الأربعاء 26 رمضان 1446 هـ | 26-03-2025 م

A a

«إنَّ اللهَ إذا أَحَبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: إنِّي أُحِبُّ فلانًا فَأَحِبَّهُ، قال: فَيُحِبُّهُ جبريلُ، ثم يُنَادِي في السَّماءِ فيقولُ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أهلُ السَّماءِ، قال: ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ، وإذا أَبْغَضَ عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ: إنِّي أُبْغِضُ فلانًا فَأَبْغِضْهُ، قال: فَيُبْغِضُهُ جبريلُ، ثم يُنَادِي في أهلِ السَّماءِ: إنَّ اللهَ يُبْغِضُ فلانًا فَأَبْغِضُوهُ، قال: فَيُبْغِضُونَهُ، ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرضِ».


رواه البخاري برقم: (3209)، ومسلم برقم: (2637) واللفظ له، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.


شرح مختصر الحديث


.


غريب الحديث


«القَبُول»:
بفتحِ القافِ هو المحبَّة والرضا بالشَّيءِ، ومَيْل النَّفْس إليه. النهاية، لابن الأثير (4/ 8).

«البَغْضَاءُ»:
البُغْضُ ضد الحُب، وقد بَغُضَ الرَّجل مِن باب ظَرُفَ أي: صار بَغِيضًا، وبغَّضه الله إلى الناس تبغيضًا فأَبْغَضُوه أي: مَقَتُوه، فهو مُبْغَضٌ، والبَغْضَاءُ: شدة البُغْضِ. مختار الصحاح، للرازي (ص: 37).


شرح الحديث


قوله: «إنَّ اللهَ إذا أَحَبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: إنِّي أُحِبُّ فلانًا فَأَحِبَّهُ»:
قال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
قوله: «إن الله إذا أحبَّ عبدًا» من عباده، ومحبة الله لعبده صفة ثابتة له، نثبتها، ونعتقدها، لا نُكَيِّفها، ولا نُمَثِّلها، أثرها الرضا عنه.
«دعا جبريل» الأمين -عليه السلام-، أي: ناداه، «فقال» له: «إني أُحبّ فلانًا فأَحِبَّه» يا جبريل. الكوكب الوهاج (24/ 491).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«دعا جبريل» يدل على جلالته؛ من حيث خَصّه من بين أفراد الملائكة، فيكون أفضل من إسرافيل وميكائيل، وسائر حملة العرش والملائكة المقربين.
ويحتمل أن يكون وجه تخصيصه: لكونه سفيرًا بين الله ورسله المبعوثين إلى المخلوقين.
«فقال» أي: الله، «إني أُحِبُّ فلانًا» وفي عدم ذكر سببٍ لمحبته من أوصاف عبده إشارة إلى أن أفعاله تعالى مُبَرَّأَةٌ عن الأغراض والعِلَل، بل يترتب على محبته تعالى محبة العبد إياه بسلوك سبيله واتباع رسله، ودوام اشتغاله بذكره ودعائه وثنائه، والشوق إلى رضائه ولقائه.
«فَأَحِبَّهُ» أي: أنت أيضًا؛ زيادة لإكرام العبد، وإلا فكفى بالله مُحِبًّا ومحبوبًا، وطالبًا ومطلوبًا، وحامدًا ومحمودًا. مرقاة المفاتيح (8/ 3132).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
«إن الله إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانًا فأَحِبَّه» يُعيِّن الله الرَّجل له فيُحِبّه جبريل. شرح رياض الصالحين (1/ 163).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
تفسير المحبّة بإرادة الخير تفسير باللازم، والحقُّ أن صفة المحبّة على ظاهرها ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلال الله تعالى، فتنبّه، والله تعالى أعلم. البحر المحيط الثجاج (41/ 244).
وقال ابن تيمية -رحمه الله-:
وقد أجمع سلف الأُمَّة وأئمتها على إثبات محبة الله تعالى لعباده المؤمنين، ومحبتهم له، وهذا أصلُ دِينِ الخليل إمام الحنفاء -عليه السلام-. مجموع الفتاوى (2/ 354).
وقال ابن تيمية -رحمه الله- أيضًا:
وأهل السنة والجماعة المتَّبِعُون لإبراهيم وموسى ومحمد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- يُثبتون ما أَثْبَتُوه من تكليم الله، ومحبَّته، ورحمته، وسائر ما له من الأسماء الحسنى، والْمَثَل الأعلى. مجموع الفتاوى (16/ 209).
وقال ابن القيم -رحمه الله-:
إنَّ ما وَصَفَ اللهُ سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال. الصواعق المرسلة (4/ 1451).

