الأحد 23 رمضان 1446 هـ | 23-03-2025 م

A a

«لا يَمْنَعَنَّ أحدَكم -أو أحدًا منكم- أَذَانُ بلالٍ من سَحُورِهِ، فإنه يُؤَذِّنُ -أو يُنادي بليلٍ- لِيَرْجِعَ قائمَكم، وَلِيُنَبِّهَ نائمَكم، وليس أَنْ يقول الفجرُ -أو الصبحُ-، وقال بِأَصَابِعِهِ، ورفعها إلى فوقٍ، وطَأْطَأَ إلى أسفل، حتى يقولَ: هكذا».
وقال زُهير: «بِسَبَّابَتَيْهِ إحداهُمَا فوق الأُخرى، ثُمَّ مدَّهَا عن يمينِهِ وشماله».


رواه البخاري برقم: (621)، ومسلم برقم: (1093) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-.


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«لَا يَمْنَعَنَّ»:
المَنْعُ: خِلاف الإعطاء. الصحاح، الجوهري (3/ 1287).
وقال الزبيدي -رحمه الله-:
والمَنْعُ: أَنْ تَحُوْل بين الرَّجل وبين الشيء الذي يريدهُ. تاج العروس، الزبيدي (22/ 218).

«أَذَانُ»:
الأَذَانُ هو: الإعْلامُ بالشيء، يقال: آذَنَ يُؤْذِنُ إِيذَانًا وأَذَّنَ يُؤَذِّنُ تَأْذِينًا، والمشدد مخصوص في الاستعمال: بإعلام وقت الصلاة. النهاية، لابن الأثير (1/ 34).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
الأذان لغةً: الإعلام، قال الله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه} التوبة: 3، واشتقاقه من الأَذَن بفتحتين، وهو الاستماع، وشرعًا: الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة. فتح الباري (2/ 77).

«لِيَرْجِعَ»:
أي: يَرُدُّ. شرح السيوطي على مسلم (3/ 195).
قال الشوكاني -رحمه الله-:
لِيَرْجِعَ: بفتح الياء، وكسر الجيم المخففة، يستعمل هذا لازمًا ومُتعديًا، تقول: رجع زيد، وأرجعتُ زيدًا، ولا يقال في الْمُتعدي بالتثقيل، ومن رواه بالضم والتثقيل فقد أخطأ؛ لأنه يصير من الترجيع، وهو: الترديد، وليس مرادًا هنا، وإنما معناه: يردُّ القائم، أي: المجتهد إلى راحته؛ ليقوم إلى صلاة الصبح نشيطًا، أو يتسحر إن كان له حاجة إلى الصيام. نيل الأوطار (2/ 58).

«وَلِيُنَبِّهَ»:
نَبُهَ: النون والباء والهاء: أصل صحيح يدل على ارتفاع وسُمُوٍّ، ومنْه: النُّبْهُ والانتباه، وهو: اليقظة والارتفاع من النوم. مقاييس اللغة، لابن فارس (5/ 384).
والنُّبْهُ: الانتباه من النوم. النهاية، لابن الأثير (5/ 11).

«نائمَكم»:
النوم: غَشْيةٌ ثقيلة تهجم على القلب، فتقطعه عن المعرفة بالأشياء؛ ولهذا قيل: هو آفة؛ لأن النوم أخو الموت، وقيل: النوم مُزيل للقوة والعقل. المصباح المنير، الفيومي (ص: 325).


شرح الحديث


قوله: «لَا يَمْنَعَنَّ أحدَكم -أو أحدًا منكم -أَذَانُ بلال مِنْ سَحُورِهِ»:
قال الكرماني -رحمه الله-:
قوله: «أو أحدًا» ...فإن قلتَ: هل فرق بين أحدَكم أو أحدًا منكم؟ قلتُ: كلاهما عام، لكن الأول من جهة أنه اسم جنس مضاف، والثاني أنه نَكِرَة في سياق النفي. الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (5/ 19).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
قوله: «لا يمنعنَّ أحدَكم أو أحدًا منكم» هذا الشك من زهير أحد رواته، فإن جماعة رووه عن سليمان التيمي فقال: «لا يمنعنَّ أحدكم أذان بلال»، وصرَّح به الإسماعيلي. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/ 363).
وقال العيني -رحمه الله-:
قوله: «مِن سَحُوره» بفتح السّين: اسم ما يُتَسَحّر به من الطعام والشراب، وبالضم: المصدر، والفعل نفسه، وأكثر ما يروى بالفتح، وقيل: إن الصواب بالضم؛ لأنه بالفتح: الطعام، وعدم منع أذان بلال عن الفعل لا عن الطعام. نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار(3/ 78).

