعُنف» بضم العين: ضد الرفق. مصابيح الجامع (9/ 318).
وقال ابن رسلان -رحمه الله-:
وهو التشديد والتصعيب في الأشياء. شرح سنن أبي داود (18/ 484).
وقال الزرقاني -رحمه الله-:
الشِّدة والمشقّة. شرح الموطأ (4/ 624).
وقال السندي -رحمه الله-:
ضد الرفق، أي: من يدعو الناس إلى الهدى برفق وتَلَطُّفٍ خير من الذي يدعو بعنف وشدة، إذا كان المحل يقبل الأمرين، وإلا فيتعين ما يقبله المحل، والله أعلم بحقيقة الحال. حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 395).
وقال المظهري -رحمه الله-:
«الفُحْش» الكلام القبيح. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 123).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
والمراد به (أي: الفحش) هنا: التعدي بزيادة القُبْحِ في القول والجواب. شرح المصابيح (5/ 159)
وقال الصنعاني -رحمه الله-:
«والفحشَ» بالنصب عطف على العنف، محذرًا منه أيضًا، وهو التعدي في القول. التنوير شرح الجامع الصغير» (7/ 281 .
وقال الهروي -رحمه الله-:
أراد بالفحش: التعدي في الجواب، لا الفحش الذي هو مِن قذع الكلام؛ لأنه لم يكن منها إليهم فُحْش. [الغريبين (5/116).
وقال القاضي عياض -رحمه الله- مُتعقِّبًا الهروي:
لا أدري ما قال؟! وأي فُحْش في الكلام أفحش من اللعنة، وما قَرَنَتْهُ من السَّب معها؟! إكمال المعلم (7/ 52).
وقال الخطابي -رحمه الله-:
ولم يكن من عائشة إفحاشٌ في القول، إلا دعاءً عليهم بما كانوا أهلًا له؛ مِن غَضَبِ الله، وهم الذين بدؤوا بالقول السيئ، فجازتهم على ذلك، فإنما الفحش مجاوزة القصد في الأمور، والخروج منها إلى الإفراط. أعلام الحديث (3/ 2177).
قوله: «قالت: أوَ لم تسمع ما قالوا؟»:
قال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«أوَ لم تسمع» أي: ألم ينكشف لك ولم تسمع؟
«ما قالوا» أي: حين السلام عليك؛ حيث أَبْدَلُوا السلام بالسام. مرقاة المفاتيح (7/ 2941).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«ألم تسمع» يا رسول الله «ما قالوا؟»؛ فإنهم قالوا: السّام عليكم. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (22/ 106).
قوله: «أوَ لم تسمعي ما قُلتُ؟ رددتُ عليهم»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
«قال» -صلى الله عليه وسلم- «أوَ لم تسمعي ما قلتُ» لهم؟
«رددتُ عليهم» دعاءهم. إرشاد الساري (9/ 30).
وقال القسطلاني -رحمه الله- أيضًا:
«رددتُ عليهم» قولهم. إرشاد الساري (9/ 226).
قوله: «فيُستجاب لي فيهم، ولا يُستجاب لهم فيَّ»:
قال الكرماني -رحمه الله-:
«يُستجاب لي» لأنه بالحق، «ولا يُستجاب لهم» لأنه بالباطل والظلم. الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (21/ 181).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«ولا يُستجاب لهم» أي: إذا أرادوا بالسام الأمر المكروه المعبَّر عنه بالسام الذي معناه الموت، «فيَّ» أي: في حقي. مرقاة المفاتيح (7/ 2941).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
إنما يُستجاب له في اليهود؛ لأنهم على غير طريق الحق، وضالين عن الهدى، ومعاندين في التمادي على كفرهم بعدما تبين لهم الحق بالآيات الباهرات؛ فلذلك يستجاب له فيهم؛ ولهذا المعنى لم يستجب لهم في النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم ظالمون في دعائهم عليه، قال تعالى: {وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} الرعد: 14، وهذا أصل في دعاء الظالم أنه لا يُستجاب فيمن دعا عليه، وإنما يرتفع إلى الله تعالى من الدعاء ما وافق الحق وسبيل الصدق. شرح صحيح البخاري (10/ 131).
قوله: «يا عائشة، إنّ الله يحُب الرّفق في الأمر كُله»:
قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
«يحب الرّفق» أي: يأمر به، ويحضُّ عليه، وقد تقدم أن حبَّ الله للطاعة شَرْعُه لها، وترغيبُه فيها. المفهم (6/ 577).
وقال الزرقاني -رحمه الله-:
يحبُّ أن يرفق بعضكم ببعض. شرح الموطأ (4/ 624).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«يحبُّ» ويرضى لهم «الرفق» والتيسير؛ أي: تيسير بعضهم على بعض فيما وُلُّوا. مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه (21/ 360).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
«يحب الرفق» أي: أن يرفق العباد بعضهم بعضًا، ويتلاطفوا فيما بينهم. شرح المصابيح (5/ 339).
وقال عبد الحق الدهلوي -رحمه الله-:
«يحبُّ الرفق» من العباد ليرفق بعضهم بعضًا، ويعملوا في مصالحهم مِن طلب الرزق وغيره بالرفق واللطف، ولا يعنفوا. لمعات التنقيح (8/ 321).
وقال ابن فورك -رحمه الله-:
أَي: يُحِبُّ ترك العجلة في الأعمال والأمور. مشكل الحديث وبيانه (ص: 332).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
«يحب الرفق في الأمر كله» وإن كان الانتصار بمثل ما قُوبِل به المرء جائز. شرح صحيح البخاري (9/ 226).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
والمعنى: في كُل شيء حتى في خطاب الأعداء المشركين. كشف المشكل (4/ 269).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«في الأمر كله» دينًا ودنيا. مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه (21/ 362).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
ويستفاد منه: أن الداعي إذا كان ظالـمًا على من دعا عليه لا يستجاب دعاؤه. فتح الباري (11/ 200).
وقال ابن عبد البر -رحمه الله-:
في هذا الحديث: بيان ما عليه اليهود من العداوة للمسلمين، وبذلك كانوا يضعون موضع السلام على المسلمين الدعاء عليهم بالموت. التمهيد (10/ 456).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
وفيه: الحض على محاسن الأخلاق، وترك فحش الكلام لكل واحد، وانخداع أهل الفضل وتغافلهم عن أهل السفه، كما قيل: العاقل الفطن المتغافِل، والانتصار والمعارضة بالتي هي أحسن إذا أمكن ذلك، والصبر على أذى من يُرجى فيه رجوعه وائتلافه للخير. إكمال المعلم (7/ 52).