«قال: فَيُحِبُّهُ جبريلُ، ثم يُنَادِي في السَّماءِ فيقولُ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أهلُ السَّماءِ»:
قال النووي -رحمه الله-:
وحُبُّ جبريل والملائكة يحتمل وجهين:
أحدهما: استغفارهم له، وثناؤهم عليه ودعاؤهم.
والثاني: أن محبَّتهم على ظاهرها المعروف من المخلوقين، وهو ميل القلب إليه، واشتياقه إلى لقائه، وسبب حبِّهم إياه كونه مطيعًا لله تعالى محبوبًا له. شرح النووي على مسلم (16/ 184).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
وأما تفسير محبة الملائكة باحتمالين، فالاحتمال الثاني هو الأرجح، وهو مستلزِم للاحتمال الأول، فإنهم إذا أحَبُّوا العبد، واشتاقوا إليه، ومالَتْ قلوبهم إليه دعَوا له، واستغفروا له، والله تعالى أعلم. البحر المحيط الثجاج (41/ 240).
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
وبمحبة الملائكة (يعني والمراد بمحبة الملائكة): استغفارهم له، وإرادتهم خير الدارين له، ومَيْل قلوبهم إليه؛ لكونه مطيعًا لله محبًا له، ومحبة العباد له: اعتقادهم فيه الخير، وإرادتهم دفع الشر عنه ما أمكن. فتح الباري (10/ 462).
وقال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-:
وأما محبة الْمَلَك فلا بُعْدَ في أن تكون على حقيقتها المعقولة في حقوقنا، ولا إحالة في شيء من ذلك. وإعلام الله تعالى جبريل، وإعلام جبريل الملائكة بمحبة العبد المذكور تنويهٌ به، وتشريفٌ له في ذلك الملأ الكريم، وليحصل من المنزلة المنِيْفَة على الحظ العظيم، وهذا من نحو قوله -صلى الله عليه وسلم- حكاية عن الله تعالى حيث قال: «أنا مع عبدي إذا ذكرني؛ إنْ ذَكَرَني في نفسه ذكَرْتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خير منهم».
ويجوز أن يراد بمحبة الملائكة: ثناؤهم عليه واستغفارهم له، وإكرامهم له عند لقائه إياهم. المفهم (6/ 643).
وقال ابن الملك -رحمه الله-:
محبتُه يحتمل أن تكون ثناؤه ودعاؤه له، وأن تكون الميل له، والاشتياق إلى لقائه. شرح المصابيح (5/ 311).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«قال» أي: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فيُحبّه جبريل» أي: ضرورة عدم عصيانه أمر ربه، فيُحِبّه لِحُبِّه، وهذا من المحبة في الله، أي: لا يُحِبّه لغرضٍ سوى مرضاة مولاه، ومحبة جبريل: دعاؤه واستغفاره له، والميل إلى الاجتماع به ونحو ذلك.
«ثم ينادي» أي: جبريل بأمر الملِك الجليل، «في السماء» أي: في أهل السماء كما في قرينته الآتية، والمعنى بحيث يصل بسماع كلامه إلى أهلها كلها، «فيقول: إن الله يحب فلانًا فأَحِبُّوه، فيُحِبّه أهل السماء» أي: جميعهم. مرقاة المفاتيح (8/ 3132-3133).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فيُحِبّه جبريل ثم ينادي» جبريل «في السماء» أي: في جنس السماء الشامل لكلِّها، فيقول جبريل لأهل السماء في ندائه إياهم: «إن الله يُحِبُّ فلانًا فأَحِبُّوه، فيُحِبّه أهل السماء» كلهم، ومعنى محبة الملائكة للعبد: ثناؤهم عليه، واستغفارهم له، وإكرامهم له عند لقائه إياهم، والله أعلم. الكوكب الوهاج (24/ 491-492).