قوله: «فإِنَّه يُؤَذِّنُ -أو يُنادي بليلٍ-»:
قال الكرماني -رحمه الله-:
قوله: «يُنادي» وفي بعضها «يُؤذن»، والباء في «بليل» للظرفية، أي: في ليل. الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (5/ 19).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
قوله: «إِنَّ بلالاً ينادي بليل» أي: إنَّ من شأنه أنْ يؤذن بليل الدهر كله، فإذا جاء رمضان فلا يمنعنكم أذانه المعهود من سحوركم، وفي إجماع المسلمين على أن النافلة بالليل والنهار لا أَذان لها، دليل بيِّن أن أذانه كان لصلاة الصبح. شرح صحيح البخاري (2/ 251).

قوله: «لِيَرْجِع قائمَكم»:
قال القاضي عياض -رحمه الله-:
قوله: «لِيَرْجِع قائمَكم» بالنصب، أي: يرده إلى راحته وجَمَام نفسه بإعلامه بأذانه السحر وقرب الصباح، وينام غَفْوة السحر ونومة الفجر الْمُستلذَّة الْمُستعان بها على النشاط، وذهاب كسل السهر، وتغير اللون...، وقد يكون معنى ذلك: ليكمل ويستعجل بقية ورده، ويأتي بوتره قبل الفجر. إكمال المعلم (4/ 30).
وقال النووي -رحمه الله-:
قوله: «لِيَرْجِع قائمَكم»...ومعناه: أنه إنما يُؤذِّن بليل؛ ليعلمكم بأن الفجر ليس ببعيد، فيرد القائم المتهجد إلى راحته لينام غفوة ليصبح نشيطًا، أو يوتر إنْ لم يكن أوتر، أو يتأهب للصبح إنْ احتاج إلى طهارة أخرى، أو نحو ذلك من مصالحه المترتبة على علمه بقرب الصبح. شرح مسلم (7/ 204).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
قوله: «لِيَرْجِع قائمَكم» أي: ليعلمه بقرب الفجر فيجلس للاستغفار. كشف المشكل (1/ 297).
وقال ابن رجب -رحمه الله-:
قوله: «لِيَرْجِع قائمَكم» وفسر رجوع القائم: بأن المصلي يترك صلاته، ويشرع في وتره، ويختم به صلاته، وهذا مما استدل به من يقول: إنَّ وقت النهي عن الصلاة يدخل بطلوع الفجر. فتح الباري (3/ 516).
وقال الكرماني -رحمه الله-:
هو المتهجد، أي: يعود إلى الاستراحة؛ بأن ينام ساعة قبل الصبح.الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري(19/٢١٤)
وقال الشوكاني -رحمه الله-:
قوله: «لِيَرْجِع قائمَكم»...، قال الشافعي ومالك وأحمد وأصحابهم: إنه (أي: الأذان الأول) يُكتَفى به للصلاة، وقال ابن المنذر وطائفة من أهل الحديث والغزالي: إنه لا يُكتَفى به...، ويدل أيضًا على عدم الاكتفاء أنَّ الأذان المذكور قد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- الغرض به فقال: «لِيَرْجِع قائمَكم» الحديث، فهو لهذه الأغراض المذكورة لا للإعلام بالوقت، والأذان هو: الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، والأذان قبل الوقت ليس إعلامًا بالوقت، وتُعُقِّب بأَنَّ الإعلام بالوقت أعم من أن يكون إعلامًا بأَنَّه دخل أو قارب أن يدخل. نيل الأوطار (2/ 58).
وقال الباجي -رحمه الله-:
والذي يظهر لي: أنه ليس في الآثار ما يقتضي أن الأذان قبل الفجر هو لصلاة الفجر، إن كان الخلاف في الأذان ذلك الوقت، فالآثار حجة لمن أثبته، وإن كان الخلاف في المقصود به، فيحتاج إلى ما يُبيِّن ذلك من اتصال الأذان إلى الفجر، أو غير ذلك، مما يدل عليه، -والله أعلم-. المنتقى شرح الموطأ (1/ 138).