قوله: «ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ»:
قال ابن بطال -رحمه الله-:
قوله: «ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ» يريد المحبة في الناس، وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} طه:39، أي: حبَّبْتُك إلى عبادي، وقال ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} مريم:96 قال: يُحِبُّهم ويُحَبِّبُهُم إلى الناس. روى مالك حديث أبى هريرة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبى هريرة وقال فيه مالك: لا أَحْسَبُهُ إلا قال في البغض مثل ذلك. فدلَّت زيادة مالك في هذا الحديث على خلاف ما تقوله القدرية: إن الشر مِن فِعْلِ العبد، وليس بخلق الله، وبان أن كل شيء من خير وشر ونفع وضر من خلق الله لا خالق غيره تعالى عما يشركون. شرح صحيح البخاري (9/ 236).
وقال القاضي عياض -رحمه الله-:
وقوله: «فيُوضَع له القبول في الأرض» وهو الرضا والحب في القلوب، أي تَقْبَله وتميل إليه، ولا تنفر عنه ولا ترده، قال الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} آل عمران:37، أي: رضي، قال أبو عمر: هو مصدر، ولم أسمع غيره بالفتح في المصدر، وقد جاء في رواية القعنبي مفسرًا: «فتوضع له المحبة». إكمال المعلم (8/ 116).
وقال النووي -رحمه الله-:
ومعنى يوضع له القبول في الأرض أي: الحب في قلوب الناس ورضاهم عنه، فتميل إليه القلوب وترضى عنه، وقد جاء في رواية: «فتوضع له المحبة». شرح النووي على مسلم (16/ 184).
وقال القرطبي -رحمه الله-:
قوله: «ثم يُوضَع له القبول في الأرض» يعني بالقبول: محبة قلوب أهل الدِّين والخير له، والرضا به، والسرور بلقائه، واستطابة ذِكْرِه في حال غَيبته، كما أجرى الله تعالى عادته بذلك في حق الصالحين مِن سلف هذه الأمة ومشاهير الأئمة. والقول في البغض على النقيض من القول في الحب. المفهم (6/ 644).
وقال المظهري -رحمه الله-:
قوله: «ثم يُوضَع له القبول في الأرض» يعني: ثم يُوضع حُبُّه في قلوب الناس. المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 229).
وقال الملا علي القاري -رحمه الله-:
«ثم يُوضَع له القبول» وهو من آثار المحبة، ثم هذا الوضع ابتداء من جبريل أو غيره.
«في الأرض» أي: في قلوب أهلها من أهل المحبة، فلا يُرَدُّ أن كثيرًا من الأولياء ليس لهم قبول عند أهل الدنيا؛ لأن العبرة بخواصِّ الأنام لا بالعوام كالأنعام. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3133).
وقال الشيخ فيصل ابن المبارك -رحمه الله-:
المراد بالقبول: الحبُّ للعبد في قلوب أهل الدِّين والخير، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} مريم:96. تطريز رياض الصالحين (ص: 261)
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
ومعنى «يُوضَع له القبول في الأرض»: أنه يحصل له في قلوب أهل الأرض مَوَدّة، وَيُزْرَع له فيها مهابة، فتُحِبّه القلوب، وترضى عنه النفوس، من غير تَوَدُّد منه، ولا تَعَرُّض للأسباب التي تُكْتَسَب لها مَوَدَّات القلوب، مِن قرابة، أو صداقة، أو اصطناع، وإنما هو مِنْحَة منه تعالى ابتداءً اختصاصًا منه لأوليائه بكرامة خاصّة، كما يَقْذِفُ في قلوب أعدائه الرعب، والهيبة؛ إعظامًا له، وإجلالًا لمكانه، قال بعضهم: وفائدة ذلك: أن يستغفر له أهل السماء والأرض، وينشأ عندهم هيبته، وإعزازهم له، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} المنافقون: 8.
وقيل: معنى «يُوضَع له القبول في الأرض» أي: الحب في قلوب الناس، ورضاهم عنه، فتميل إليه القلوب، وترضى عنه، فذلك قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} مريم:96. البحر المحيط الثجاج (41/ 241-242).