قوله: «وَلِيُنَبِّهَ نائمَكم»:
قال القاضي عياض -رحمه الله-:
قوله: «وَلِيُنَبِّهَ نائمَكم» أي: النائم آخر الليل أو لصلاة الوتر لمن غلبه النوم على ذلك، أو مُعْقِد الصوم للسحور، وقد استدل بعضهم منه على منع الوتر بعد الفجر، ولا حجة له فيه، وفيه قرب أذان بلال من السحر. إكمال المعلم (4/ 30).
وقال النووي -رحمه الله-:
قوله: «وَلِيُنَبِّهَ نائمَكم» أي: ليتأهَّب للصبح أيضًا بفعل ما أراد من تهجد قليل، أو إيتار إن لم يكن أوتر، أو سحور إن أراد الصوم، أو اغتسال أو وضوء، أو غير ذلك مما يحتاج إليه قبل الفجر. شرح مسلم (7/ 204).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
قوله: «وَلِيُنَبِّهَ نائمَكم» وهذا يحتاج إليه في شهر رمضان وغيره ممن يصوم دهره أو عليه نذر. شرح صحيح البخاري (2/ 251).
وقال ابن بطال -رحمه الله- أيضًا:
واختلف العلماء في جواز الأذان للصبح قبل طلوع الفجر:
فأجاز ذلك طائفة، وهو قول مالك، والأوزاعي، وأبي يوسف، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.
وقال ابن حبيب: يؤذن للصبح وحدها قبل الفجر؛ وذلك واسع من نصف الليل؛ وذلك آخر أوقات العشاء إلى ما بعد ذلك.
وقال ابن وهب: لا يؤذن لها قبل السدس الآخر من الليل، وقاله سحنون.
وقالت طائفة: لا يجوز الأذان لها إلا بعد الفجر، وهو قول الثوري، وأبي حنيفة، ومحمد. شرح صحيح البخاري (2/ 250).
وقال ابن رجب -رحمه الله-:
وفي هذا تنبيه على استحباب إيقاظ النُّوام في آخر الليل بالأذان ونحوه من الذكر، وخرَّج الترمذي من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا ذهب ثلثا الليل قام، فقال: «يا أيها الناس، اذكروا الله تعالى جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه»، وقال: حديث حسن.
وفيه: دلالة على أَنَّ الذكر والتسبيح جهرًا في آخر الليل لا بأس به؛ لإيقاظ النُّوام، وقد أنكره طائفة من العلماء -وقال: هو بدعة- منهم: أبو الفرج ابن الجوزي، وفيما ذكرناه دليل على أَنًه ليس ببدعة. فتح الباري (3/517).
قوله: «وليس أَنْ يقول الفجر -أو الصبح- وقال بِأَصَابِعِهِ، ورفعها إلى فوق، وَطَأْطَأَ إلى أسفل، حتى يقولَ: هكذا»:
قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
قوله: «ليس الفجر أن تقول هكذا» كأنه وصف الفجر الأول في قوله: «وليس الفجر»، ووصف الثاني في الوصف الآخر.
والفجر: انفجار الظلمة عن الضوء، والمستطيل: هو الفجر الأول يصعد طولًا، ثم تأتي بعده الظلمة، ثم يظهر الفجر الثاني معترضًا في ذيل السماء، فهو المستطير، والمستطير: المنتشر بسرعة، يقال: استطار الفجر: إذا انتشر واعترض في الأفق، وذلك الذي يمنع السحور. كشف المشكل (1/ 297).
وقال ابن الملقن -رحمه الله-:
قوله: «ليس الفجر» وقال بأصابعه؛ على اختلاف الألفاظ التي سقناها، يريد أن الفجر فجران: كاذب: لا يتعلق به حكم، وهو الذي بينه وأشار إليه أنه يطلع في السماء، ثم يرتفع طرفه الأعلى، وينخفض طرفه الأسفل، وهو المستطيل، وصادق: وهو الذي يتعلق به الأحكام، وهو الذي أشار بسبابتيه واضعًا إحداهما على الأخرى، ثم مدهما عن يمينه ويساره، وهذا إشارة إلى أنه يطلع معترضًا، ثم يعم الأفق ذاهبًا فيه عرضًا في ذيل السماء، ويستطير، أي: ينتشر بريقه.
وفيه: أن الإشارة نحو من اللفظ، وقال المهلب: فيه أن الإشارة تكون أقوى من الكلام. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/ 363-364).
وقال الكرماني -رحمه الله-:
واعلم أنَّ الصبح على نوعين: كاذب وصادق، والكاذب هو: الضوء المستطيل من العلو إلى السفل، والصادق هو: المعترض المستطير في اليمين والشمال، وحاصل هذا الكلام: أن الفجر المعتبر في الشرع ليس هو الأول بل الثاني...، «وفوق» روي مبنيًّا على الضم، وهو على نية الإضافة، ومنونًا بالجر على عدم نيتها... و«طأطأ» على وزن دحرج، أي: خفض إصبعه إلى أسفل، «هكذا» الإشارة إلى كيفية الصبح الكاذب، و«حتى» هو غاية لقوله وما بعده: إشارة إلى كيفية الصبح الصادق. الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (5/ 20).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
قوله: «ليس الفجر أن تقول هكذا» وجمع بين أصابعه ثم نكسها إلى الأرض، وفي الحديث الآخر: «ورفعها»، ولكن الذي يقول هكذا، وضع المسبحة على المسبحة، أي: السبابة ومد يديه، هذا مثال قوله في الحديث الآخر بعده: «لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل» هكذا حتى يستطير هكذا وهكذا، يعني: معترضًا، والمستطير: المنتشر، وفيه البيان بالإشارة، وأنها تقوم مقام النطق. إكمال المعلم(4/30-31).
وقال الكرماني -رحمه الله-:
قوله: «حتى يقولَ: هكذا» أي: حتى يصير منتشرًا في الأفق ممدودًا من الطرفين اليمين والشمال، وهو الصبح الصادق. الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (25/ 16).
وقال ابن بطال -رحمه الله-:
قوله: «حتى يقولَ: هكذا» يريد أَنَّ الفجر ليس هو هذا الفجر الأول المعترض في الأفق؛ وذلك لا حكم له، وإنما هو علامة للفجر الثاني الذي يُحِلّ ويحرم، الطالع في مشرق الشمس المستطير إلى المغرب؛ ولذلك مَدَّ زهير سبابتيه عن يمينه وشماله دلالة على طلوع الفجر وانتشاره. شرح صحيح البخاري(2/ 251-252).