قوله: «وإذا أَبْغَضَ عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ: إنِّي أُبْغِضُ فلانًا فَأَبْغِضْهُ، قال: فَيُبْغِضُهُ جبريلُ، ثم يُنَادِي في أهلِ السَّماءِ: إنَّ اللهَ يُبْغِضُ فلانًا فَأَبْغِضُوهُ، قال: فَيُبْغِضُونَهُ»:
قال الصنعاني -رحمه الله-:
«وإذا أَبْغَضَ عبدًا دعا جبريل فقال: إني أبْغَضُ فلانًا فأَبْغِضْهُ» وهو تعالى لا يبغض العبد إلا لمخالفته أمره، وتوثبه على ما نهى عنه «فيبغضه جبريل ثم ينادي في السماء: إن الله يبغض فلانًا فيبغضونه» أهل السماوات. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 263).
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«وإذا أَبْغَضَ» الله «عبدًا» من عباده، ومعنى بغض الله لعبده صفة ثابتة لله تعالى، نُثْبِتُها ونعتقدها، لا نُكَيِّفها ولا نُمَثِّلها، أثرها الانتقام منه، «دعا جبريل» أي: ناداه «فيقول» له: «إني أبغض فلانًا فأَبْغِضْهُ قال» رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: أن الله يبغض فلانًا فأَبْغِضُوه»، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فيُبْغِضُونَه». الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (24/ 492).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا» أي: كَرِهَهُ.
وفيه: إثبات صفة البُغْض لله تعالى على ما يليق بجلاله -سبحانه وتعالى-.
«دَعَا» أي: نادى الله -سبحانه وتعالى- «جِبْرِيلَ» -عليه السَّلام-، «فَيَقُولُ» في ندائه: «إِنِّي أُبْغِضُ» بضمّ الهمزة مضارع أَبغض رباعيًّا، «فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ» بفتح الهمزة؛ لكونها همزة قطع، «قَالَ» -صلى الله عليه وسلم-: «فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ» -عليه السَّلام-، «ثُمَّ يُنَادِي» جبريل عليه السَّلام «فِي أَهْلِ السَّمَاءِ» وهم الملائكة، «إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ» بقطع الهمزة، «قَالَ» -صلى الله عليه وسلم-: «يُبْغِضُونَهُ». البحر المحيط الثجاج (41/ 242).

قوله: «ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرضِ»:
قال الصنعاني -رحمه الله-:
«ثم يُوضَع له البغضاء في الأرض»، فحُبّ أهل الأرض للإنسان وبغضهم له يتفرَّع عن حُب الله وبغضه، (م) (يعني مسلم) عن أبي هريرة، ولم يخرج البخاري لفظه، بل رواه بدون ذكر البغضاء. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 263).
وقال الشيخ فيصل ابن المبارك -رحمه الله-:
والبغضاء: شدة البغض. تطريز رياض الصالحين (ص: 261)
وقال الشيخ محمد الأمين الهرري -رحمه الله-:
«ثم تُوضَع» وتُجعل «له البغضاء في» أهل «الأرض» والعياذ بالله تعالى من بغض الله وبغض عباده. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (24/ 492).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله-:
«ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ» بفتح الموحّدة، والمدّ: شِدّة البغض. البحر المحيط الثجاج (41/ 242).
وقال الشيخ محمد بن علي الإتيوبي -رحمه الله- أيضًا:
وفيه: إثبات صفة المحبة لله تعالى، وليس كما قال المؤَوِّلُون: «إذا أحبَّ عبدًا» أي: رضي عنه، وأراد به خيرًا، وهداه، ووفَّقه، فإن هذا تفسير باللازم، والحق أن صفة المحبة ثابتة لله تعالى. البحر المحيط الثجاج (41/ 240).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
ومحبة الله مرتبة عالية عظيمة، ووالله إنّ محبة الله لتُشترى بالدنيا كلها، وهي أعلى من أن تحب الله، فكون الله يحبك أعلى من أن تحبه أنت، ولهذا قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، ولم يقل: فاتبعوني، تصدقوا في محبتكم لله، مع أن الحال تقتضي هكذا، ولكن قال: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} آل عمران: 31.
ولهذا قال بعض العلماء: الشّأن كُلّ الشَّأن في أَن الله يُحبُّك لا أَنك تُحب الله.شرح العقيدة الواسطية (1/226)


ابلاغ عن خطا