قوله: وقال زُهَيْرٌ: «بِسَبَّابَتَيْهِ إحداهُمَا فوقَ الأُخرى، ثُمَّ مدَّهَا عن يمينِهِ وشِمالِهِ»:
قال القسطلاني -رحمه الله-:
قوله: «وقال زهير» الجعفي في تفسير معنى: (هكذا) أي: أشار «بسبابتيه» اللتين تليان الإبهام؛ سُمِّيَتَا بذلك لأنهما يشار بهما عند السب، «إحداهما فوق الأخرى، ثم مدّهما» كذا للأربعة بالتثنية، ولغيرهم مدها «عن يمينه وشماله» كأنه جمع بين أصبعيه ثم فرّقهما. إرشاد الساري (2/ 13).
وقال محمد الخضر الشنقيطي -رحمه الله-:
قوله: «بسبابتيه»... والمعنى: أشار بهما، ففيه أيضًا إطلاق القول على الفعل. وقوله: «ثم مدَّهما عن يمينه وشماله» يعني: أنه مدَّ أصبعيه متفرقتين عن يمينه وشماله، أي: إحداهما ذاهبة إلى جهة اليمين، والأخرى ذاهبة إلى جهة الشمال. كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (8/ 285).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
قوله: وقال زهير -رحمه الله- أي: الراوي، وهي أيضًا بمعنى: أشار، وكأنَّه جمع بين إصبعيه ثم فرقهما؛ ليحكي صفة الفجر الصادق؛ لأنه يطلع معترضًا ثم يعم الأفق ذاهبًا يمينًا وشمالًا. بخلاف الفجر الكاذب، وهو الذي تسميه العرب: ذَنَبُ السرحان؛ فإنه يظهر في أعلى السماء ثم ينخفض. فتح الباري (2/ 105).
وقال زكريا الأنصاري -رحمه الله-:
وسُمي (الفجر الصادق) صادقًا؛ لأنه يَصْدُقُ عن الصُبح ‌ويُبَيِّنُهُ. منحة الباري بشرح صحيح البخاري (2/ 340).
وقال ابن هبيرة -رحمه الله-:
في هذا الحديث من الفقه: جواز الأذان لصلاة الفجر قبل دخول الوقت.
وفيه: أن الأذان لا يمنع من السحور.
وفيه أيضًا: أن المصلين كانوا إذا دخلوا في الصلاة انصرفوا عن الخلق وتوجهوا إلى الله -عز وجل-؛ فلذلك قال: «يرجع قائمكم» أي: إليكم فيما أرى، «ويوقظ النائم» ليتأهب للصلاة. الإفصاح عن معاني الصحاح (2/57).
وقال البرماوي -رحمه الله-:
في الحديث: التَّنبيه للقائم والنَّائم لمصلحتهما، وزيادةُ الإيضاح بالإشارة تأكيدًا للتَّعليم. اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (3/ 465).
وقال محمد أنور شاه الكشميري -رحمه الله-:
فتبيَّن منه أن أذان بلال إِنما كان لأجل أن يَرْجِعَ قائم الليل عن صلاته ويتسحَّر، ويستيقظ النائم فيتسحَّر، فهذا تصريحٌ بكونه للتسحير لا للفجر. وأمَّا للفجر، فكان يُنادي به ابن أُمّ مكتوم، ولذا كان يَنْتَظِرُ الفجرَ ويتوخَّاه.فيض الباري، شرح صحيح البخاري(2/٢١٩).

وللاستفادة من الرواية الأخرى ينظر (هنا


ابلاغ عن خطا